حملة لمطاردة "وحش نيسي" في بحيرة أسكتلندية.. ما حقيقة المخلوق الأسطوري؟

Loch Ness monster hunters join largest search of Scottish lake in 50 years
إطلاق أكبر عملية مطاردة لأسطورة "نيسي" وحش بحيرة لوخ نيس في أسكتلندا (الصحافة الأجنبية)

يترقب عشرات المتطوعين من الصيادين من مختلف أنحاء العالم -اليوم الأحد- نتائج حملتهم في البحث عن "نيسي"، وحش بحيرة لوخ نيس الشهيرة في منطقة المرتفعات الأسكتلندية، الذي يعتقد كثيرون أنه مجرد أسطورة.

وحسب وسائل إعلام بريطانية، فإن حملة المطاردة التي بدأها الصيادون أمس السبت، والتي تستمر لمدة يومين، تجري تحت إشراف مركز لوخ نيس للزوار إلى جانب فريق البحث التطوعي "لوخ نيس إكسبلوريشن".

وتعد عملية مطاردة وحش "نيسي" -التي تجري في 17 موقع رصد حول البحيرة- هي الأكبر على الإطلاق منذ أكثر من 50 عاما.

وتشمل حملة البحث عالية التقنية طائرات من دون طيار مزودة بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حيث ستحلّق فوق البحيرة، وإبحار قوارب مزودة بتكنولوجيا خاصة، مثل سماعات ترصد الأصوات غير العادية تحت الماء في بحيرة لوخ نيس.

وكان مصطاف يدعى ستيف فالنتين زعم -الأربعاء الماضي- أنه رصد وحش بحيرة لوخ نيس في أثناء رحلة عائلية للتعرف على المخلوق الأسطوري على متن قارب في بحيرة المرتفعات الأسكتلندية، بالقرب من إينفيرنيس.

وقال فالنتين إنه ذهل في أثناء رحلة العودة عندما رأى شكلا أسود غامضا في الماء عند الواحدة ظهرا تقريبا، مرجحا أنه رأى وحش بحيرة لوخ نيس المعروف باسم "نيسي".

وأضاف: "حدث ذلك عندما كنا عائدين إلى الرصيف بالقرب من قلعة أوركهارت. لقد فقدت الرؤية عندما انقلب القارب، لكنني تمكنت من التقاط صورة سريعة من مسافة بعيدة".

وتعد هذه رابع رؤية مزعومة عام 2023 للوحش المخيف في التراث الأسكتلندي.

وقالت ميغان روف، مديرة التسويق في مركز بحيرة لوخ نيس، إن "عملية البحث بدأت من مركز البحيرة الذي يقع في فندق درومنادروتشيت القديم، لأن هذا هو المكان الذي تمت فيه رؤية المخلوق الأسطوري لأول مرة في الثلاثينيات".

عضو في مكتب تحقيقات بحيرة لوخ نيس يقوم بإعداد كاميرا لالتقاط صورة للوحش الأسطوري عام 1966 (غيتي)

وعندما سُئلت عن سبب انجذاب كثيرين إلى هذا المخلوق الأسطوري، قالت روف "أعتقد أنه الغموض أولا. وثانيا، حقيقة أن نيسي يبدو موضوع خلافٍ حقيقي، فحتى آلاف الأشخاص الذين يؤمنون بوجوده لا يتفقون على ماهية ذلك المخلوق الأسطوري".

من جانبه، قال فريزر كامبل، مدير مجموعة "كوبس" التي تمتلك فندق درومنادروتشيت الجديد، إن "الاهتمام المتجدد بأسطورة الوحش كان له أثر لا يصدق؛ إذ ارتفعت الحجوزات خلال موسم هذا الصيف".

وأضاف كامبل أن "عمل الفنادق وأماكن جذب الزوار معا هو الطريقة التي سنتمكن بها من البقاء على قيد الحياة، إذ لا تزال المرتفعات تعاني التأثير المشترك لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانخفاض عدد السكان وأزمة تكلفة المعيشة".

وتابع "المنطقة لديها ما تقدمه أكثر بكثير من مجرد وحش أسطوري. في أحد الأطراف، لدينا أعلى جبل في المملكة المتحدة، وفي الطرف الآخر، لدينا أكبر مناطق المياه العذبة؛ إنه مكان رائع وكل موسم مختلف".

أما المدير العام لمركز بحيرة لوخ نيس، بول نيكسون، فقال بدوره إن "جزءا من الجاذبية الدائمة لقصة وحش بحيرة لوخ نيس هو إمكانية الوصول إليها. يمكنك حرفيا الوقوف بجانب البحيرة وتكون جزءا منها".

القديس كولومبا مروض الوحش

وترجع الأساطير المحيطة بالوحش في البحيرة الشاسعة إلى زمن القديس كولومبا الذي قيل إنه روض الوحش بعد ما اختطف أحد خدامه عام 565 ميلادية.

وعام 1933، زعمت ألدي ماكاي، مديرة فندق درومنادروتشيت، أنها شاهدت "وحشا مائيا" في بحيرة لوخ نيس، وبدأت منذ ذلك الحين صناعة الأسطورة الحديثة عن الوحش "نيسي".

واعترفت ماكاي لاحقا بأنها كانت على علم بالأسطورة القديمة حول وجود "وحش" بالقرب من البحيرة قبل وقت طويل من رؤيتها المزعومة.

وعلى مدار سنين، سعى العلماء والهواة إلى العثور على دليل على وجود سمكة كبيرة مثل سمك الحفش الذي يعيش في البحيرة التي يبلغ عمقها 230 مترا (755 قدما)، أو حتى الزواحف البحرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ مثل البليزوصور، لكن دون جدوى.

ويعتقد -على نطاق واسع- أن كثيرا من الأدلة المزعومة التي تدعم وجود الوحش نيسي فقدت مصداقيتها، وأن الوحش مجرد أسطورة مستوحاة من التراث الأسكتلندي الذي يزخر بالمخلوقات المائية الأسطورية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية