مدرج على قائمة التراث في العالم الإسلامي.. "قصر نايف" أحد أبرز المعالم التراثية في الكويت

قصر نايف يعد أحد أهم المعالم التراثية في الكويت (الجزيرة)
قصر نايف يعد أحد أهم المعالم التراثية في الكويت (الجزيرة)

الكويت- ما أجمل عبق التاريخ وروعة التراث، التي تعيد إلينا ذكريات الأصالة وتذكرنا بأجمل معاني الثبات والشموخ، وتبقى راسخة في الوجدان لتتناقلها الأجيال، بهذه الكلمات وصف رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد غازي عبد الجليل "قصر نايف" الكائن في قلب الكويت العاصمة.

قصر نايف أحد المعالم التراثية في الكويت ويتميز بأسواره العالية وأبوابه الخشبية وساحته الكبيرة وأقواسه التي تزين المكان، لتتحدث كل زواياه عن تاريخ أضحى القصر معه معلما تاريخيا وتراثيا إسلاميا بكل صوره.

ويبقى قصر نايف شاهدا حيا يروي للأجيال المتعاقبة حقبة زاخرة تزيد على قرن من الزمن، كما يتعهد القصر بأهميته التاريخية والتراثية كأحد أهم القصور في العالم الإسلامي، فعلى مساحة تقدر بـ28 ألفا و802 متر مربع يتصدر قصر نايف منطقة (القبلة) في قلب العاصمة الكويت على صيهد نايف الذي استمد اسمه منه آخذا شكلا مربعا تحيط به 219 غرفة متفاوتة المساحات.

ويشتمل القصر على فناء واسع يسمح بالتجمعات البشرية كما يتضمن مسجدا في الزاوية الشمالية بجانب بئر ويمكن مشاهدة الرواق الطويل في الجانبين الشمالي والشرقي على شكل أقواس وأعمدة على غرار القصور ذات المعمار الإسلامي القديم.

رغم ترميم القصر إلا أنه حافظ على الشكل المعماري القديم (الجزيرة)
رغم ترميم القصر فإنه حافظ على الشكل المعماري القديم (الجزيرة)

قائمة التراث

واستحقاقا لذلك حاز القصر مكانته التاريخية والتراثية بإدراجه على قائمة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) خلال انعقاد الاجتماع العاشر للجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة للمنظمة في الرباط مطلع شهر يوليو/تموز الماضي.

وفي هذا الإطار، قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد غازي عبد الجليل في تصريح للجزيرة نت إن تاريخ بناء القصر يرجع إلى ما يزيد على 100 عام إذ بدأ بناؤه عام 1919 وأنجز في العام التالي في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح الحاكم التاسع لدولة الكويت (1864 – 1921)، وكان القصر مجاورا لسور الكويت الثالث من الناحية الجنوبية.

وأضاف عبد الجليل أن الداخل لهذه المنطقة يشاهد قصر نايف الذي تم بناؤه على ارتفاع تلة مرتفعة (صيهد نايف)، ومن هنا جاءت تسمية قصر نايف من النيف والارتفاع، والمعروف في اللهجة الكويتية أن كلمة نايف تعني (العالي).

وأوضح رئيس الجمعية الكويتية للتراث أن قصر نايف شيد على يد البناء أحد أمهر البنائين في هذا العصر ويدعى محمد سليمان البحوه هو من صممه وبناه وتم تشييده بالبداية بالطين ثم في مرحلة لاحقة تم تطويره بالإسمنت والطابوق تحديدا بداية من عام 1950م.

تقام في القصر احتفالات إطلاق مدفع رمضان بشكل يومي في الشهر الكريم (الجزيرة)
في القصر تقام احتفالات إطلاق مدفع رمضان بشكل يومي في الشهر الكريم (الجزيرة)

قيمة حضارية

بدوره، قال الكاتب الكويتي والباحث في التراث دكتور عادل عبد المغني في تصريح للجزيرة نت إن قيمة القصر الحضارية الاستثنائية التي تجلت بأصالته من حيث الشكل والتصميم الإسلامي ومواد البناء المستخدمة فيه كالطين البحري وخشب المانجروف المعروف محليا بخشب (الجندل)، أسهمت في إدراجه على قائمة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

وأوضح الباحث في التراث الكويتي في تصريح للجزيرة نت أن التصميم المعماري راعى إنشاء غرف على طول محيط القصر وقد استخدمت على مر الزمان منذ إنشائه عام 1919 وحتى الآن كإدارة للأمن العام ثم كمقر لمحافظة العاصمة ولجهاز معالجة أوضاع غير محددي الجنسية.

تبلغ مساحة القصر (الجزيرة)
مساحة القصر تبلغ نحو 29 ألف متر مربع (الجزيرة)

وأشار إلى أن ما يميز قصر نايف شعبيًا، دكاكين المهن الكويتية التقليدية والتي بنيت على الطراز القديم في الضلع الأيسر للقصر، ومنها دكان الحلاق والخواص، والمعادن الخفيفة، والقوارب الصغيرة، والأقمشة، والحلوى، إضافة إلى انطلاق مدفع الإفطار في شهر رمضان من ساحته وسط تجمع للصغار والكبار الذين يفطرون بداخله وسط أجواء الفرحة بالشهر القديم والعادات الأصيلة.

واختتم عبد المغني تصريحه قائلا: "كانت الكويت تواجه العديد من التهديدات الإقليمية واستخدم القصر لعدة أغراض منها كمديرية للأمن العام، التي تولى إدارتها الشيخ عبد الله المبارك الصباح والشيخ عبد الله الأحمد الصباح رحمهما الله، كما استخدم جزء من القصر كمخازن للأسلحة والذخيرة ومهاجع للحراس والمحاربين".

المصدر : الجزيرة