مشعل يستبعد الحرب الأهلية وعباس يلوح بعزل القوة التنفيذية

خالد مشعل أكد أن الشعب الفلسطيني لن ينجر لحرب أهلية (الفرنسية)

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن حركته ستتحدى الشروط الغربية لفك الحصار عن الحكومة واصفا هذه الشروط بأنها ابتزاز، وأكد أن حماس سترفض الاعتراف بإسرائيل حتى إقامة دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار، كما استبعد نشوب حرب أهلية.

وفي مقابلة له مع وكالة رويترز للأنباء صرح مشعل الذي تقود حركته الحكومة الفلسطينية بأنه ليس على الحركة أو الفلسطينيين التحدث عن الاعتراف بإسرائيل التي قال إنها "موجودة كواقع" مبينا أن "هذا أمر واقع نشأ من ظروف تاريخية".

وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أنه ينبغي التحدث عن المطلب الفلسطيني والعربي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مشيرا إلى أن ذلك سيساهم في استقرار وسلام المنطقة.

ودعا مشعل إلى حوار فلسطيني غير مشروط لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤكدا أن حركته ستتمسك بإسماعيل هنية رئيسا لوزراء هذه الحكومة بعد أن فشلت جهود تشكيل حكومة وحدة من الكفاءات.

وأكد مشعل في المقابلة أن الشعب الفلسطيني سيمنع وقوع حرب أهلية، لكن ينبغي مواجهة الضغوط الخارجية.

وردا على سؤال عن تصريحات مشعل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف إن حماس قالت في الماضي إنها تريد محو إسرائيل من الخريطة وإنه لا توجد إشارة على أنها غيرت موقفها.

الحكومة الفلسطينية أنحت باللائمة على الاحتلال والغرب في توتير الساحة (الفرنسية)
الحكومة الفلسطينية أنحت باللائمة على الاحتلال والغرب في توتير الساحة (الفرنسية)

الحكومة والرئاسة
وفي هذا السياق حمل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الاحتلال الإسرائيلي و"الأطراف التي تحاصر الشعب الفلسطيني" مسؤولية الاحتقان الداخلي والتوتر والصراع في الأراضي الفلسطينية.
  
وأكد هنية في الاجتماع الأسبوعي لحكومته بغزة ضرورة تجنيب الشعب الفلسطيني أي صراعات فلسطينية. وشدد على أهمية ترسيخ لغة الحوار في حل الخلاف واستبعاد السلاح من لغة التخاطب.

كما حذر من أن حكومته لن تتوانى عن معاقبة العابثين بالأمن الداخلي وتقديمهم للعدالة. وجدد إصرار حكومته على العمل لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الشراكة السياسية على أساس وثيقة الوفاق الوطني.

من ناحية ثانية قال رفيق الحسيني مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن عباس في انتظار رد من وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام على قراره الداعي لدمج القوة التنفيذية في الأجهزة الأمنية من أجل تحديد كيفية التعامل معها.

وأضاف أن من بين الخيارات التي يدرسها الرئيس في حال عدم الموافقة على دمج القوة التنفيذية في الأجهزة الأمنية عزل عناصرها دون أن يتحدث عن تفصيلات.

وإضافة إلى ذلك أشار الحسيني إلى أن الرئيس محمود عباس مع بدء حوار وطني، لكن في إطار ما اتفقت عليه القوى الوطنية، وأضاف "إذا ما تعذر هذا الحوار فإن قرار الرئيس بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لا رجعة عنه.. وإذا ما فشل الحوار فالرئيس سيبحث الخيار المناسب".

مشعل تحدث لأول مرة عن اعتراف بإسرائيل بعد إقامة الدولة (رويترز)
مشعل تحدث لأول مرة عن اعتراف بإسرائيل بعد إقامة الدولة (رويترز)

وساطات ومطالبات بالوحدة
في سياق متصل رحب المتحدث باسم الحكومة غازي حمد بمبادرة الجامعة العربية لإرسال وفد إلى الأراضي الفلسطينية في محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية.
 
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس عن استعداده لإرسال وفد رفيع لتهدئة الاحتقان.

وفي القاهرة دعا وزيرا خارجية كل من مصر والأردن الفلسطينيين إلى توحيد الصف ووقف الاقتتال الداخلي، وذلك بعد القمة التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في القاهرة وتناولت إمكانيّة قيام البلدين باتصالات مباشرة مع الأطراف الفلسطينية لوقف التدهور الأمني في الأراضي الفلسطينية.

وتعقد هذه القمة قبل جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الشرق الأوسط مطلع الأسبوع المقبل.

وفي احتجاج فلسطيني على استمرار الاشتباكات بين حماس وفتح، اعتصم رئيس وأساتذة وموظفو وطلاب جامعة بيرزيت داخل الحرم الجامعي مطالبين بتحريم الدم الفلسطيني. وقد سبقت الاعتصام مسيرة دعت إليها التشكيلات الطلابية بمن فيها ممثلو حركتي فتح وحماس في الجامعة.

وردد المحتجون نداءات تدعو إلى أخذ زمام المبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وصيانة أهداف الشعب الفلسطيني.

كما أحيا نحو عشرين ألفا من أنصار حركة فتح في طولكرم الذكرى الثانية والأربعين لانطلاق الحركة وطالبوا ضمن مهرجان خطابي بصون الوحدة الوطنية ورفض محاولات ما سموه بالاستقطاب والتعدي على الشرعية وضرورة وقف الاقتتال الداخلي.

المصدر : الجزيرة + وكالات