وسط انتقادات حقوقية.. احتجاجات مستمرة غربي إيران بسبب نقص المياه وحديث عن قتلى وجرحى

Protests in Khuzestan province over water shortages - July 2021
نقص المياه جعل الإيرانيين يخرجون للاحتجاج في الشوارع (مواقع التواصل الاجتماعي)

أعلن التلفزيون الإيراني مقتل متظاهر وجرح اثنين آخرين خلال احتجاجات الليلة الماضية على نقص المياه في مدينة أليكودرز في محافظة لرستان غربي إيران.

وأفاد الموقع الإلكتروني للتلفزيون "إيريب نيوز" الجمعة بأن "أعمال الشغب" استمرت لساعات، تخللها "إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين"، أدى لمقتل شخص في الـ20 من عمره وإصابة اثنين آخرين.

وأشار إلى أن بعض المشاركين "زعموا أنهم نزلوا إلى الشارع على خلفية مشاكل المياه في خوزستان" المجاورة للورستان، والواقعة إلى الجنوب منها.

وشدد على أنه "بعد أعمال الشغب، نزلت قوات الأمن إلى شوارع أليكودرز لمواجهة مثيري الفوضى (…) والوضع عاد إلى طبيعته"، مشيرا إلى أن قوات الأمن تقوم "بالبحث عن مطلقي النار".

المرشد الإيراني علي خامنئي أعرب عن أسفه إزاء أزمة شح المياه (الأوروبية)

موقف خامنئي

وأعرب المرشد الإيراني علي خامنئي عن أسفه إزاء أزمة شح المياه في محافظة خوزستان، مضيفا أنه لا يمكن لوم المواطنين إذا خرجوا وعبروا عن احتجاجاتهم بسبب ذلك.

وقال خامنئي إن عدم إيجاد حلول فعالة لمشكلات المياه والصرف الصحي أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن.

ودعا المرشد الحكومة المقبلة إلى العمل لحل مشاكل محافظة خوزستان بشكل جدي بعد تسلم مهامها خلال الأيام المقبلة.

الرئيس حسن روحاني قال إن الاحتجاجات حق طبيعي للسكان (الأناضول)

حق طبيعي

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس أن الاحتجاج هو "حق طبيعي" لسكان خوزستان.

وقال في كلمة متلفزة إنه "لحق طبيعي (لسكان خوزستان) أن يتحدثوا، أن يعبروا، أن يحتجوا وحتى أن ينزلوا إلى الشوارع في إطار القانون".

وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31.

كما أنها من المناطق القليلة في إيران ذات الغالبية الشيعية، التي تقطنها نسبة كبيرة من السكان العرب. وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش من قبل السلطات.

وفي 2019، شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضا مناطق أخرى من البلاد.

انتقادات حقوقية

من جهتها، قالت منظمات حقوقية الجمعة إن إيران تستخدم بشكل غير قانوني القوة المفرطة في تصديها لاحتجاجات على خلفية شح المياه في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، والتي تعاني من موجة جفاف، جنوب غرب البلاد.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أنها تأكدت من مقتل 8 أشخاص على الأقل من المتظاهرين والمارة، بينهم مراهق.

وقالت وسائل إعلام إيرانية ومسؤولون إن 4 أشخاص على الأقل قتلوا، من بينهم شرطي ومتظاهر، متهمة "انتهازيين" و"مثيري شغب" بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.

واعتبرت منظمة العفو أن "قوات الأمن الإيرانية استخدمت القوة بشكل غير قانوني، بما يشمل إطلاق الذخيرة الحية وذخيرة الصيد، لسحق مظاهرات سلمية في غالبيتها".

من ناحيتها، قالت هيومن رايتس ووتش في بيان منفصل إن السلطات الإيرانية استخدمت على ما يبدو "القوة المفرطة ضد المتظاهرين" وإن على الحكومة إجراء "تحقيق شفاف" في الوفيات المفترضة.

 

وكانت منظمات حقوقية اتهمت إيران بقمع مظاهرات واسعة خرجت في 2019 احتجاجا على رفع أسعار الوقود، بحسب منظمة العفو، أدت إلى مقتل 304 أشخاص على الأقل.

وحملت السلطات الإيرانية "انتهازيين ومثيري شغب" مسؤولية اندلاع الاضطرابات، في حين نشرت وكالة فارس للأنباء مقابلات مع أقارب رجلين قتلا، نأى خلالها الأقارب بأنفسهم عن أعمالهما.

لكن منظمة العفو نقلت عن مصدر قوله إن عناصر أمن بلباس مدني زاروا إحدى العائلتين "وأجبروها على إلقاء نص أعد مسبقا أمام الكاميرا".

وقالت هيومن رايتس إن تقارير وردت عن انقطاع الإنترنت في المنطقة، مشيرة إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية عمدت السلطات بشكل متكرر إلى تقييد الوصول للمعلومات خلال الاحتجاجات".

وتعاني محافظة خوزستان الساحلية الغنية بالنفط من موجة جفاف منذ مارس/آذار الماضي.

المصدر : وكالات