غارديان: كورونا في الهند.. أخطاء مودي تفاقم أخطار الجائحة

أحد أسباب هذا التفشي الكبير هو ما تولد لدى مودي من غرور وكبرياء بأن الهند تمثل استثناء، الأمر الذي جعل البلد لا يستعد بالشكل المطلوب، ولا سيما في إنتاج اللقاحات

India's Independence Day celebrations at the historic Red Fort in Delhi
حسب غارديان فإن مودي تعامل مع كورونا بتخبط وغرور (رويترز)

قالت صحيفة غادريان البريطانية إن الهند التي تجتاحها موجة عاتية من "كوفيد-19" تعاني من رئيس وزرائها ناريندرا مودي وثقته المفرطة في غرائزه وفي نصائح خبرائه الفاسدين.

وقالت الصحيفة في بداية افتتاحية لها، إن الغطرسة السياسية تلاحمت بواقع الجائحة في الهند هذا الأسبوع، إذ كانت حكومة مودي القومية الهندوسية قد زعمت في بداية شهر مارس/آذار الماضي "نهاية لعبة كوفيد-19" وها هو هذا البلد يعيش اليوم جحيما حيا، وفقا لغارديان.

ولفتت الصحيفة إلى ظهور "سلالة مزدوجة" من هذا الوباء يطلق عليها "بي1. 617" (B.1.617)، متسببة في موجة ثانية مدمرة من مرض كورونا، نجم عنها نفاد الأَسرّة والأكسجين في المستشفيات وامتلاء المدافن بالموتى لدرجة ترك الجثث تتحلل داخل المنازل، مما دفع جمعيات خيرية إلى التحذير من أن الموتى يواجهون خطر رميهم في الشوارع.

ونظرا للأعداد الهائلة من المصابين الجدد وللتفشي السريع لهذه السلالة حظرت بعض الدول الرحلات الجوية من الهند واقترحت تجنب السفر إلى هناك أو شددت على القادمين من هذا البلد في إجراءات الحجر الصحي.

ومع ذلك، فإن مودي -تقول غارديان- أعلن قبل أكثر من 6 أسابيع بقليل، رغم أن نسبة التلقيح التي لا تتجاوز 1% في الهند، أن البلد هو "صيدلية العالم"، مشيرا إلى أن الحياة يمكن أن تستأنف كما كانت قبل ظهور هذا الوباء.

وهنا، تضيف الصحيفة، حدث الانتشار الفائق بعدما ملأ الآلاف ملاعب الكريكيت وغطس ملايين الهندوس في نهر الغانج خلال ما يسمونه مهرجان "كومبه ميلا".

وشبهت الصحيفة مودي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصر على مواصلة حملته الانتخابية أثناء تفشي الوباء العام الماضي.

وقالت إن الهند أجرت انتخابات في 5 ولايات في أبريل/نيسان الجاري نظمت فيها تجمعات حاشدة لا يرتدي فيها الحاضرون الكمامات.

وأرجعت غارديان السبب في ذلك إلى ما تولد لدى مودي من غرور وكبرياء بأن الهند تمثل استثناء، الأمر الذي جعل البلد لا يستعد بالشكل المطلوب، ولا سيما في إنتاج اللقاحات.

ويضاف إلى ذلك، تقول الصحيفة، تشجيع الغرب للهند بأن تصبح محورًا رئيسيًا في صناعة الأدوية العالمية، وهو ما أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الأسبوع بأنه ربما كان خطأ.

وفي إشارة إلى تخبط سياسة مودي بشأن هذه الجائحة ذكّرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء الهندي فرض العام الماضي إغلاقا شديد القسوة على المليار شخص الذين يعيشون في الهند، وكان هذا الإغلاق دون سابق إنذار وتعارض مع نصيحة كبار علماء الأوبئة في البلاد، ولكنه وافق هوى في نفسه.

وختمت غارديان بقولها إن صغر سن سكان الهند نسبيا جعل أعداد الموتى فيها أقل من الدول الأخرى ذات المجتمعات الشائخة، غير أن هذا الواقع نشر شعورا لا أساس له من الصحة بين المواطنين بأن الهنود محصنون بشكل ما أكثر من غيرهم ضد الفيروس، وهو ما لم يعترض عليه مودي.

المصدر : غارديان