فنزويلا.. السلطة والمعارضة توقعان اتفاقا في مكسيكو ومسؤول أميركي: مرحلة مهمة بالاتجاه الصحيح

Delegates from talks between Venezuela's government and political opposition hold a news conference, in Mexico City
ممثلو السلطة والمعارضة الفنزويلية توصلوا للاتفاق إثر مفاوضات عقدت بأحد فنادق العاصمة المكسيكية (رويترز)

وقعت السلطة والمعارضة الفنزويليتان -اليوم السبت- بالعاصمة مكسيكو "اتفاقا اجتماعيا واسع النطاق" في ختام مفاوضاتهما التي ترصدها عدة دول من بينها فرنسا والمكسيك وكولومبيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي رحبت بالاتفاق وسمحت لمجموعة شيفرون النفطية باستئناف عملها جزئيا في فنزويلا.

ووقع الطرفان اتفاقا "إنسانيا" يتمحور حول التعليم والصحة والأمن الغذائي والاستجابة للفيضانات وبرامج للكهرباء، كما اتّفقا على مواصلة المحادثات حول الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها عام 2024.

وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد -الذي بذل جهود وساطة بين الطرفين- إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بقاعة اجتماعات أحد فنادق مكسيكو يشكّل "أملا لأميركا اللاتينية برمتها".

كما اعتبر مسؤول أميركي رفيع -ارتأى عدم الكشف عن هويته- الاتفاق "مرحلة مهمة بالاتجاه الصحيح" وقال "ننضم إلى المجتمع الدولي الذي رحب باستئناف المفاوضات".

وفي أول رد فعل لها على توقيع الاتفاق، أجازت الحكومة الأميركية اليوم لمجموعة شيفرون النفطية استئناف أنشطة التنقيب جزئيا في فنزويلا.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن المجموعة يمكنها أن تعاود جزئيا أنشطة الشركة التابعة لها في فنزويلا بالشراكة مع الشركة الفنزويلية العامة "بيتروليوس" مع التأكد من أن الأخيرة "لن تتلقى أي عائدات من مبيعات النفط التي تقوم بها شيفرون".

وأضافت -في بيان- أن هذا الرفع الجزئي للعقوبات "يعكس سياسة الولايات المتحدة البعيدة المدى الهادفة إلى رفع العقوبات شرط إحراز تقدم ملموس على صعيد التخفيف من معاناة الشعب الفنزويلي ودعما لعودة الديمقراطية" إلى هذا البلد.

في المقابل، أوضح مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن بقية العقوبات "ستظل قائمة مع استمرار الولايات المتحدة في تنفيذها بشدة، ومحاسبة أي فرد ينتهك القانون الأميركي عبر الضلوع في الفساد وعدم احترام دولة القانون في فنزويلا".

ومن جانبه اعتبر الأميركي بوب ميننديز، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، أن الاتفاق الموقع "خطوة ملحة وضرورية لمواجهة بؤس الشعب الفنزويلي ومعاناته".

ولاحظ ميننديز، المؤيد بشدة لمواصلة الضغط على الحكومة الفنزويلية، أن الاتفاق "لا يتضمن أي إشارة إلى النية المفاجئة للرئيس (الفنزويلي) نيكولاس مادورو للتحرك من أجل مصلحة شعبه".

وتواجه فنزويلا عقوبات أميركية وأوروبية بينها حظر نفطي فرضته واشنطن لدفع مادورو إلى التنحي، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها هذا البلد، من دون تحقيق أي نتائج ملموسة على الصعيد السياسي.

وكانت المفاوضات بين السلطة والمعارضة الفنزويلية قد استؤنفت في مايو/أيار الماضي، مع تخفيف لبعض العقوبات الأميركية، في ضوء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار النفط، مما دفع واشنطن الى إعادة درس موقفها من كراكاس.

وقد أقرت الحكومة الأميركية، علنا، بأن المحروقات الفنزويلية يمكن أن تكون مفيدة للسوق الدولية في مثل هذه الظروف.

يشار إلى أن الأزمة السياسية التي تشهدها فنزويلا تفاقمت منذ أن أعلن الرئيس المنتهية ولايته (مادورو) فوزه بولاية جديدة بانتخابات عام 2018، وطعنت المعارضة وكذلك جهات دولية عدة في شرعيتها.

المصدر : وكالات