موجة الإضرابات في بريطانيا مستمرة وتشمل عمال قطاعات النقل والبريد وقوة حماية الحدود

تتواصل في بريطانيا إضرابات العمال في قطاعات مختلفة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية وارتفاع التضخم وللمطالبة برفع الرواتب. وفي أحدث التحركات، يتوقف الليلة عشرات الآلاف من العمال في قطاعات النقل والبريد وحرس الحدود في إنجلترا وويلز عن العمل في محاولة لفرض شروط أفضل، وذلك تزامنا مع المناقشات الجارية في مجلسي البرلمان البريطاني للصياغة النهائية للتشريع الجديد.

ومن المقرر أن ينطلق إضراب عمال السكك الحديد بدءا من الليلة، وسيستمر حتى صباح الغد، يليه إضراب آخر بين الثالث والسابع من يناير/كانون الثاني.

ولا تقتصر إضرابات المواصلات على السكك الحديد، بل تشمل أيضا سائقي الحافلات في جنوب لندن وغربها لمدة 11 يومًا خلال يناير/كانون الثاني المقبل، كما تشمل العاملين في الطرق السريعة وطواقم الإسعاف.

وتقول نقابة عمال يونايت إنه سيتم تحديد موعد لمزيد من الإضرابات إذا لم يُحل الخلاف.

من جهتها، أعلنت نقابة التمريض عن إضراب جديد يومي 18 و19 من الشهر المقبل. ودعت هيئة خدمات الصحة الوطنية وزارة الصحة إلى الدخول في مفاوضات جادة مع النقابات ودون تأخير.

وقالت الهيئة إن إعلان قطاع التمريض عن موعدين إضافيين للإضراب الشهر المقبل سيزيد الضغط على الخدمات الصحية المنهكة بالفعل بعد الإضرابات الأخيرة من قبل طواقم التمريض والإسعاف. وتابعت الهيئة أنه تمت إعادة جدولة آلاف المواعيد أو ألغيت بالكامل بسبب الإضرابات.

واستعانت المملكة المتحدة أمس الجمعة بقوات الجيش للقيام بعمل موظفي الجوازات في 8 مطارات تشهد إضرابات، بينما تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك بسنّ قوانين أكثر صرامة للحد مما وصفها بالفوضى التي تشلّ البلاد. وقد قوبل توجهُ الحكومة البريطانية لتضييق الخناق على الإضرابات برد فعل نقابات العمال التي قالت إن ما تسعى الحكومة لتحقيقه أمر يتناقض مع مبادئ الديمقراطية.

وكان سوناك أعرب أمس عن استيائه مما وصفها بالفوضى التي سببتها موجة الإضرابات الحالية في البلاد، وقال إنه يشعر "بالحزن وخيبة الأمل" من تأثيرات الإضرابات على حياة الناس اليومية، مؤكدا أن "بابه مفتوح للمناقشات" مع النقابات المنظمة للإضرابات.

وأضاف سوناك، خلال زيارة لإحدى جمعيات المشردين، أن الحكومة "تصرفت بنزاهة ومعقولية" في ما يتعلق بالقطاع العام، وأنها تريد دائما التحدث إلى الناس وإشراكَهم في الحوارات كي تتأكد أن وظائفهم مُرضية ومجزية. ووصف رئيس الحكومة البريطانية الأوضاع بالصعبة، وقال إن أفضل ما يمكن القيام به لمصلحة البلاد هو محاربة التضخم، حسب قوله.

أما في فرنسا فقد اتفقت الحكومة مع العاملين في السكك الحديد على تعليق إضراب كان مقررا في رأس السنة مع استمراره خلال فترة أعياد الميلاد.

وقالت شركة السكك الحديد الفرنسية إن 200 ألف مسافر تأثروا بسبب الإضراب الذي نظمه عمال السكك الحديد أمس الجمعة ويستمر السبت والأحد، حيث تم إلغاء قطارين فائقي السرعة من أصل 5 قطارات.

المصدر : الجزيرة