اغتيال شيرين أبو عاقلة.. هل تخضع السلطة للضغوط الأميركية بفتح تحقيق مشترك مع إسرائيل؟

عاطف دغلس- من فعاليات التضامن مع الشهيدة شيرين ابو عاقلة اليوم- الجزيرة نت5
جانب من فعاليات التضامن مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة (الجزيرة)

القدس المحتلة – تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطا مكثفة على السلطة الفلسطينية بغية إقناعها بإجراء تحقيق مشترك مع إسرائيل في اغتيال مراسلة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة.

وأكد الموقع الإلكتروني أن الإدارة الأميركية تضغط على الفلسطينيين للتعاون مع إسرائيل في التحقيق في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، لكن الفلسطينيين يرفضون حتى الآن الاستجابة لطلب واشنطن.

وأفاد المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أيتمار آيخنر بأن إسرائيل بعثت برسائل إلى الأميركيين ومصادر دولية مفادها أن هناك مخاوف لدى تل أبيب من أن الفلسطينيين يحاولون تدمير أو إتلاف الأدلة من مكان الحادث حتى لا يمكن تحديد من أطلق النار على شيرين، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه لن يكون هناك عملية تشريح أخرى لجثمان أبو عاقلة، ولكن هناك احتمال أن يوافق الفلسطينيون في نهاية المطاف على إجراء تحقيق مشترك بسبب الضغوط التي تمارسها واشنطن.

وأوضح أيتمار آيخنر أنه بحسب التقييم والتقدير الإسرائيلي، لا تستطيع السلطة الفلسطينية، في المناخ والأجواء التي تشهدها المناطق الفلسطينية والرأي العام الفلسطيني تجاه السلطة الفلسطينية، الشروع في تحركات علنية للتعاون مع إسرائيل في ملف التحقيق.

ولكن يقول المراسل السياسي "لإننا قريبون من زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة، والفلسطينيون بحاجة إلى الأموال الأميركية ودعم واشنطن، فهناك احتمال أن يوافقوا في النهاية على مشاركة إسرائيل في التحقيق".

وقال إن السلطة الفلسطينية أعربت عن استعدادها لمشاركة نتائج التحقيق مع الأطراف الأخرى، لكن لا يوجد حتى الآن اتفاق على نقل النتائج إلى إسرائيل.

تشويش وفشل

وفي محاولة من السلطات الإسرائيلية للتنصل من المسؤولية والتشويش على الرواية الفلسطينية ودحض إفادات شهود عيان التي أكدت أن شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت إن "السلطة الفلسطينية تمنع أي احتمال لإجراء تحقيق مشترك أو حتى الوصول إلى النتائج الأساسية اللازمة للتوصل إلى الحقيقة في مقتل أبو عاقلة".

وسعيا للترويج للدعاية الإسرائيلية حول اغتيال أبو عاقلة، أضاف بينيت في بيان مقتضب "أكرر هنا توقعي بتعاون مفتوح وشفاف مليء بالنتائج، وأتوقع أيضا ألا تتخذ السلطة الفلسطينية أي خطوات لتعطيل التحقيق أو التشويش على عملية التحقيق بطريقة لا يمكننا الوصول إلى الحقيقة"، على حد تعبيره.

وأمام فشل الدعاية الإسرائيلية حتى الآن في إقناع أي جهة برواية الجيش الإسرائيلي لما حصل في مخيم جنين، وفي ظل الإدانات الدولية الواسعة، روجت "هيئة الإعلام القومي" الإسرائيلية رسالة مفادها أن "إسرائيل توجهت بطلب لإجراء فحص مشترك، لكن الفلسطينيين يرفضون ذلك. ومن ليس لديه شيء يخفيه، لا يرفض التعاون".

دعاية ومصداقية

وخلافا لمضمون الرسالة التي روجتها هيئة الإعلام القومي الإسرائيلية، قال وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي إن "مصداقية إسرائيل ليست أعلى ما يكون، وهذا يستند على أحداث في الماضي، خاصة في التحقيق في جرائم حرب مثل مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين".

وبشأن الضغوط الأميركية لتقصي الحقائق وإجراء تحقيق بملابسات مقتل الصحفية أبو عاقلة، نقتل صحيفة "معاريف" عن الوزير شاي -وهو متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي- قوله إنه "بالنسبة لواشنطن فإنه يجب إجراء تحقيق شامل وبمرافقة إسرائيل، فالأميركيون لن يقبلوا ولن يوافقوا على نتائج لا تستند إلى جهات غير منحازة".

وأوضح الوزير الإسرائيلي أن واشنطن تنظر للحدث ببالغ الأهمية خصوصا، وأن الحدث يتعلق بوسائل الإعلام وصحفية فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية أيضا، قائلا إن "واشنطن لن تتنازل في هذا الملف، وستطالب بمعرفة الحقيقة وستمارس ضغوطا على إسرائيل، ولن يتركوا الملف حتى تنتهي هذه القضية".

تحقيق ومعرفة

ويعتقد شاي أن إسرائيل تصرفت بشكل صحيح حتى الآن في قضية مقتل أبو عاقلة، قائلا إن "الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يحقق، وكان رد فعل رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي ورئيس الوزراء صحيحا، لكن هذا جيد في هذه المرحلة. وعليه، يجب التوجه لتحقيق مشترك، والاقتراح على الفلسطينيين تشكيل فريق مشترك بمرافقة جهات دولية مقبولة لدى الطرفين".

وأكد شاي أن الجنود الإسرائيليين لن يمثلوا أمام أي تحقيق دولي، بحيث إن التحقيق في ملابسات الحدث العملياتي يجريه الجيش الإسرائيلي ولن نفتح تحقيقا خارجيا. والأمر الأساسي الذي يجب معرفته والتحقق منه هو هل إطلاق النار كان من جانب قوات الجيش أم من الفلسطينيين الذين كانوا موجودين بالمكان؟

يأتي ذلك، في وقت زعم فيه التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "كان" أن الجهات الأمنية الإسرائيلية تمكّنت من الحصول على جزء من فحوصات تشريح جثمان الصحفية شيرين أبو عاقلة.

ووفقا للتلفزيون الإسرائيلي، تمكن المسؤولون الأمنيون في تل أبيب من وضع أيديهم على صور مقطعية لجثمان أبو عاقلة، وذلك في محاولة من جيش الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى استنتاجات مستقلة بشأن ظروف مقتل أبو عاقلة، إذ أجرى مسؤولو الأمن مشاورات مع المختصين بشأن الصور المقطعية، وقرروا أنه "لا يمكن الوصول إلى استنتاجات من المعطيات الواردة بالصور".

المصدر : الجزيرة