توتر بالضفة الغربية مع استمرار تصعيد الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون الحرم الإبراهيمي وباحات الأقصى

تسود حالة من التوتر أنحاء الضفة الغربية مع استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها عمليات الاقتحام والاعتقال والهدم في جميع المناطق، وسط تحذيرات من انفجار الوضع، ودعوات من قوى فلسطينية لـ"يوم غضب" غدا الجمعة تنديدا بممارسات الاحتلال.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بجراح وحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال أمس الأربعاء في محافظات بيت لحم والخليل وطولكرم شمال الضفة الغربية.

وبحسب نفس المصدر، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيا في أرجاء الضفة بما فيها القدس المحتلة، وقال نادي الأسير الفلسطيني إن من بين المعتقلين القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير السابق فراس حسان الذي اعتقلته قوات الاحتلال عند حاجز عسكري على مدخل مدينة بيت لحم.

ووفق وكالة وفا، هدمت قوات الاحتلال مسكنا وأخطرت بهدم 4 أخرى في أريحا، وهدمت متجرا لبيع الأخشاب في حوسان غرب بيت لحم، وجرفت أرضية منزل قيد الإنشاء في مخيم شعفاط، وقررت محاكم الاحتلال هدم مدرسة تجمع عين سامية البدوي شرق رام الله، واستولت على "باجر" وشاحنة جنوب الخليل، وأجبرت مقدسيا على هدم منزله بحي الأشقرية في بيت حنينا، بحجة البناء دون ترخيص.

اقتحامات المستوطنين

وفي إطار استمرار التصعيد، اقتحمت مجموعات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، حيث رددوا شعارات عنصرية ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.

ووصف غسان الرجبي مدير الحرم الإبراهيمي مسيرة المستوطنين -التي بلغ عدد المشاركين فيها 500 مستوطن- بأنها استفزازية، وقال إنها تأتي ضمن الهجمة الشرسة ومخططات تهويد الحرم والاستيلاء على مساكن الفلسطينيين.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال عززت وجودها في منطقة باب الزاوية والحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل لتأمين وصول المستوطنين إلى الحرم.

ومنذ عام 1994، قسَّمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا.

وسبق ذلك اقتحام مجموعات للمستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، وأفادت الأوقاف الإسلامية في القدس بأن ساحات المسجد الأقصى شهدت اقتحامات لمجموعات متتالية من المستوطنين من جهة باب المغاربة، أدوا خلالها طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية.

ووفقا لوكالة "وفا" يتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين يوميا على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتزداد كثافة تلك الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في الأقصى.

ويأتي هذا بينما دعت قوى فلسطينية إلى "يوم غضب" غدا الجمعة، تنديدا بممارسات جيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

من جانبه، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل الفراغ السياسي، وانشغال العالم بقضايا أخرى، وغياب المحاسبة والمساءلة للاحتلال على جرائمه وانتهاكاته.

جاء ذلك خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة قونية التركية على هامش المشاركة في افتتاح ألعاب التضامن الإسلامي في نسختها الخامسة.

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تفرض فصلا عنصريا قاسيا يخنق جميع الفلسطينيين. وأضافت أن إسرائيل شنت 4 هجمات عدوانية مدمرة على قطاع غزة منذ عام 2008، وأن حصارها "متواصل وغير قانوني".

مراحل التصعيد

يأتي هذا التصعيد بينما أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف ومسؤولون عسكريون استمرار العمليات في جميع مناطق الضفة وجاهزيتهم لتكرار سيناريو غزة.

كما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من أن إسرائيل سترد بقوة إذا ما تم خرق الهدوء في الجنوب. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غانتس القول إن قادة حركة الجهاد الإسلامي "ليسوا في مأمن حيثما كانوا"، وقال إن "على جميع رؤساء منظمات الإرهاب أن يعيشوا في قلق".

ومنذ تولي يائير لبيد رئاسة الحكومة الإسرائيلية بدأ تصعيدا توالت حلقاته بسرعة كبيرة، ما اعتبر محاولة من رجل لا خبرة عسكرية له للظهور بمظهر الرجل القوي ولكسب النقاط قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات