هل يكون البحر الأسود ساحة حرب عالمية كبرى على الطاقة؟

تشير دراسات سياسية واقتصادية إلى إمكانية أن يكون البحر الأسود في المستقبل ساحة المعركة الكبرى بالنسبة للطاقة في العالم، خاصة مع ما تشهده المنطقة من تجاذبات في الوقت الحالي بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO)، في ظل توقعات أن تتصاعد الأزمة وتتحول إلى نزاع غير محمود العواقب تحاول جميع الأطراف تجنبه.

وأشار تقرير لمركز الأبحاث الأميركي "المجلس الأطلسي" إلى أنه في السنوات الأخيرة تم اعتبار البحر الأسود خط المواجهة البحري في التوترات المتصاعدة بين الغرب وروسيا، مما أدى إلى مسارعة الناتو إلى تطوير أسلوب متعدد المستويات ساعد في تحسن ملموس في الأمن الإقليمي.

كما ذكر تقرير للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن قدرة روسيا على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد دول البحر الأسود تتيح لها الضغط عليها وابتزازها.

وأكد التقرير أنه يتعين على الدول الغربية زيادة قدرة جيوشها على التعاون في العمليات مع القوات المسلحة لدول البحر الأسود، وتحسين البنية الأساسية التي تستخدمها لإرسال تعزيزاتها في المنطقة.

بوتين يشعر بالقلق إزاء النشاط العسكري لحلف الناتو في البحر الأسود (الأوروبية)

بوتين قلق

وبحسب تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" (National Interest) الأميركية، فإن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، صرح مؤخرا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالقلق إزاء النشاط العسكري لحلف الناتو في البحر الأسود.

وقال بيسكوف للصحفيين إن الأمر مقلق تماما للرئيس الروسي وإنه تحدث عن ذلك، مضيفا أن العسكريين الأميركيين والروس يشاركون في مباحثات جادة لفض الاشتباك، للحيلولة دون اندلاع نزاع إقليمي.

وجاء في بيان صحفي للكرملين حول هذا الحديث أنه "تمت ملاحظة الطابع الخطير والمزعزع للاستقرار للنشاط الاستفزازي للولايات المتحدة، وعدد من دول الناتو في البحر الأسود"، مؤكدا ما تصفه موسكو بالطابع "غير المقرر" لهذه التحركات.

اختبار قوة موسكو

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للصحفيين في مطلع هذا الشهر إن سفن الصواريخ الموجهة التابعة للولايات المتحدة والناتو تحاول اختبار "القوات الروسية المحلية في منطقة البحر الأسود".

وأضاف شويغو "بطبيعة الحال، عندما نرى ذلك -عندما تدخل سفينة حربية تنتمي لدولة من خارج منطقة البحر الأسود، وندرك أنها تحمل أسلحة دقيقة التصويب طويلة المدى، وعندما نرى هذه الأسلحة فوق السفينة، وهي ليست في جولة سياحية، بطبيعة الحال- نراقبها عن كثب، ونتتبعها وندرك أنه من الممكن حدوث استفزازات في أي وقت، كما كان الحال مؤخرا بالنسبة لمدمرة بريطانية؛ وبطبيعة الحال، يتعين علينا منع مثل هذه الأمور".

وهو يشير بذلك إلى حادث وقع هذا الصيف تردد فيه أن الجيش الروسي أسقط قنابل وأطلق طلقات تحذيرية لمطاردة الطراد البريطاني إلى خارج ما تعتبره موسكو مياهها الإقليمية قبالة ساحل منطقة القرم.

ووفقا لبيانات صحفية صادرة عن القيادات العسكرية الأميركية، فإن سفينة القيادة الأميركية "يو إس إس ماونت ويتني" والمدمرة "يو إس إس بورتر"، اللتين تنتميان للأسطول الأميركي السادس، تجريان تحركات مشتركة في البحر الأسود.

وجاء في بيان صدر يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن حلفاء وشركاء الناتو يقفون معا لضمان سلامة البحر الأسود واستقراره وأمانه، وبناء قدرة الشركاء لتحسين الفعالية، والمشاركة في العمليات.

المصدر : الألمانية