العالم يحتفل بـ"ساعة الأرض" بإطفاء الأنوار وإضاءة الشموع

أكثر من 180 دولة ومنطقة شاركوا في الاحتفال بساعة الأرض بإطفاء الأنوار وإضاءة الشموع
أكثر من 180 دولة ومنطقة شاركت الاحتفال بساعة الأرض بإطفاء الأنوار وإضاءة الشموع (مواقع التواصل)

خيّم الظلام على المعالم البارزة في مختلف أنحاء العالم -أمس السبت- بمناسبة الاحتفال بـ"ساعة الأرض" الذي تتبناه منظمة الصندوق العالمي للطبيعة (دولية غير حكومية) السبت الأخير من مارس/آذار سنويا، حيث تطفأ الأنوار لمدة ساعة بهدف لفت الانتباه لضرورة المحافظة على البيئة في مواجهة التغير المناخي.

ونشرت المنصة الرسمية لمبادرة "ساعة الأرض" منشورا -اليوم على منصة "إكس"- قائلة "شكرًا لجميع داعمينا في جميع أنحاء العالم من أكثر من 180 دولة ومنطقة الذين قدموا بشكل جماعي أكثر من 1.4 مليون ساعة (وما زال العدد في ازدياد) لكوكبنا، مما أدى إلى إنشاء أكبر ساعة بالأرض حتى الآن".

وفي منشور آخر، ناشدت المبادرة آخرين إلى المشاركة العام المقبل قائلة "نتحد من أجل وطننا المشترك مرة أخرى ونلهم العالم ليفعل الشيء نفسه. وحتى ذلك الحين، دعونا نجعل لكل ساعة أهمية ونواصل العمل معًا لتشكيل مستقبل أكثر إشراقًا للناس ولكوكبنا".

وانطفأت الأنوار كجزء من حركة عالمية تشجع الدول على إطفاء أنوارها الساعة 08:30 مساء بالتوقيت المحلي -لمدة ساعة- للفت الانتباه إلى قضايا الخسائر التي تلحق بالطبيعة وتغير المناخ.

وشاركت في فعاليات "ساعة الأرض" معالم بارزة في جميع أنحاء العالم مثل "عين (عجلة) لندن" ومتاحف تيت الأربعة في لندن وليفربول وكورنوال والقصور الملكية التاريخية وقصر باكنغهام، ومبنى الكرملين في العاصمة موسكو، ودار أوبرا سيدني في أستراليا، وبوابة براندنبورغ في برلين.

كما شارك برج إيفل في العاصمة باريس وسور الصين العظيم وبرج بيزا المائل في إيطاليا، ومبنى الكولوسيوم في روما، ومبنى إمباير ستيت في نيويورك، ومبنى أرشيف الدولة الكرواتية في زغرب، وبرج خليفة في الإمارات وجامع المنارة الحمراء في إسطنبول، ومجمع سولت غالاتا الثقافي الذي يقع بالمقر القديم للبنك العثماني.

كما شاركت معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، في دولة قطر، في الحدث العالمي، بإطفاء الإضاءة في عدد من مبانيها من الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساء.

وانطلقت الحملة هذا العام من نيوزيلندا، وذلك بإظلام المعالم الأثرية في أوكلاند، بما في ذلك برج سكاي تاور وجسر هاربور ومباني البرلمان في ولنغتون.

وسبق الاحتفال دعوات ناشطين ومنصات على مواقع التواصل للمشاركة في الاحتفال بتجهيز الشموع، وعدم استخدام الطاقة خلال "ساعة الأرض".

وحثت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، المدير التنفيذي للبرنامج الأممي للبيئة إنغر أندرسن الجميع على الانضمام للحملة، قائلة في منشور على منصة "إكس" إن كوكبنا "هو وطننا الوحيد. في #ساعة_الأرض هذه، انضممت إلى ملايين الآخرين في جميع أنحاء العالم للاحتفال بكوكبنا، كوكب يجب أن نحميه. عندما نطفئ أضواءنا، فإننا نربط البشرية من أجل مستقبل أكثر إشراقًا".

وفي ألمانيا، إلى جانب تسليط الضوء على القضايا البيئية، سعى الحدث إلى التعليق على المناخ السياسي، وقالت فيفيان راداتز رئيسة شؤون المناخ في الصندوق العالمي للطبيعة "روح العصر الحالية متوترة. الأزمات والصراعات والحروب تبقي الناس منشغلين للغاية".

وأضافت "هذا العام، نريد استخدام ساعة الأرض كلحظة لبعضنا البعض.. لكوكبنا، ونظهر أننا متحدون بأن نقف من أجل المزيد من حماية المناخ والاحترام المتبادل والديمقراطية. إظلام النصب التذكاري هذا العام كان وسيلة لاتخاذ موقف ضد التحول إلى اليمين وما يرتبط به من إنكار للكوارث المناخية".

ووفقا للحملة، تم منح أكثر من 410 آلاف ساعة لكوكب الأرض العام الماضي من قبل مؤيدين في أكثر من 190 دولة ومنطقة.

مبادرة "ساعة الأرض"

بدأت مبادرة "ساعة الأرض" عام 2007 في أستراليا، وشهدت قيام شوارع بأكملها ومبان ومعالم ومبان شاهقة، بإطفاء الأنوار.

وحدد موعد هذا الحدث العالمي السبت الأخير من كل شهر لأنه يوم قريب من الاعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه الليل والنهار، لضمان مشاركة معظم مدن العالم في وقت متقارب من الليل، إذ تنتقل "ساعة الأرض" عبر المناطق الزمنية على التوالي.

وفي "ساعة الأرض" تطفأ الأنوار بالمنازل، وتستخدم المطاعم شموعا للإضاءة، وتقوم إدارات أشهر المعالم السياحية والأثرية في العالم بإطفاء أضوائها.

وعام 2009، كانت دبي أول مدينة عربية تشارك بهذا الاحتفال العالمي، تبعتها مدن عربية مثل الرياض والكويت.

ويقول الصندوق العالمي للطبيعة إنه استطاع منذ العام 2007 تعبئة شركات ومنظمات وحكومات ومئات الملايين من الأفراد في أكثر من 7 آلاف مدينة في أكثر من 170 دولة للتحرك باتجاه مستقبل أكثر استدامة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي