"أوه نحن آسفون للغاية".. باسم يوسف يسخر من اعتذار إسرائيل عن قتل عمال الإغاثة

صورة للإعلامي المصري الساخر باسم يوسف من مقطع فيديو بثه على صفحته بموقع فيسبوك
يعد مقدم البرامج المصري الأميركي باسم يوسف أحد أبرز الأسماء الناقدة لإسرائيل في الإعلام الغربي (مواقع التواصل الاجتماعي)

أثار ظهور الممثل ومقدم البرامج المصري باسم يوسف على قناة "سي إن إن" الأميركية أمس السبت ردود فعل داعمة على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ ظهر مرتديا الكوفية الفلسطينية، وسخر من اعتذار إسرائيل عن قتل عمال الإغاثة التابعين لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في غزة.

المذيعة الأميركية الشهيرة كريستيان أمانبور سألت يوسف "لديك عائلة في غزة، عائلة زوجتك، أصهارك هناك، أليس كذلك؟ أخبرني هل يمكنك التحدث معهم؟"، فأجابها ساخرا "نعم، وكما تعلمين، يمكننا أن نسمع في أي لحظة سقوط قنبلة، ولكن لا بأس لأن إسرائيل ستعتذر، أنا متأكد، كما تفعل عادة".

وأضاف "أعني أنني كنت سعيدا جدًا بالاستماع إلى اعتذارهم الصادق عن قتل الأشخاص من المطبخ المركزي العالمي. يا إلهي، حجم الألم الذي عليهم أن يمروا به. أعني أنه حتى أحد المتحدثين باسمهم نشر على تويتر قائلا: "انظروا ما أجبرتني حماس على فعله"، وكأن الأمر مثير للاهتمام".

وتابع "ما يثير الاهتمام بالنسبة لي هو الغضب، الصرخة العالمية، إنها مثل: "أوه! كيف يمكنك أن تفعلي ذلك يا إسرائيل؟"، لكننا ننسى.. ننسى جيمس ميلر، المخرج البريطاني الذي قُتل أيضا على يد قناصة إسرائيليين. ننسى توم هارتلاند، وكان أيضا ناشطا بريطانيا قُتل بالتصويب في رأسه. وننسى شيرين أبو عاقلة المراسلة الفلسطينية الأميركية".

وختم الإجابة بقوله "والأمر في كل مرة: أوه، حماس فعلت ذلك. لقد فعلناها، نحن آسفون للغاية. ولن تكون هناك أي مساءلة على الإطلاق عما فعلوه في غزة خلال الأشهر الستة الماضية. هذا ما يؤلمني".

وعندما سألت أمانبور "ألا تعتقد أن النبرة تتغير نظرا لارتفاع عدد القتلى في غزة؟"، رد الإعلامي المصري الأميركي "قليلا، لكنه غضب أدائي، مثلما يقرأ العالم غاضبا جدا عن قيام إسرائيل بقتل العمال السبعة. وكما تعلمين، نحن نتحدث عن ذلك، ولكني أجد أن الغضب من قتل 7 عمال أجانب أكبر من الغضب من قتل 30 ألف فلسطيني. هل تذكرين عندما كان قتل 3 آلاف فلسطيني كثيرا جدا. أتعلمين ما حدث؟ كما تعلمين، إذا قتل 300 ألف فلسطيني غدا فلن يهتم أحد. لن يهتم أحد. الأرقام لا تعني شيئا".

وكان الجيش الإسرائيلي استهدف قافلة "المطبخ العالمي" بمدينة دير البلح (وسط قطاع غزة) الاثنين الماضي، مما أسفر عن مقتل 7 أجانب يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى فلسطين.

وأثار الهجوم انتقادات دولية متزايدة بما فيها من دول تعد حليفة لإسرائيل مثل بريطانيا، وذهبت إسبانيا أبعد من ذلك حيث قالت إنه على الاتحاد الأوروبي مراجعة علاقاته مع إسرائيل إذا ثبت انتهاكها لحقوق الإنسان في حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ 6 أشهر.

من جانبه، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن القصف "لم يكن مقصودا"، مدعيا أن "هذا يحدث في أوقات الحرب، ونحن نفحص ذلك بشكل كامل ونجري اتصالات مع الحكومات المعنية وسنفعل كل شيء كي لا يتكرر".

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الضربة "خطأ جسيم ما كان يجب أن يحدث"، متحدثا عن "خطأ في تحديد الأشخاص" في "ظروف معقدة للغاية"، في حين أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق".

شبكات التواصل تتفاعل مع سخرية يوسف

وأثارت سخرية باسم يوسف من اعتذار إسرائيل تفاعلات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فأشاد كثيرون بموقفه المؤيد للفلسطينيين.

وقال كينيث روث المدير التنفيذي السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في تعليقه على المقابلة "ما الذي يجعل الغضب العالمي إزاء مقتل 7 من عمال المطبخ المركزي العالمي أكبر من مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة"، معلقا بقوله "حياة الفلسطينيين لا تهم".

وعلقت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالصحة الدكتورة تلالينغ موفوكينغ "تذكروا كلامي. ستكون هناك محاسبة على هذه الإبادة الجماعية. وسوف يصدم الإمبرياليون البيض الساديون الفاسدون والمستعمرون والمتعاطفون معهم. عندما أقول هذا أرجوكم صدقوني، سيأتي التحرير والتعويض. سيأتي. دعها تتوقف".

من جانبه، قال المدون ريان أندرسون "إن الصمت المستمر والإفلات من العقاب الذي يحيط بأعمال العنف في غزة غير مقبول، إننا نقف مع باسم يوسف وجميع المتضررين، ونطالب بوضع حد لدوامة الظلم وحماية حقوق الإنسان".

وعلق المدون خالد منهاس بقوله "إن الإبادة الجماعية الفلسطينية ليست قصة عربية، إنها مأساة إنسانية فقط إذا كنا على استعداد للتعلم ونصبح بشرا".

في حين أشاد المدون حسين السيد بحديث باسم قائلا "أبدعت في وصّف المأساة والواقع بطريقة كوميدية".

باسم يوسف مع بيرس مورغان

وكان باسم يوسف أثار جدلا كبيرا بعد سخريته من "إنسانية" الجيش الإسرائيلي في لقائه مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان خلال برنامج "غير خاضع للرقابة" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقتها قال باسم في مستهل حديثه "في الأيام الأخيرة فقدنا أنا وزوجتي التواصل مع أهلها في غزة، فهي فلسطينية، لكن لا داعي للقلق نحن اعتدنا ذلك، اعتدنا أن يتم إنهاء حياة الناس هناك ثم يتم تهجيرهم، فهذا أمر معتاد، ولكن في الحقيقة هم لا يموتون ويستمرون في العيش.. أعلم ذلك جيدا لأنني متزوج من واحدة. أنا نفسي حاولت إنهاء حياتها عدة مرات وفشلت".

ليرد عليه مورغان قائلا "أتفهم دعابتك السوداء يا باسم" ليرد باسم "لا لا ليست دعابة، فهي حقيقة لقد حاولت التخلص من زوجتي عدة مرات، ولكن في كل مرة كانت تستخدم أولادنا كدرع حامٍ لها، فهو ما يفعله الفلسطينيون بحسب وسائل إعلامكم.. صحيح! فالعلاقة مع إسرائيل مثل علاقة مع سيدة نرجسية تؤذي بوحشية ثم تبكي وتصرخ وتلومك".

وأضاف باسم "قالوا إن إسرائيل هي القوة العسكرية الوحيدة في العالم التي تحذر المدنيين قبل قصفهم كم هو لطيف وسخيف منهم، لأنه بهذا المنطق، إذا بدأت القوات الروسية في تحذير الأوكرانيين قبل قصف منازلهم، فإننا سنكون هادئين مع بوتين، أليس كذلك؟".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي