الحكيم يبحث مع ولي العهد السعودي الأزمة السياسية في العراق واعتصام التيار الصدري في بغداد يدخل أسبوعه الرابع

Supporters of Iraqi populist leader Moqtada al-Sadr gather for mass Friday prayer, in Baghdad
اعتصام أنصار التيار الصدري في محيط البرلمان دخل أسبوعه الرابع (رويترز)

أكد زعيم تحالف الحكمة في العراق عمار الحكيم خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، على أهمية دعم الرياض لبغداد وضرورة حلّ الأزمة السياسية في العراق دون تدخلات خارجية، في وقت تستمر فيه اعتصامات التيار الصدري والإطار التنسيقي في بغداد، وبعد أن عدَّ خطيب مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر -اليوم الجمعة- نتائج الحوار الوطني للأطراف السياسية في العراق: "لا قيمة لها".

وجاءت تصريحات زعيم تيار الحكمة العراقي -القيادي في الإطار التنسيقي- في تغريدة نشرها عبر تويتر، عقب لقائه مع ولي العهد في مدينة جدة السعودية التي يزورها منذ مساء الأربعاء.

وقال الحكيم إنه أشاد خلال اللقاء "بالخطط التنموية لولي العهد، ولا سيما رؤية المملكة 2030، وانعكاسات تلك الخطط الإيجابية على دول الإقليم عامة والعراق خاصة".

وأردف "تطرقنا إلى تطورات الساحة العراقية، وأكدنا أن الحوار بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مرضية للانسداد السياسي الحالي في العراق، وشددنا على أن الحلول لا بد أن تبقى عراقية دون أي ضغوطات خارجية".

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنه جرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات السعودية العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك".

وقال سالم اليامي المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية إن زيارة الحكيم إلى السعودية تأتي في إطار البحث عن مساعدة الجانب السعودي في تهدئة الوضع وتقريب وجهات النظر في العراق.

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن السعودية تحرص على استقرار العراق وتجنيبه منزلقات غيرَ محمودة، بحسب تعبيره.

الحكيم (يسار) قال إنه أكد على أن حلول الأزمة السياسية العراقية لا بد أن تبقى دون أي ضغوط خارجية (رويترز)

حوارات الأطراف السياسية "لا قيمة لها"

في المقابل، قال خطيب جمعة أنصار التيار الصدري مهند الموسوي إن الحوارات التي تعقد من قبل القوى والأطراف السياسية للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، هدفها تحقيق مصالح حزبية والبقاء في السلطة.

وأضاف الخطيب أمام آلاف من أتباع الصدر خلال خطبة صلاة الجمعة في مقر اعتصامهم قبالة البرلمان العراقي "إن الحوارات السياسية التي تعقدونها ليست لمصلحة الشعب أو البلد، بل هي لبقائكم، ولا قيمة لها ولا نقيم لها وزنا".

وقال إن "الشعب العراقي هو من يقرر مصيره، وهو مصدر السلطات، وخروج الشعب اليوم هو ضد الفساد والذين لا يحترمون الشعب والدولة، وليس ضد الدولة".

وشدد على "أن الشعب مقدم على كل الاعتبارات ومن أجله توضع الدساتير والقوانين، وأن إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، وأن الشعب هو من يقرر مصيره بنفسه مهما تمادى الطغاة في غيهم"، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار الثورة التي "ستكسر كل الإرادات الفاسدة"، بحسب تعبيره.

استمرار الاعتصامات

يأتي ذلك في ظل مواصلة أنصار التيار الصدري -بزعامة مقتدى الصدر- اعتصامهم الذي دخل أسبوعه الرابع على التوالي، في محيط البرلمان بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.

وفي الجانب الآخر، يستمر أتباع الإطار التنسيقي في اعتصاماتهم عند الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، للمطالبة بعقد جلسة للبرلمان والإسراع في تشكيل حكومة جديدة.

وقال القيادي في الإطار التنسيقي زعيم تحالف الفتح هادي العامري، إن تجاوز الأزمة الحالية يكون بالاحتكام إلى الدستور والحفاظ على المؤسسات الدستورية.

ودعا في رسالة وجهها إلى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، كل القوى السياسية إلى أن يكون لها دورٌ بناء في هذه المرحلة من تاريخ العراق، بحسب قوله.

ويشهد العراق أزمة سياسية على خلفية خلافات بين القوى السياسية حول تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ولا تزال الجهود السياسية متعثرة لحل الأزمة.

المصدر : الجزيرة + وكالات