الاعتداء الجنسي على الأطفال بالكنيسة الفرنسية.. 5 نقاط لفهم ما حصل

PARIS, FRANCE - APRIL 09:  Catholic Bishop Eric de Moulins-Beaufort launches droplets of holy water towards churchgoers during a Palm Sunday mass at the Cathedral of Notre Dame on April 9, 2017 in Paris, France. Christians all over the world began celebrating Easter yesterday. The Holy Week continues through Easter Monday on April 17.   (Photo by Sean Gallup/Getty Images)
بحسب التقرير، لا ينبغي للكنيسة أن تطلب من منتسبيها التبرع لمواجهة عبء التعويضات (غيتي)

بعد الأرقام الصادمة المعلنة عن ضحايا الاعتداء الجنسي بالكنيسة الفرنسية، يتناول هذا التقرير أهم ملابسات القضية عبر توضيح 5 نقاط رئيسة.

يقول الكاتب كريستوف هانينغ بصحيفة "لاكروا" (La Croix) الفرنسية -وهي صحيفة مسيحية- إن هذا التقرير، الذي أصبح يعرف بتقرير "سوفي" (Sauvé) نسبة لرئيس اللجنة التي أعدته، يتطلب قراءة متأنية للاطلاع بشكل دقيق على ما حصل وتحديد كيفية جبر الضرر الذي تعرض له الضحايا.

أولا: كيف نوفق بين الأرقام؟

لاحظ البعض البون الشاسع بين العدد الكبير للغاية من الضحايا (نحو 216 ألفا) وعدد الكهنة أو المعتدين (بين 2900 و3200 شخص من أصل 115 ألفا منذ عام 1950). والسبب هو أن الضحايا قدموا رواياتهم بشكل مباشر، في حين تم الحصول على الرقم الثاني من شهادات قدمت خلال عام 2019-2020 ومن البحث في المحفوظات الأبرشية والقضائية. ومع ذلك، لا يمكن حصر كل الاعتداءات في الكنيسة، حسب ما كشف.

وهذا يعني أن الرقم الذي يقارب 3 آلاف كاهن أو رجل دين في الكنيسة هو "أرضية" ينطلق منها، وبعبارة أخرى، تقدير عدد الضحايا ليس مبالغًا فيه، ولكن ربما عدد المعتدين أكثر بكثير مما اكتشف حتى الآن.

ثانيا: من أين للكنيسة أن تحصل على الأموال اللازمة لتعويض الضحايا؟

لقد أكدت لجنة سوفي أن التعويض ضروري، "وهذا لا يعني أن كل ضحية ملزمة بالتقدم لأخذ ذلك التعويض لأن المبدأ ذاته يسيء إلى بعض الضحايا أنفسهم، مما يعني عمليا أن فتح مجال التعويض يخلق آفاقًا جديدة للضحايا".

وترى هذه اللجنة أنه "من الضروري أن يكون التعويض عبر آلية توزيع مستقلة، بعيدا عن مجرد عملية" لفتة "أو" مساعدة "أو سخاء تمنحها الكنيسة الكاثوليكية نفسها للضحية".

وتدرك اللجنة -وفقا للكاتب- أن هذا عبء ثقيل له عواقب مالية كبيرة على الكنيسة، لكنها تصر على أن هذه الأخيرة عليها أن تجد الوسائل الضرورية للتعويض مهما كلفها ذلك، ولا ينبغي للكنيسة -والحالة هذه- أن تطلب من منتسبيها التبرع في مثل هذه القضية.

رغم أن الفتيات الصغيرات لم يسلمن من ظاهرة العنف الجنسي ضد القاصرين في الكنيسة، فإن الغالبية العظمى كانت من الأولاد الذكور

ثالثا: لماذا أغلب الضحايا من الذكور؟

رغم أن الفتيات الصغيرات لم يسلمن من ظاهرة العنف الجنسي ضد القاصرين في الكنيسة، فإن الغالبية العظمى كانت من الأولاد الذكور، إذ يقول تقرير اللجنة: "يمثل الذكور 80% من الأطفال الذين عانوا (…) من العنف الجنسي على يد أحد رجال الدين". ومع ذلك، يبدو أن نسبة الضحايا من الإناث تزداد بمرور الوقت، فقد بلغت 60% تقريبًا خلال الفترة منذ عام 2010″.

رابعا: هل من بين الضحايا أشخاص بالغون؟

للرد على هذا السؤال، يقول الكاتب إن اللجنة لاحظت أن العنف الجنسي ضد الراهبات ظاهرة لم تُدرس كثيرًا، سواء من الكنيسة أو وسائل الإعلام أو البحث العلمي، حتى ظهور حركة "أنا أيضًا" (Me too)، أما العنف الجنسي الذي يرتكبه رجال الدين أو المتدينون ضد الكبار من غير الراهبات، فهو غائب تماما عن المناقشات العامة في الوقت الحاضر. ومع ذلك، تؤكد اللجنة أن 151 شخصًا بلغوا سن الرشد تقدموا بشكاوى في هذا السياق.

خامسا: هل ما زالت الانتهاكات موجودة؟

لجنة سوفي حذرت من أن "تطور العنف الجنسي على مدى الـ30 سنة الماضية انعكس في زيادة واضحة من 0.2% إلى 0.4%، ويبدو أن الكشف الأكثر منهجية عن العنف الجنسي في تلك السنوات يفسر جزئيًا الزيادة الملحوظة في عدد الضحايا. ويؤدي المزيد والمزيد من عمليات الإدانة المنتظمة للعنف الجنسي إلى الكشف بشكل أسرع عن الممارسات التعسفية للقساوسة وفرض عقوبات عليهم"، وفقا لتقرير اللجنة.

المصدر : لاكروا