في أول قمة ثلاثية بين قادتها.. تركيا وأذربيجان وتركمانستان تبحث سبل نقل موارد الطاقة إلى أسواق العالم

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إلى بدء أعمال نقل الغاز الطبيعي من تركمانستان إلى الدول الغربية، وذلك خلال قمة ثلاثية جمعته مع نظيريه التركماني سردار بردي محمدوف والأذربيجاني إلهام علييف في مدينة تركمانباشي في تركمانستان.

وعُقدت القمة في وقت تبذل فيه أوروبا جهودا للاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأشار أردوغان إلى أن جائحة كورونا والحرب والإضرابات الإقليمية ذكّرت بأهمية النقل في حماية سلاسل التوريد، وأن هذه التطورات جعلت من جديد أمن إمدادات الطاقة ضمن أبرز القضايا المطروحة على الأجندة العالمية.

وأوضح أن الدول أدركت مرة أخرى مدى أهمية أمن الطاقة وتنويع مصادرها بالنسبة إلى العالم بأسره، لا سيما أوروبا.

ويسعى أردوغان للتوسط لحل النزاع عبر الحفاظ على علاقاته الجيدة مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ويؤيد أردوغان طرح بوتين إقامة "مركز للغاز" في تركيا، ومن شأن ذلك إمداد عملاء أوروبيين بالالتفاف على خطوط أنابيب تعبر أوكرانيا وبحر البلطيق، كما أعلن اليوم الأربعاء تأييده مشروعا جديدا من شأنه ربط خط للأنابيب يعبر تركيا وأذربيجان بتركمانستان.

ونقل بيان أصدره مكتب الرئيس التركي عن أردوغان قوله "نضخ غاز بحر قزوين إلى أوروبا عبر الممر (الحالي) الذي يعد العمود الفقري لخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول".

وتابع الرئيس التركي "علينا أن نبدأ العمل على نقل الغاز الطبيعي التركماني إلى أسواق غربية بالطريقة نفسها".

وحسب تصنيف إدارة معلومات الطاقة الأميركية للدول التي تختزن أكبر احتياطيات مثبتة للغاز الطبيعي، فإن تركمانستان تحتل المرتبة السادسة.

وفي السابق، كان ضخ أغلب إنتاج تركمانستان من الغاز إلى الأسواق العالمية يتم عبر خطوط أنابيب تربطها بروسيا.

ومؤخرا، عززت البلاد إمداد الصين بالغاز، وهي تبحث عن سبل للوصول إلى أسواق جديدة عبر تركيا.

ويطمح أردوغان إلى استغلال موقع تركيا على أطراف البحر المتوسط وأوروبا من أجل تحويل البلاد إلى أحد أهم المراكز العالمية لتجارة الطاقة.

Hedefimiz, küresel ve bölgesel dinamiklerle birlikte gelişen yeni imkânları insanlarımızın refahı ile bölgemizin istikrarı doğrultusunda değerlendirmektir.

Doğanlar olarak el ele verdiğimiz her konuda Allah’ın izniyle başarıya ulaşacağımız muhakkaktır. 🇹🇷🇦🇿🇹🇲 pic.twitter.com/1vNZE38p4A

— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) December 14, 2022

من جهته، قال الرئيس التركمانستاني إن بلاده تسعى مع تركيا وأذربيجان لتأسيس منظومة منسجمة ومتعددة الأوجه، لنقل موارد الطاقة إلى الأسواق العالمية.

وشدد على أن هذا التعاون الثلاثي قائم على أساس إستراتيجية مشتركة لتشكيل ممرات نقل تمر من البلدان الثلاثة وتربط آسيا بأوروبا.

مجموعة عمل لنقل الغاز إلى أوروبا

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده وأذربيجان وتركمانستان مستعدة لاتخاذ خطوات ملموسة لنقل الغاز التركمانستاني إلى القارة الأوروبية على نحو تستفيد منه البلدان الثلاثة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء مع نظيريه الأذربيجاني جيهون بيرموف والتركمانستاني راشد ميراضوف، في مركز أوازا للمؤتمرات بمدينة تركمانباشي في تركمانستان.

وأوضح جاويش أوغلو أن البلدان الثلاثة قررت تشكيل مجموعة عمل لنقل غاز تركمانستان إلى دول القارة الأوروبية.

وأضاف أن تركيا تنقل حاليا الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى أوروبا عبر خط أنابيب جنوب القوقاز وخط الأنابيب العابر للأناضول "تاناب".

بدوره، قال وزير الخارجية التركمانستاني رشيد ميريدوف إن القمة الأولى لزعماء تركيا وأذربيجان وتركمانستان ستعزز العلاقات بين البلدان الثلاثة الشقيقة بشكل أكبر.

في حين قال وزير الخارجية الأذربيجاني "إن الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وأذربيجان وتركمانستان ستخدم السلام والاستقرار والتنمية لدى شعوبنا ومنطقتنا والجغرافيا الأوسع".

وأضاف نعيش أياما تاريخية، حيث يجتمع زعماء أذربيجان وتركيا وتركمانستان لأول مرة في قمة ثلاثية، وتم إجراء استعدادات كبيرة ومفاوضات مكثفة في جميع المجالات.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين أذربيجان وتركيا بلغ 5 مليارات دولار في 2022، في حين ارتفع حجم التبادل التجاري بين أذربيجان وتركمانستان إلى أرقام قياسية بعد أن ازداد 5 أضعاف.

ولفت إلى أنه مع توقيع الدول الثلاث 5 اتفاقيات وإعلانات، فإنها ستسهم بشكل كبير في المجال الاقتصادي للجميع.

وعن فرص النقل والعبور والخدمات اللوجيستية في البلدان الثلاثة، أشار بيراموف إلى أنها تتمتع بأهمية خاصة اليوم، وتنطوي على إمكانات كبيرة.

وتمكنت أذربيجان وتركمانستان عام 2021 من حل مشكلة حقل نفطي متنازع عليه بينهما في بحر قزوين، عبر اتفاق على تشغيله بشكل مشترك.

ويقدر احتياطي الحقل من البترول بنحو 60 مليون طن، ويقع على الخط الفاصل للمنطقة الاقتصادية التابعة لكل من أذربيجان وتركمانستان.