إكونوميست: العراق محطم وعاجز عن حماية نفسه من جائحة كورونا

Medical staff in protective gears distribute information sheets to Iraqi passengers returning from Iran at Najaf International Airport on March 5, 2020. - Iraqi health authorities announced the country's first two deaths from the new coronavirus, one in the capital Baghdad and the other in the autonomous Kurdish region. (Photo by Haidar HAMDANI / AFP) (Photo by HAIDAR HAMDANI/AFP via Getty Images)
الإجراءات الطبية في العراق ضد كورونا دون المستوى المطلوب (غيتي)

قالت مجلة إكونوميست ( The Economist) البريطانية إن معظم الأنظمة العربية تعاطت مع جائحة تفشي فيروس كورونا عبر تشديد قبضتها لتطبيق الإجراءات الاحترازية، ما عدا العراق الذي تخلى مطلع الشهر الماضي عن الإغلاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة العراقية تبدو عاجزة عن فرض التباعد الاجتماعي أو إلزام الناس بلبس الكمامات، ولا تملك سوى القليل من المال لتنفقه على الخدمات الصحية التي دمرتها الحروب عبر عقود والفساد المستشري في البلاد.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العراق تجاوز 350 ألف شخص، في حين حصد الوباء أرواح أكثر من 9 آلاف عراقي، ورغم أن هذه الإحصاءات أقل من العدد الحقيقي لضحايا الجائحة، فإن العدد يظل أكثر من ضحايا الوباء في أي بلد عربي آخر.

وأشارت المجلة إلى أن رجال الدين ما زالوا ينظمون التجمعات الجماهيرية الكبيرة رغم تفاقم تفشي الوباء، وإن الشيعة في البلد ماضون قدما في التحضير لتنظيم أربعينية الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، حيث يقصد مئات الألوف من الشيعة سنويا مدينة كربلاء (جنوب بغداد)، وبدأ آلاف الزوار الشيعة رحلتهم مشيا، حيث سيقطعون مسافة 500 كيلومتر من البصرة (أقصى جنوب العراق) إلى كربلاء، وتناول الطعام والنوم معا في أكواخ على جانب الطريق.

epa04526715 Shi'ite pilgrims gather at Imam Hussein shrine during the Arbain ceremony in the holy city of Karbala, southern Iraq on 12 December 2014. Hundreds of thousands of Shiite worshippers attend religious festival ceremonies in Karbala on the anniversary of the 40th day after the martyrdom of Imam Hussein, grandson of Prophet Muhammad who was killed in the Battle of Karbala in 681AD. EPA/ALAA AL-SHEMAREE
حشود من الزوار أمام مرقد الحسين في كربلاء قبل سنوات (الأوروبية)

ووفقا للتقرير، فإن خطر زيادة تفشي العدوى بفيروس كورونا سيزداد عندما يلتقي مئات الآلاف من الزوار في كربلاء في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتحاول الحكومة العراقية الحد من تدفق الزوار الأجانب إلى كربلاء من خلال إغلاق الحدود البرية للعراق وتقييد الرحلات الجوية القادمة من إيران وغيرها، ولكن أمامها معوقات كثيرة.

وحسب مستشار سابق بوزارة الصحة -لم تسمه المجلة- فإن "الناس يعتقدون أن زيارة ضريح الحسين في كربلاء تشفي من كوفيد-19".

وأشار تقرير المجلة إلى أن العراق ينفق على الصحة ما يقرب من نصف ما تنفقه جارته الأفقر الأردن على الفرد، ولكن الكثير من تلك الأموال تضيع أو تسرق، وإن محاولات التصدي للفساد وإصلاح وزارة الصحة تبوء بالفشل بسبب الضغوط المفرطة من داخل الوزارة.

كما أشارت المجلة إلى أن قطاع الصحة في العراق يعاني من نقص في الأطباء وأسرة المستشفيات، التي هي الآن أقل مما كانت عليه قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، رغم تضاعف عدد السكان تقريبا.

وحسب نقابة الأطباء العراقية، فإن نحو 20 ألف طبيب عراقي هربوا إلى الخارج، في حين أضرب العديد ممن بقوا بالبلد في الآونة الأخيرة احتجاجا على ظروف العمل السيئة ونقص المواد الأساسية مثل الكمامات.

المصدر : الصحافة البريطانية