الصم في زيمبابوي يشكون من التمييز في محاربة الإيدز

A file picture shows Zimbabwean women's pressure groups as they march in Harare on December 1, 2005 to mark World AIDS Day
من احتفال سابق في العاصمة الزيمبابوية هراري باليوم العالمي للإيدز (الفرنسية)

قبل 5 سنوات، تم تشخيص الفتاة الصماء ماتلين مهاري (36 عامًا) على أنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشري (إيدز)، وتم إعطاؤها وصفة طبية من أدوية مضادة للفيروسات، إلا أنها فشلت عدة مرات في تناول الدواء، مما أدى إلى وفاتها في نهاية الأمر.

وقالت نانسي مهاري (40 عامًا) -الأخت الكبرى لماتلين- إن شقيقتها توفيت لأنها لم تكن قادرة على فهم الوصفة الطبية.

وبمناسبة الأسبوع العالمي للصم، الذي يتم الاحتفال به خلال الفترة الممتدة بين 19 و25 سبتمبر/أيلول الجاري، اشتكت نانسي من أن الأطباء الذين عالجوا شقيقتها لم يستخدموا لغة الإشارة لشرح الوصفة الطبية المناسبة لها.

وقالت نانسي "ماتت أختي لأنها كانت تتخلف طوال الوقت عن تناول حبوب فيروس نقص المناعة، فقد فشلت دائمًا في الحصول على التعليمات الشفهية التي تُعطى للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري؛ فالمصابون بضعف السمع لا يمكنهم التواصل إلا عن طريق لغة الإشارة".

وفي وقت سابق العام الجاري، انتحر جيمي زيلاوي، وهو أصم زيمبابوي يبلغ من العمر 27 عامًا، من منطقة موينيزي، بعد أن ثبتت إصابته بالإيدز.

وقال ماسوكا -صديق زيلاوي- إن جيمي لم يفهم معنى أن تكون مصابًا بفيروس نقص المناعة البشري، فبالنسبة له كان ذلك يعني شيئًا جيدًا، لكن عندما أوضحنا له الأمر تغير سلوكه واختفى في غرفة نومه وقتل نفسه شنقًا.

وفي هذه المرة أيضا، لم تتمكن الممرضة التي فحصت زيلاوي من التفاهم معه وإرشاده باستخدام لغة الإشارة.

يشتكي مواطنو زيمبابوي الصم من أنهم يتعرضون للتمييز في مواجهة فيروس الإيدز، إذ قال الناشط مايك ماونا إن من النادر وصول التوعية حول فيروس نقص المناعة البشري إلى الجمهور، ومن بينهم الصم، على شكل رسائل مكتوبة أو صوتية، وهذا يعني عدم وجود لغة الإشارة ضمن وسائل التوعية، خاصة للصم، ليتمكنوا من الاستفادة منها في مكافحة هذا المرض المخيف.

Cafe owner Dissa Syakina Ahdanisa (R) communicates with worker Santi using sign language at "Fingertalk" cafe in Tangerang, Indonesia's Banten province December 13, 2015. "Fingertalk" is the first and only cafe hiring hearing-impaired people in the Southeast Asia nation, said the owner of the cafe, that was established to empower the disabled people by employing them as waiters and chefs while giving locals a new dining sensation. Picture taken December 13, 2015. REUTERS/ Garry Lotulung EDITORIAL USE ONLY. NO RESALES. NO ARCHIVE.
غياب وسيلة الإفهام كلغة الإشارة يمثل مصدر الشكوى الأساسي من المرضى وذويهم (رويترز-أرشيف)

غياب الدعم الاستشاري

قالت المديرة التنفيذية لصندوق زيمبابوي للصم باربرا نيانجيري إن الصم في زيمبابوي يواجهون أوقاتًا عصيبة في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري، لأن المستشفيات والعيادات لا توفر خدمات لغة الإشارة.

وأضافت "تم إجراء فحص فيروس الإيدز للأشخاص الصم دون الحصول على الدعم الاستشاري اللازم، وتم إعطاؤهم العلاج المضاد للفيروسات من دون توضيح كيفية تناوله وعمله".

وفي حين أن دستور زيمبابوي -الذي تم تبنيه عام 2013- يضمن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في مجالات التعليم والرعاية الصحية، ويضمن عدم تعرضهم للإساءة؛ فقد ظل هذا الأمر على الورق فقط.

أجنيس تشينديمبا مديرة منظمة النساء الصم (DWI)، وهي منظمة شعبية تعمل مع النساء الصم في زيمبابوي؛ قالت إن الصم يفتقرون إلى المعلومات الكاملة عن فيروس نقص المناعة البشري لأنهم لا يفهمون المعلومات الواردة في وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة، فعلى سبيل المثال "إذا قيل لبعض الأشخاص الصم إن نتيجة الفحص إيجابية، فإنهم يفترضون أنهم خالون من الفيروس، ويعتقدون أن النتيجة الإيجابية تعني أنها جيدة".

واشتكت تشينديمبا من نقص خدمات الاستشارة في البلاد للصم المصابين بفيروس الإيدز.

في عام 2019، وصل عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في زيمبابوي إلى 1.4 مليون شخص، بالإضافة إلى تسجيل 20 ألف وفاة في العام نفسه مرتبطة بالفيروس.

واعترفت مونيكا موتسفانغوا، رئيسة كتلة برلمانية، بأوجه القصور في هذا الخصوص، قائلة إن "الحكومة تقوم بوضع آلية لمعالجة هذه المسألة".

المصدر : وكالة الأناضول