نيويورك تايمز: العراق وجّه ضربة قوية لتنظيم الدولة بقتل العيساوي

epa04416226 A handout picture made available by the US Department of Defense (DoD) on 25 September 2014 shows a formation of US Navy F-18E Super Hornets leaving after receiving fuel from a KC-135 Stratotanker over northern Iraq, 23 September 2014. These aircraft were part of a large coalition strike package that was the first to strike Islamic State (IS or ISIL) targets in Syria. Airstrikes carried out on late 24 September 2014 against Islamic State targets in Syria hit oil refineries that the US says provide a revenue stream for the militants, the Pentagon says. The oil refineries provide about 2 million US dollar a day in revenue for the Islamic State, Rear Admiral John Kirby says. Kirby spoke after the raids ended and all aircraft returned safely. The United States was joined by Saudi Arabia and the United Arab Emirites in carrying out the strikes, Kirby says.  EPA/DOD/US AIR FORCE/SGT. SHAWN NICKEL  HANDOUT EDITORIAL USE ONLY
مقاتلات أميركية نفذت الغارة على وكر تنظيم الدولة (الأوروبية)

في إطار مهمة مشتركة مع القوات العراقية، شنت القوات الأميركية غارة جوية أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يُدعى أبو ياسر العيساوي، وهو ما مثل -بحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية- ضربة نوعية للتنظيم الساعي إلى توحيد صفوفه من جديد. وإلى جانب ذلك، هدفت العملية للانتقام من التفجير المزدوج قبل 10 أيام الذي نفذه التنظيم في بغداد.

وفي تقرير نيويورك تايمز الأميركية، قال الكاتبان جاين عراف وفالح حسان إن القيادي في تنظيم الدولة جبار سلمان علي فرحان العيساوي (43 عاما)، المعروف باسم "أبو ياسر"، قُتل الأربعاء الماضي بالقرب من مدينة كركوك شمال بغداد، وذلك حسب ما صرّحت به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ومسؤولون عراقيون الجمعة.

وأشار التقرير إلى أنه رغم فقدان تنظيم الدولة جميع معاقله في العراق، فإنه ما زال يشنّ هجمات عنيفة في البلاد. والدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة في الغارة يوضح مدى اعتماد العراق على دعمها العسكري.

وقد وصف المتحدث باسم التحالف العقيد واين ماروتو، مقتل العيساوي بأنه "ضربة كبيرة" لجهود تنظيم الدولة لإعادة توحيد صفوفه. وبحسب خبراء مكافحة الإرهاب، فإن العيساوي كان يضطلع بمهام تنسيق عمليات التنظيم في العراق، وقد أكد ماروتو أنه كان مسؤولا عن تطوير ونقل التوجيهات للمقاتلين، والمساعدة في توسيع نفوذ التنظيم في العراق.

At least 5 dead, 8 hurt in Baghdad suicide attack
التفجير المزدوج في بغداد خلف عشرات القتلى والجرحى (الأناضول)

مَن قاد العملية؟

ولفت ماروتو أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية قادت العملية بدعم جوي واستخباراتي وتحت إشراف قوات التحالف. وفي حين تلتزم قوات التحالف بسياسة تقضي بعدم الكشف عن هوية الدول المشاركة في شن غارات جوية محددة، أقرّ مسؤولون أمنيون عراقيون رفيعو المستوى بأن الطائرات الأميركية هي التي نفذت الضربات.

وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن الهجوم الذي استهدف مخبأ تحت الأرض، كان انتقاما لمقتل 32 في التفجير المزدوج الذي نفذه انتحاريان تابعان لتنظيم الدولة في سوق قرب ساحة الطيران ببغداد، والذي يعد الهجوم الأكثر دموية في العاصمة العراقية منذ 4 أعوام.

وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن التفجير. وبعد الهجوم، عمد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لإقالة عدد من القيادات الأمنية والاستخبارية، معتبرا أن تراخي بعض القوات الأمنية والاستخباراتية من العوامل التي ساهمت في حدوث الهجوم.

وبحسب مسؤولين عراقيين وأميركيين، فإن الإعداد لعملية استهداف وكر التنظيم استغرق أشهرا، وقد تم تنفيذها بعد جمع معلومات استخبارية حول المركز الجديد لعمليات تنظيم الدولة.

والعيساوي -الذي ولد في مدينة الفلوجة غرب بغداد- كان عاد إلى العراق قبل 6 أشهر، عبر الحدود من جهة إقليم كردستان، قادما من شرق سوريا. وقد كان "نائب الخليفة ووالي العراق" في تنظيم الدولة.

وحتى اللحظة الراهنة، لا يُعرف سوى القليل عن زعيم الجماعة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة أبو بكر البغدادي الذي توفي بعدما داهمت القوات الأميركية مخبأه في شمال سوريا عام 2019.

قائد محوري

وبحسب التقرير، فإن قادة العمليات في التنظيم -مثل العيساوي- لا يحظون بالقدر ذاته من الاهتمام مثل كبار القادة على غرار البغدادي أو القرشي، بيد أن مسؤولي مكافحة الإرهاب أكدوا أنهم يلعبون أدوارا محورية.

ونقل التقرير عن محلل مكافحة الإرهاب في مركز "صوفان" الأميركي كولين كلارك، أن "قادة مثل البغدادي يحصلون على الاهتمام، لكن أمثال العيساوي هم الذين يقومون بالعمل القذر، وينسّقون العمليات بين المستويات العليا والدنيا للتنظيم".

وبحسب مايكل نايتس، زميل برنامج "جيل وجاي بيرنشتاين" للشؤون الأمنية والعسكرية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "أظهرت المعلومات الاستخبارية أن هذا الرجل كان منسق عمليات تنظيم الدولة، ولا يزال العراق على الأرجح يمثل أرضا خصبة لنشاط التنظيم".

ويؤكد نايتس أن مقتل العيساوي يظهر للعراقيين أن الحكومة قادرة على اتخاذ إجراءات فعالة، وأن المساعدة الأميركية المهمة في الغارة تأتي في خضم مواجهة الحكومة العراقية ضغوطا سياسية متزايدة من قبل الجماعات الموالية لإيران في العراق لطرد القوات الأميركية من البلاد.

وبعد تقليص إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عدد القوات الأميركية في العراق، لم يبق سوى نحو 2500 جندي في 3 قواعد عسكرية عراقية. وحتى مع تنامي قدرات القوات العراقية في محاربة تنظيم الدولة، لا تزال البلاد تعتمد على المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي الذي تقدمه قوات التحالف.

ونقل التقرير عن المحلل السياسي الباحث في "مؤسسة القرن" سجاد جياد، أنه "من الناحية العملية، من المهم عرقلة نشاط التنظيم قدر الإمكان، لكن من الواضح أنه يحتاج إلى الكثير من الرصد والمراقبة"، مضيفا أن التنظيم أظهر أنه قادر على مواصلة نشاطه من خلال خلايا صغيرة، ولا سيما في المناطق الريفية وفي التضاريس الوعرة، وأنه يستهدف الأراضي التي يصعب على القوات العراقية مراقبتها باستمرار.

المصدر : نيويورك تايمز