سرايا المقاومة اللبنانية.. ذراع حزب الله

سرايا المقاومة اللبنانية (صفحة السرايا على موقع الفيسبوك)
undefined

ولدت فكرة تشكيل "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي" -بحسب مصادر مطلعة- لدى حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أثناء تقديم شبان مسيحيين تعازيهم بنجله في سبتمبر/أيلول 1997، حيث أعرب هؤلاء عن استعدادهم لأن يكونوا في صفوف الحزب.

وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 1997، أعلن نصر الله عن تشكيل "السرايا"، حيث يكون "لكل لبناني -مهما كانت هويته السياسية أو الطائفية، أو إمكاناته المادية والعلمية- القدرة على المشاركة في شرف دعم المقاومة وصناعة فجر التحرير، بشرط أن يكون المنتسب قادراً على المستوى العقلي والنفسي والجسدي على المشاركة الميدانية في القتال، وألا تكون حوله أي شبهة أو علاقة أو ارتباط مع العدو الإسرائيلي. كما أن على الشباب الحزبي أخذ موافقة خطية أو شفهية من قيادته".

وأكد نصر الله حينها أن هذا التشكيل سيبقى منفصلاً عن جهاز الحزب "الجاهز لتقديم كل دعم بغية قيام السرايا بأعمال عسكرية وأمنية في المناطق اللبنانية المحتلة".

ويقول أحد مسؤولي الحزب إنهم أرادوا من خلال تطوير "السرايا" إنشاء إطار مرن لكل من يريد المشاركة في المقاومة من دون الالتزام بالضوابط التفصيلية التي يلتزم بها مقاتلو الحزب، لأن لدى الأخير "ضوابط شرعية ودينية"، أما عنصر "السرايا"، فله الحرية المطلقة، من الناحيتين الاجتماعية والدينية.

ويرى علي فياض أحد أعضاء كتلة الحزب النيابية -في دراسة له حول تجربة "السرايا"- أن الأخيرة "تُعد الرافعة لمشروع تشكيل مجتمع مقاوم، وبناء كتلة تاريخية تضم بين جنباتها تيارات وتنويعات سياسية وفكرية مختلفة تنضوي جميعها في إطار مواجهة تاريخية مع العدو، ويبدو ذلك ضرورة لا مناص منها، في إطار رسم إستراتيجية مستقبلية لمواجهة شاملة وجذرية مع العدو تتجاوز الحسابات الموضعية الحاكمة لهذه الساحة أو تلك من ساحات المواجهة".

عمليات واشتباكات
وسجّل 14 مارس/آذار 1998 إطلاق السرايا اللبنانية العسكري بتنفيذ عمليات استهدفت مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي وعملائه في جنوبي لبنان.

وأخضع المنضمون "للسرايا اللبنانية" إلى دورات تدريبية عسكرية شملت المناورات والاختصاصات العسكرية المختلفة التي أدت إلى تأهيل العناصر كي يصبحوا "مقاتلين".

نفذت السرايا اللبنانية حتى تحرير الجنوب عام 2000، 282 عملية عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي وعملائه.

ومع إنجاز تحرير الجنوب اللبناني، ظنّ كثيرون أن الحزب قام بحل "السرايا اللبنانية"، لكن مجريات "حرب تموز عام 2006" أظهرت -بحسب مقربين من الحزب- "أن الصيغة لم تمت وأن كثيرين ممن شاركوا فيها كانوا بمثابة جيش احتياطي سرعان ما نزل إلى أرض المعركة".

وفي 18 يونيو/حزيران 2013 خرجت هذه السرايا إلى العلن من جديد بعد اشتباكات وقعت في صيدا جنوبي لبنان بين عدد من عناصرها وأنصار الشيخ أحمد الأسير، خلفت قتلى وجرحى.

المصدر : مواقع إلكترونية