في اليوم الدولي لمعرفة الحقيقة.. صبا تكافح لتقفي آثار زوجها

*صبا نشطت مع رفيقاتها في مجال حقوق المعتقلين-اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا
السورية صبا تكافح لتقفّي آثار زوجها القابع بسجون النظام (الجزيرة)

في الصباح، تودع صبا طفلها الوحيد ذا الأعوام الثمانية ليذهب إلى مدرسته في حين تتجه هي لمدرسة أخرى حيث تعمل هناك موجهة تربوية.

لم تعتد صبا على الحياة في ريف إدلب الشمالي، حيث تعيش أجواء الغربة عن مدينتها معرة النعمان منذ هجرت منها قبل نحو عام إبان سيطرة قوات النظام المدعومة من روسيا عليها.

هذه الغربة لا تشكل تحديا وحيدا أمام حياة صبا وابنها، فقد عاشا مرارة فقد رب الأسرة الذي اعتقلته قوات النظام قبل نحو 9 أعوام.

ويبدو أن صبا استفادت من تجربتها في اعتقال زوجها ومحاولاتها الدائمة معرفة مصيره. فقد نشطت مع رفيقاتها في مجال حقوق المعتقلين، وقد أسسن حركة "عائلات من أجل الحرية" تضم سوريات يعشن في بلدان مختلفة ويهدفن إلى مساعدة ذوي المعتقلين على التعرف على مصير أبنائهم.

اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا
صبا نشطت مع رفيقاتها في مجال حقوق المعتقلين (الجزيرة)

وتقول صبا للجزيرة نت إنها حاولت جاهدة الوصول إلى معلومات حول مصير زوجها، لكنها لم تفلح في ذلك. وتضيف أنها تعرضت فوق ذلك لعملية احتيال من قبل سماسرة من النظام، حيث وعدوها بأن يحضروا لها معلومات عنه وأن يسمحوا لها بزيارته.

وتوضح أن الشكوك راودتها حول روايتهم، فقد أخبروها أن يدهم تستطيع أن تطال أي شيء في النظام وأنهم سيحضرون قميص زوجها الذي كان يلبسه يوم اعتقاله، وقررت صبا أن تبيع حليّها وقدمت لهم المبلغ الذي طلبوه على أمل أن يكون كلامهم صحيحا، لكنهم ذهبوا ولم يعودوا إليها أبدا.

وحول سياسة نظام الأسد التي يتبعها في ملف المعتقلين، قال المحامي فهد الموسى رئيس لجنة فك الأسرى والمعتقلين بمناطق المعارضة -للجزيرة نت- إن هذا النظام يريد من خلال اعتقال الناس وإخفائهم قسريا أن يرهب السوريين ويكسر إرادتهم. وأضاف أن المسؤولين في النظام يستفيدون ماديا بشكل كبير من خلال تقديم المعلومات لذوي المعتقلين.

وأوضح الموسى أن أهالي المعتقلين لا يملكون إلا خيار التعامل مع وسطاء وسماسرة بشكل غير رسمي على أمل أن يخرجوا أبناءهم من السجن لقاء مبالغ مالية، لكن ذلك يعرضهم للخداع باستمرار وهم لا يجرؤون على الإفصاح عن أية معلومات حول ذلك بسبب الخوف على مصير أبنائهم في السجون.

وتشير إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن عدد المعتقلين لدى أطراف النزاع في سوريا قارب 150 ألفا، وأن النظام مسؤول عن اعتقال 88% منهم، كما أن أكثر من 14 ألفا قضوا بسبب التعذيب، ويعتبر سجن صيدنايا قرب العاصمة دمشق من أشهر السجون في البلاد حيث بات يعرف بالمسلخ البشري.

المصدر : الجزيرة