دشنتها ديانا قبل 23 عاما.. مبادرة بأنغولا تحول الألغام إلى طماطم وبصل

Diana, Princess of Wales walking in one of the safety corridors of the land mine fields of Huambo
الأميرة ديانا شاركت في مطلع عام 1997 في مبادرة لإزالة الألغام بجنوبي أنغولا (رويترز)

قبل نحو 23 عاما، زارت الأميرة ديانا أنغولا في إطار مبادرة دولية لنزع الألغام من ذلك البلد الأفريقي الذي عاش على إيقاع الحرب منذ عام 1961 عندما بدأت حركة التحرر حربا على المستعمر البرتغالي انتهت بإعلان الاستقلال عام 1975 لتدخل البلاد في دوامة حرب أهلية لم تضع أوزارها إلا عام 2002.

وخلفت تلك السنوات الطويلة من القتال الداخلي -الذي يعتبر الأطول من نوعه في القارة السمراء- حوالي 1.5 مليون قتيل، في حين اضطر نحو أربعة ملايين آخرين إلى النزوح داخل ذلك البلد الواقع في جنوب القارة، ولم يجد نصف مليون شخص آخرين بدا من اللجوء إلى دول الجوار.

وقد استعملت في تلك الحرب الأهلية كل أنواع الأسلحة وخاصة الألغام، وتقول منظمة "هالو تراست" -التي أشرفت الأميرة ديانا في يناير/كانون الثاني 1997 على إطلاق مبادرتها في أنغولا- إنها فككت لحد الساعة أكثر من مئة ألف لغم، وإنه من غير المعروف عدد الألغام التي لم يتم العثور عليها بعد.

وتحدثت صحيفة إلباييس عن مشاركة المتطوعة الإسبانية أنخيلا هويوس وبعض زميلاتها في إطار مهمة لمركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية كان الهدف منها هو دراسة كيف تأثرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان منطقتي هوامبو وكواندو كوبانغو (جنوبي البلاد) بعد تطهيرهما نسبيا من الألغام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال العشرين عاما الأخيرة تراجعت نسبة السكان الفقراء هناك من 68% إلى 37%. وتنقل الصحيفة عن هويوس قولها إن السكان يعتبرون نزع الألغام حربا جديدة بالنسبة لهم لأنه على الرغم من توقيع اتفاقيات للسلام بين الأطراف المتنازعة في البلاد، فإن الكثير من المناطق لا تزال تعج بالألغام.

جانب من عملية إزالة الألغام في أنغولا
جانب من عملية إزالة الألغام في أنغولا التي فتحت الباب أمام استئناف الأنشطة الزراعية (الصحافة الإسبانية)

ويقول السكان إن تطهير بعض المناطق من الألغام سمح للناس بالاستفادة من خدمات الكهرباء والماء ومن قطاعات أخرى لم يكونوا يحلمون بتوفرها من مثل خدمة السكك الحديدية. كما تحسنت أوضاع النساء حيث أصبحت عمليات الولادة تتم في ظروف أفضل، وبات بإمكان الأطفال متابعة دراستهم على الأقل إلى غاية المرحلة الثانوية.

ورغم ذلك، لا يزال بعض السكان يعيشون على إيقاع الألغام المزروعة في الأرض حيث يواصلون استخدام سيارات الدفع الرباعي التي تعرف باسم "سيارات الأجرة" لزيارة أقاربهم في المناطق التي لا تزال محاطة بالألغام. وتقول الباحثة الإسبانية إنه "في بعض الأحيان، يقوم السكان بتجميع بقايا المتفجرات في منازلهم معتقدين أنهم سيستفيدون من ذلك لكن الأمر يتطور إلى ما لا تحمد عقباه".

وقد امتدت عمليات زرع الألغام خلال الحرب الأهلية في أنغولا إلى المناطق الزراعية، وهو ما أثّر سلبيا على جودة تغذية السكان. وقد زارت الأميرة ديانا تلك الحقول عام 1997 وسار على خطاها بعد سنوات هناك ابنها الأمير هاري.

وقبل إزالة الألغام، كانت معظم المحاصيل في تلك المناطق تقتصر على اليقطين أو البطاطا أو الجوز. لكن بعد تطهيرها من الألغام، بدأت الأسواق والمنازل تمتلئ بالأرز، والأهم من ذلك الخضار مثل البصل والطماطم والفاصوليا. كما استأنف السكان أنشطة الصيد وتربية النحل.

 

المصدر : إلباييس