واشنطن تخفف الحظر النفطي.. اختراق في المفاوضات بين حكومة فنزويلا والمعارضة

Delegates from talks between Venezuela's government and political opposition hold a news conference, in Mexico City
المعارضة الفنزويلية تطالب بتنظيم انتخابات شفافة (رويترز)

حقّقت السلطة والمعارضة الفنزويليتان اختراقا في المفاوضات الدائرة بينهما في مكسيكو بتوصلهما إلى "اتفاق اجتماعي واسع النطاق" رحبت به الإدارة الأميركية التي سمحت لشركة "شيفرون" النفطية باستئناف عملها.

ويتمحور الاتفاق حول التعليم والصحة والأمن الغذائي والاستجابة للفيضانات وبرامج للكهرباء. كذلك اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات حول الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في العام 2024.

وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد الذي بذل جهود وساطة بين الطرفين، إن الاتفاق يشكل "أملا لأميركا اللاتينية برمتها".

وقد اتفقت السلطة والمعارضة على اتخاذ كل الخطوات اللازمة للإفراج عن "الأموال المشروعة" العائدة لفنزويلا و"المجمدة في النظام المالي الدولي".

وستُغذي هذه الأموال "صندوق الحماية الاجتماعية للشعب الفنزويلي" لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للبلاد (النظام الصحي، شبكة الكهرباء، التعليم، الاستجابة لمشكلة الأمطار الغزيرة الأخيرة التي أودت بحياة ما يقرب من 80 شخصا).

وأعلن ممثلون للحكومة والمعارضة الفنزويلية أن الجانبين طلبا من الأمم المتحدة إدارة صندوق من أجل مليارات من الدولارات مودعة حاليا في بنوك أجنبية وسيتم إلغاء تجميدها تدريجيا لمواجهة أزمة إنسانية في الدولة الغنية بالنفط.

تشجيع أممي

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش "أُعلم" بطلب المساعدة هذا. وأضاف "الأمين العام يرحب بالاتفاق" و"يشجع" الطرفين على إبرام "اتفاقات جديدة تعالج التحديات السياسية والاجتماعية والبشرية التي تواجهها البلاد".

وأشاد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـ"خطوة نحو فصل جديد" لبلاده التي يجب أن "تُواصل التحرّك نحو السلام والرفاهية اللذين نريدهما جميعا"، وفق قوله.

ومن شأن الاختراق الذي تحقّق أن يُترجم إلى تخفيف محتمل للعقوبات الاقتصادية والسياسية الصارمة التي تفرضها واشنطن على كراكاس.

وسيكون لخطوة من هذا النوع تأثير كبير على أسواق النفط العالمية وقد تُخفّض تدفق اللاجئين من فنزويلا على دول المنطقة.

مرحلة مهمة

وقد أشادت الولايات المتحدة أمس السبت بالاتفاق الذي وُقّع في مكسيكو بين السلطة والمعارضة الفنزويليتين، واعتبر مسؤول أميركي رفيع أنه "مرحلة مهمة في الاتجاه السليم".

في وقت لاحق، رحّبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا بـ"قرار استئناف الحوار" بين الفنزويليين، داعية إياهم إلى "إظهار حسن نيّة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة في 2024 وإلى إعادة تأهيل المؤسسات الديمقراطية وإنهاء الأزمة الإنسانيّة في فنزويلا".

وفور إعلان توقيع الاتفاق في مكسيكو، أجازت وزارة الخزانة الأميركية لمجموعة شيفرون النفطية بأن تستأنف جزئيا أنشطة التنقيب في فنزويلا التي تختزن أكبر احتياطات نفطية في العالم.

وأشارت الوزارة إلى أن الإجازة ستكون صالحة لمدة 6 أشهر، ستدرس خلالها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مدى وفاء حكومة مادورو بالتعهدات التي قطعتها في الاتفاق الموقّع أمس السبت.

 يشار إلى أن الأزمة السياسية في فنزويلا تفاقمت منذ أن أعلن الرئيس المنتهية ولايته حينها نيكولاس مادورو فوزه بولاية جديدة في الانتخابات التي أجريت في العام 2018 وطعنت المعارضة وكذلك جهات دولية عدة في شرعية هذه الانتخابات.

المصدر : وكالات