مهرجان قطر الدولي للأغذية.. ثقافات مختلفة وتجارب شابة

مهرجان قطر الدولي للأغذية - جانب من حضور المهرجان
جانب من حضور المهرجان (الجزيرة)

 محمد ازوين-الجزيرة

أجواء رائعة حوّلت حديقة شيراتون الدوحة إلى سلسلة مطاعم وساحة للفن الفلكلوري جذبت آلاف الزوار من مختلف الجنسيات، ومواهب قطرية شابة أضفت على مهرجان قطر الدولي للأغذية روحا وطنية، وأظهرت أن رهان الهيئة العامة للسياحة على المواطنين القطريين في محله.

ولأن الأسر القطرية المنتجة تشارك بقوة في المهرجان، وتعرض منتجاتها من الأطعمة، تسابق شابة قطرية الزمن لتضع اللمسات الأخيرة على طاولة عرض الوجبات الغذائية التي طبختها، والتي تجمع بين أصالة المطبخ القطري والمطبخ الإيطالي الحديث.

فمن هواية دافعها حب الأطعمة الإيطالية، حوّلت سمية القصابي هوايتها إلى مشروع يدر عليها مبالغ مالية معتبرة، ويمنحها شهرة جعلت الطلبات تنهمر عليها يوميا من الزبائن الذين تعرفوا على مطبخها من خلال مشاركاتها في المناسبات ذات الصلة، ونشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

مهرجان قطر الدولي للأغذية يهدف إلى إبراز الوجه السياحي لدولة قطر (الجزيرة)
مهرجان قطر الدولي للأغذية يهدف إلى إبراز الوجه السياحي لدولة قطر (الجزيرة)

نجاح تجربة
وفي حديثها للجزيرة نت تقول سمية "منذ سنوات قررت أن أحول هواية حبي للأكل الإيطالي إلى مشروع يمنحني دخلا إضافيا يساعدني على تحمل أعباء الحياة، وتجربة أثبت من خلالها قدرتي على النجاح، فقررت أن أبدأ بخمسين ألف ريال، اشتريت بها الأدوات والمعدات، والعربة التي جعلت منها مطبخا لتجهيز الوجبات التي يطلبها الزبائن".

ولأنها من أشهر الناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي، تضيف سمية أنها قررت تسويق منتجاتها عن طريق حساباتها على الإعلام الجديد، بالإضافة إلى مشاركتها في النسخة الماضية من مهرجان قطر الدولي للأغذية الذي مكنها من استقطاب زبائن كثر، وبالتالي تحقيق أرباح جيدة وانتشار اسمها بشكل أوسع.

جاء حديث سمية القصابي على هامش افتتاح النسخة التاسعة من مهرجان قطر الدولي للأغذية 2018 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة بهدف إبراز الوجه السياحي لدولة قطر، وتعدد الثقافات الموجودة بها، ومنح فرصة للراغبين من الجمهور في تعلم فنون الطهي التي يقدمها خبراء الطهي من قطر والكويت ولبنان وتركيا والولايات المتحدة واليابان، وغيرها من الدول التي يشارك أشهر طهاتها في المهرجان.

ويمنح المهرجان أهل قطر وزوارها فرصة للاستمتاع بأشهى أصناف الطعام من الأطباق العالمية الشهيرة والمأكولات المحلية الأصيلة التي يقدمها ستون مطعما ومقهى من أنحاء قطر، بسعر يبدأ من 49 ريالا لوجبات المطاعم و99 ريالا لوجبات الفنادق المشاركة في المهرجان.

وتأمل الجهات المنظمة للمهرجان أن يعزز إستراتيجية قطر الرامية إلى تنويع عروضها ومزاياها السياحية، ليجعل منها قطبا سياحيا في المنطقة، خاصة مع ما تملكه من مقومات سياحية، وخدمات متنوعة من أسواق وفنادق ومطاعم، وشركة طيران هي الأفضل على مستوى العالم، ومطار نال جوائز دولية كبيرة.

ارتفاع عدد المشاركين والزوار في النسخة الحالية من المهرجان (الجزيرة)
ارتفاع عدد المشاركين والزوار في النسخة الحالية من المهرجان (الجزيرة)

 نسخة مختلفة
وترى مديرة إدارة الفعاليات والمهرجانات بالهيئة العامة للسياحة مشاعل إسماعيل شهبيك أن نسخة المهرجان هذا العام تختلف عن سابقاتها، من حيث النجاح الباهر للمهرجان الذي يأتي في ظل الحصار المفروض على قطر من السعودية والإمارات والبحرين.

وأكدت أن ارتفاع عدد المشاركين والزوار للنسخة الحالية من المهرجان -مقارنة بسابقاتها- يؤكد عدم تأثر السياحة في قطر بالحصار، ويجعل الهيئة حريصة على مواصلة المهرجان وتطويره.

وأشارت مشاعل إلى تضاعف عدد المؤسسات المشاركة في المهرجان هذا العام، التي بلغت 180 جهة، كما غصت المساحة المخصصة للمهرجان بالزوار منذ الساعة الأولى لافتتاحه الذي يستمر 11 يوما.

وأكدت في تصريح للجزيرة نت أن المهرجان يعد الوحيد الذي يعنى بالتنوع الثقافي في قطر، ويشكل منصة لظهور رواد أعمال جدد، وإبراز مواهب قطرية تأمل الهيئة أن تنمي قدراتهم في مجال إعداد الطعام، خاصة السيدات اللائي لديهن اهتمام بهذا الجانب.

ولفتت مشاعل إلى أن قطاع السياحة يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد القطري، حيث جذبت الفعاليات السياحية والثقافية المختلفة -التي تنظمها الهيئة وخدمات الضيافة القطرية- الآلاف من السياح من مختلف دول العالم، خاصة بعد إعفاء جنسيات كثيرة من تأشيرة الدخول.

يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة في قطر تهدف إلى أن يصل إنفاق السياح في قطر إلى 11 مليار دولار بحلول 2030، وزيادة نسبة السياح القادمين بغرض الترفيه والاستجمام إلى 64%، علما بأن قطاع السياحة يضخ في الاقتصاد القطري حاليا أكثر من ثلاثة مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة