لماذا أصبحت "الخارجة" أول مدينة صديقة للبيئة في مصر؟

مدينة الخارجة أعلى حصة للفرد من المساحة الخضراء- مواقع التواصل الاجتماعي
وزيرة البيئة: عملية التقييم التي تمت لإعلان مدينة "الخارجة" صديقة للبيئة راعت الاحتياجات الأساسية للإنسان (مواقع التواصل)

القاهرة- أعلنت وزارة البيئة المصرية اختيار مدينة الخارجة (عاصمة محافظة الوادي الجديد) أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ في البلاد، بالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي.

وأوضحت الوزارة -في بيان لها أصدرته مطلع الأسبوع الجاري- إيفاد لجنة متخصصة للوقوف على الحالة البيئية للخارجة (جنوب غربي البلاد)، ودراسة مقومات إعلانها أول مدينة صديقة للبيئة.

وقالت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد "إن عملية التقييم التي تمت لإعلان المدينة صديقة للبيئة راعت الاحتياجات الأساسية للإنسان من استخدامات مياه الشرب والصرف الصحي والطاقة وترشيد استخدام الموارد الطبيعية".

صور1 وزيرة البيئة خلال جولة تفقدية في مدينة الخارجة- مواقع التواصل الاجتماعي
وزيرة البيئة أثناء جولة تفقدية في مدينة الخارجة (مواقع التواصل)

وأشارت الوزيرة -خلال جولة تفقدية للخارجة الأحد الماضي- إلى استخدام وزارة البيئة معدات لرصد نوعية الهواء والمياه والضوضاء بالمدينة على مدار 6 أشهر، مؤكدة أنها بالفعل مطابقة لكل المعايير المقررة، وتعد نموذجا مثاليا للسياحة البيئية.

تبلغ مساحة مدينة الخارجة 8.6 كيلومترات مربعة، بنسبة 19.6% من إجمالي مساحة الوادي الجديد، ويقطنها نحو 95 ألف نسمة، يمثلون 39.6% من سكان المحافظة، وتشتهر بصناعة التمور والخزف.

لماذا الخارجة؟

حسب مسؤولين حكوميين، فإن ثمة مجموعة من العوامل أهّلت مدينة الخارجة لتصبح أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ في مصر، مثل:

  • عدم وجود أي مصادر للتلوث الصناعي، حيث لا توجد مصانع بالمدينة سوى لتعليب التمر.
  • ارتفاع متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء؛ بمعدل 9.5 نخلات لكل فرد، ومن المحاصيل الحقلية 520 مترا مربعا، ومن الأشجار المنتجة 18 مترا مربعا، كما يبلغ نصيب الفرد الواحد في الأرض 500 متر مربع.
  •  تعتمد الخارجة على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة (الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي) في المنازل والمنشآت الحكومية ودور العبادة وفي إنارة الشوارع وفي استخراج المياه من آبار الري.
  • لا تتعدى نسب الضوضاء في المدينة على مدار اليوم الحدود المسموح بها في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994.
  • توجد حارات ومساحات مخصصة للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى تشجيع وسائل النقل الجماعي.
  • توجد محطات لرصد نوعية الهواء تابعة لمديرية الشؤون الصحية، ومعامل حديثة لمراقبة نوعية المياه تابعة لوزارة الموارد المائية والري، وأجهزة رصد الضوضاء تابعة لإدارة شؤون البيئة بالمحافظة.
  • تحتوي على كافة خدمات الصرف الصحي ومعالجته.
  • يتم فصل المخلفات في المدينة وإعادة تدويرها، بما فيها مخلفات الطعام واستخدامها في صناعة أسمدة للزراعة.
  • التوجه نحو التخلي عن استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام تحت شعار "مدينة خالية من البلاستيك"، وفي ذلك تم إنشاء وحدة للصناعات الورقية تنتج الأكواب والأكياس الورقية.
  • على مدار 3 أعوام الماضية تم تنفيذ العديد من مشروعات التشجير، وتضمنت تشجير الطريق المؤدي لمطار المدينة بطول 11 كيلومترا بنحو 7 آلاف شجرة، وإنشاء مشتل على مساحة 5 أفدنة ويضم 30 ألف شتلة متنوعة.
  • إطلاق مبادرة زراعة أسطح المباني التي تستهدف تلطيف حرارة الطقس وتحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء وتوفير فرص عمل للسيدات وتعليم الأطفال والنشء أهمية الزراعة.
  • تم تخصيص منطقة حرفية على بعد كيلومترين من المدينة بمساحة 59 فدانا، وتم نقل جميع الورش والأنشطة الملوثة للبيئة خارج الكتلة السكنية.
    وزيرة البيئة خلال جولة تفقدية في مدينة الخارجة- مواقع التواصل الاجتماعي
    وزيرة البيئة تؤكد أن "الخارجة" تعد نموذجا مثاليا للسياحة البيئية (مواقع التواصل)

مخلفات النخيل

وتستعد الهيئة العربية للتصنيع لإنشاء مصنع متخصص في استخدام مخلفات النخيل وسعفه لإنتاج ألواح خشبية مضغوطة بمدينة الخارجة.

وأكد رئيس الهيئة العربية للتصنيع عبد المنعم التراس أن المشروع يعد الأول من نوعه في العالم، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في تصنيع الخشب المضغوط.

وأضاف -في تصريحات على هامش مشاركته في فعاليات اجتماع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية السبت الماضي- أن الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد ستصل إلى 100 ألف متر مكعب من ألواح الخشب سنويا، مشيرا إلى الفوائد الاقتصادية والبيئية للمشروع.

وأوضح التراس أن مصر تستورد سنويا نحو 500 ألف متر مكعب من الخشب بقيمة 350 مليون دولار.

وتمتلك مصر نحو 15 مليون نخلة، منها 2.5 مليونا في محافظة الوادي الجديد، وتعد الأولى في إنتاج التمور بإجمالي 1.6 مليون طن سنويا.

شرم الشيخ خضراء

في سياق متصل، تم توقيع وثيقة مشروع "شرم الشيخ مدينة خضراء"، الاثنين الماضي، وهو مشروع ممول من مرفق البيئة العالمية، وينفذه جهاز شؤون البيئة بالتعاون بين وزارة الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

وقالت وزيرة البيئة -على هامش حفل توقيع الوثيقة- إن المشروع يستهدف تحويل شرم الشيخ (أكبر مدن محافظة جنوب سيناء) إلى مدينة سياحية مستدامة بيئيا ومتكاملة بتكلفة تقدر بنحو 7 ملايين دولار.

وأضافت أنه سيتم وضع إستراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة بشرم الشيخ عبر تبني مزيد من التقنيات منخفضة الكربون، والممارسات الجيدة لإدارة المخلفات، ومزيد من الحماية المُعززة لقوام رأس المال الطبيعي الخاص بالمدينة.

ومن المقرر أن تستضيف شرم الشيخ مؤتمر تغير المناخ (cop27) في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

 

المصدر : الجزيرة