درع التحرير.. هكذا يعتزم متظاهرو العراق حماية أنفسهم بالانطلاقة الجديدة لانتفاضة تشرين

احد أعضاء فرقة درع التحرير الخاصة بحماية المتظاهرين من اعمال العنف (خاص الجزيرة تصوير مجتبى سهيل)...._
فرقة درع التحرير المعنية بحماية المتظاهرين من أعمال العنف (الجزيرة نت)

شهدت مظاهرات العراق العام الماضي -والتي باتت تسمى بانتفاضة تشرين- أعمال عنف وقمع ضد المحتجين السلميين وتعرضهم لمختلف أنواع القمع بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما تسبب في مقتل أكثر من 550 شخصا وجرح آلاف آخرين، ورافقتها عمليات خطف واغتيال لناشطين بارزين في ساحات الاحتجاج، سواء في بغداد أو محافظات أخرى.

ومع عودة الحراك الشعبي من جديد إلى ساحات التظاهر في العاصمة العراقية بغداد وبقية المحافظات المنتفضة ضد الطبقة السياسية الحاكمة، وفي الذكرى الأولى لانطلاقه، أعلن بعض من شباب التحرير تكوين فرقة أطلقوا عليها اسم "درع التحرير"، تعمل حائط صدٍّ لحماية المتظاهرين وإبعاد الخطر والعنف عنهم.

الفرقة يعتبرها المتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد حائط الصد الأول للذود عنهم في مواجهة أي تصعيد محتمل مع عودة الاحتجاجات، وقد تكونت في أول إطلاق لها من عشرات من الشباب في بغداد خاصة، وفي محافظات الوسط والجنوب، بهدف حماية المتظاهرين السلميين من أي عنف قد يتعرضون له في قادم الأيام، خصوصا بعد أن أمهل المتظاهرون حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الحالي لتنفيذ مطالبهم التي خرجوا من أجلها العام الماضي.

احد أعضاء فرقة درع التحرير الخاصة بحماية المتظاهرين من اعمال العنف (خاص الجزيرة تصوير مجتبى سهيل)...._
فرقة درع التحرير أعلنت عن نفسها في ساحة التحرير ولاقت ترحيبا من جموع المحتجين (الجزيرة نت)

مبررات التكوين

ويخشى كثير من المتظاهرين والناشطين من تعرّضهم للاغتيال أو الاختطاف، ومن بين هؤلاء أعضاء درع التحرير، لذلك فإنهم لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية حفاظا على سلامتهم، ويفضلون عليها الألقاب مثل: "ذيب السنك، مستشار، مولوتوف، دخانية.." ويجتمع أعضاء الفرقة في خيمة خاصة بهم وسط ساحة التحرير.

التقت الجزيرة نت بأحد أفراد الفرقة، ويلقب نفسه "ذيب السنك" (26 عاما)، فقال "لقد قررت أنا وبعض الأصدقاء تكوين هذه الفرقة بسبب الهجمات التي تعرض لها المتظاهرون من قوات مكافحة الشغب والجهات المسلحة الأخرى".

واعتبر أن الفرقة تعدّ بمثابة مجموعة دفاعية لصد قنابل الغاز المسيلة للدموع، ولتنبيه المحتجين من أي خطر داهم على ساحة التحرير حتى يأخذ المحتجون حذرهم، إضافة إلى مهام إسعاف الجرحى.

ويستخدم أعضاء درع التحرير أدوات صنعوها بأنفسهم، مثل الدروع التي صنعوها من بقايا براميل فارغة متروكة، إضافة إلى قبعات واقية من الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، والقفازات المضادة للحرائق.

ويضيف ذيب السنك قائلا "نحن ننتشر في ساحة التحرير وجسر السنك وجسر الجمهورية وشارع الخيام وساحة الخلاني وساحة الوثبة وشارع محمد القاسم، وكل المناطق المحاذية لساحة التحرير وسط العاصمة، من أجل إبعاد الخطر على المتظاهرين المتواجدين بكثافة في هذه المناطق".

احد أعضاء فرقة درع التحرير الخاصة بحماية المتظاهرين من اعمال العنف (خاص الجزيرة تصوير مجتبى سهيل)...._
احد أعضاء فرقة درع التحرير وقد ارتدى برميلا فارغا ليكون درعا يحمي به نفسه (الجزيرة نت)

ترحيب

ويكمل حديثه بالقول "نجمع الأموال من جيوبنا ونشتري ما نحتاجه من مواد، إلى جانب تبرعات من الأهالي المؤمنين بصدق ووطنية الحراك الشعبي".

ما قام به درع التحرير لاقى الترحيب من قبل المتظاهرين في ساحة التحرير، ويقول أحد المتظاهرين -واسمه أيهم عسكر (19 عاما)- إن تكوين الفرقة في هذا الوقت شيء مهم جدا خاصة بعد ما شهدته ساحات الاحتجاج في بغداد وبقية المحافظات العراقية من قمع بالقنابل المسيلة والرصاص الحي، مضيفا أن للفرقة دور مهما لحماية الاحتجاجات.

عسكر واحد من بين آلاف قرروا النزول إلى الساحات للمطالبة -كما يقول- بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وتعديل قانون الانتخابات، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة، وحصر السلاح بيد الدولة، مؤكدا "لن نخشى شيئا ولن نتراجع إلا عند تحقيق مطالبنا".

Iraqi students and activists march in Baghdad for protests anniversary, gather in Tahrir square
إحياء الذكرى الأولى للحراك الشعبي في ساحة التحرير الخميس (رويترز)

وأعرب الشاب علي الباوي عن رغبته في الانضمام لفرقة درع التحرير بعد أن شاهدهم في استعراض خاص في الساحة، مشيرا إلى أنه كان لديه حلم بإنشاء منظومة دفاع وجيش سلمي مجرّد من السلاح يقوم بحماية الساحات من أي اعتداء.

ويقول الباوي إن الفرقة الجديدة ستوجه صفعة قوية للجهات المسلحة التي تقف ضد الثورة، متوقعا أن تمتلئ الساحات في الأيام المقبلة بالمتظاهرين، خاصة بعد انتهاء المهلة التي منحها الثوار للحكومة العراقية لتنفيذ وعودها التي وعدت بها المتظاهرين قبل نهاية الشهر الجاري.

المصدر : الجزيرة