مؤشرات جديدة على قرب الهجوم التركي شمال سوريا و"قسد" توجه نداءات عاجلة

Turkish National Defense Minister Hulusi Akar arrives at operations center of the Land Forces Command in Ankara
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مركز عمليات قيادة القوات البرية في العاصمة أنقرة (الأناضول)

تتزايد المؤشرات على قرب العملية البرية التي قد تشنها القوات التركية في شمال سوريا ضد المسلحين الأكراد، في حين استنجدت الوحدات الكردية بواشنطن وموسكو لمنع الهجوم المحتمل.

ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عما وصفتها بمصادر مطلعة في المعارضة السورية أن أنقرة سحبت جميع الفرق الصحفية التركية من مناطق شمال سوريا وباتت تستعين بالمراسلين المحليين، في إشارة إلى إمكانية انطلاق العملية البرية قريبا.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الفرق الصحفية التركية غادرت مناطق خطوط التماس في مناطق ريف حلب الشمالي ومدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي وانتقلت إلى المدن التركية الحدودية.

خلال أسبوع

كما أكد قائد عسكري في الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة السورية إنهاء كافة الاستعدادات لانطلاق العملية العسكرية ضد ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيسي فيها.

وقال إنهم بانتظار قرار غرفة العمليات المشتركة المكونة من الجيش التركي وقادة فصائل المعارضة المسلحة، مشيرا إلى أن الانطلاق سيكون من ريف حلب الشمالي والشرقي.

وأضاف القائد السوري -الذي حضر اجتماعا في بلدة حوار كلس بريف حلب الشمالي- أن الضباط الأتراك أبلغوا قادة الفصائل بأن روسيا تقود مفاوضات مع "قوات سوريا الديمقراطية" لتسليم مناطق ريف حلب للنظام السوري، لكنه استبعد أن توافق تلك القوات على تسليم المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ورجح القائد العسكري نفسه أن تنطلق العملية البرية التركية خلال الأيام القليلة المقبلة وألا تتجاوز أسبوعا.

مؤشرات إضافية

وفي مؤشر آخر، قال مسؤولون أتراك إن الجيش لا يحتاج إلا لبضعة أيام ليكون جاهزا للتوغل البري في شمال سوريا.

كما قال قائد ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في حديث لوكالة رويترز إن قواتهم ما زالت تخشى بدء هجوم بري تركي رغم التطمينات الأميركية بألا يحدث ذلك.

Turkish Presidential cabinet meeting ends in Ankara
أردوغان أكد أن تركيا لن تطلب إذن أحد للقيام بمحاربة التنظيمات "الإرهابية" في شمال سوريا (الأناضول)

وفي أنقرة، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن العملية العسكرية التركية البرية قد تبدأ في أي وقت، وكان الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولون آخرون أدلوا سابقا بتصريحات مماثلة.

وأطلقت تركيا قبل أيام عملية "المخلب-السيف" ضد الوحدات الكردية بشمال وشمال شرق سوريا بعد أن اتهمتها بتدبير التفجير الذي وقع في إسطنبول وأوقع 6 قتلى، الأمر الذي نفاه المسلحون الأكراد.

وشنت القوات التركية ضربات جوية وبرية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة، وأكد مسؤولون أتراك أن الضربات أسفرت عن مقتل المئات من المسلحين الأكراد.

نداءات لأميركا وروسيا

في هذه الأثناء، طالب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي واشنطن بتوجيه رسالة تحذيرية أقوى إلى تركيا بعد حشدها "تعزيزات تركية غير مسبوقة" عند الحدود مع سوريا.

كما قال عبدي بعد اجتماعه بقائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو في مطار القامشلي العسكري (شمال شرقي سوريا) إنه طلب من الروس ضرورة إيقاف الهجمات التركية، مضيفا أن "ما هو واضح حتى الآن أن الأتراك مصرون على شن العملية البرية".

وبشأن التعاون مع النظام السوري، قال عبدي إن قواته لن تعتمد على الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري "الضعيفة نسبيا" في التصدي للضربات الجوية التركية، حسب وصفه.

وكان منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال أمس الاثنين إن من حق تركيا دفع ما وصفه بالإرهاب عن نفسها.

غير أن كيربي أشار إلى معارضة بلاده أي تحرك قد يؤثر على مواصلة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أو يوقع ضحايا بين المدنيين.

وإلى جانب واشنطن، أبدت موسكو معارضتها للعمليات العسكرية التركية ضد المسلحين الأكراد بشمال سوريا.

من جهته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الثلاثاء إن هناك بوادر لما سماه تصعيدا خطيرا في شمال سوريا، وهو ما سيعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، وفق تعبيره.

شروط تركيا

وفي وقت سابق، قالت مصادر رسمية تركية للجزيرة إن الجانب الروسي يقوم بجهود لتلبية مطالب تركيا شمالي سوريا كبديل عن العملية العسكرية، مضيفة أن أنقرة اشترطت انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منبج وعين العرب (كوباني) وتل رفعت.

كما اشترطت تركيا عودة مؤسسات النظام السوري بديلا عن قوات سوريا الديمقراطية بما فيها القوات الأمنية وحرس الحدود، وأعطت أنقرة مهلة زمنية لتلبية شروطها وإلا فسيكون البديل عملية برية.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام كردية عن المتحدث باسم ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية قوله إنهم يرفضون مطالب وشروط تركيا في اجتماعاتها مع الروس، لأنها لا تناسب متطلبات شعبها.

المصدر : الجزيرة + وكالات