صدق أو لا تصدق.. الكلاب تستطيع التفريق بين اللغات المختلفة

اكتشف الباحثون أن أدمغة الكلاب تستطيع التمييز بين اللغات بعد أن لاحظوا أنماط نشاط مميزة في أدمغتها خلال مقارنة استجابتها للمقاطع اللفظية وغير اللفظية.

وفي تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" (Independent) البريطانية، قال الكاتب توم باتشلور إن دراسة توصلت إلى أن الكلاب يمكنها التمييز بين اللغات المختلفة، إذ وجد الباحثون في المجر أن هذه الحيوانات تظهر أنماط نشاط دماغية مختلفة اعتمادا على ما إذا كانت تسمع لغة مألوفة أو غير مألوفة. 

قصة "الأمير الصغير"

وقال مؤلفو الدراسة إن هذه الاستجابة تعد أول دليل على أن الدماغ الحيواني يمكنه التفريق بين لغتين، وذلك بعد إجراء اختبار على 18 كلبًا أثناء استلقائها بلا حراك تحت ماسح ضوئي للدماغ، في وقت قرِئت فيه عليها مقتطفات من قصة "الأمير الصغير" باللغتين الإسبانية والمجريّة. وجميع الكلاب المشاركة في البحث سمعت إحدى اللغتين فقط من قبل أصحابها قبل هذه التجربة.

وعُرضت عليها أيضًا مقاطع مشوشة من القصة نفسها لمعرفة ما إذا كانت قادرة على اكتشاف الفرق بين المقاطع اللفظية وغير اللفظية.

لاحظ الباحثون أنماط نشاط مميزة في أدمغة الكلاب عندما قارنوا استجاباتها للغات المختلفة. وعلى وجه التحديد، وجدوا أنماط نشاط مميزة في القشرة السمعية الأولية للكلاب.

ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن أدمغة الكلاب تستجيب بشكل أكبر مع المقاطع اللفظية مقارنة بغير اللفظية.

التمييز بين الإسبانية والمجرية

إلى جانب القدرة على التمييز بين اللغات، يمكن لأدمغة الكلاب أيضًا التمييز بين اللغتين الإسبانية والمجرية، ولوحظت أنماط النشاط اللغوي في القشرة السمعية الثانوية. وقد تفاجأ الباحثون عندما اكتشفوا أنه كلما كان الكلب متقدما في السن، كان دماغه أكثر قدرة على التمييز بين اللغة المألوفة وغير المألوفة.

قامت لورا كوايا، من مؤلفي الدراسة، بإدراج كلبها الذي يُدعى "كون كون" في قائمة الكلاب المشاركة في الدراسة. وقالت إنها تكلمت مع كلبها من قبل باللغة الإسبانية فقط. لذلك كانت تتساءل عما إذا كان "كون كون" قد لاحظ أن الناس في بودابست يتحدثون لغة مختلفة، وهي المجرية.

وأضافت "نعلم أن الناس، وحتى الأطفال الرضع قبل النطق، يستطيعون التمييز بين اللغات. ولكن ربما لا تهتم الكلاب لذلك. وبعد كل شيء، نحن لا نقوم قط بتعليمها خصائص كل لغة. وقد صممنا دراسة تصوير الدماغ لاكتشاف ذلك".

أدمغة الكلاب تكتشف طبيعة الصوت

وحسب راؤول هيرنانديز بيريز، مؤلف مشارك في الدراسة، "يمكن لأدمغة الكلاب التمييز بين اللغات المألوفة وغير المألوفة. ولكن الآلية الكامنة وراء هذه القدرة على التفريق بين اللغات قد تكون مختلفة عن البشر. في حين أن أدمغة البشر مصممة لفهم الكلام، فإن أدمغة الكلاب ببساطة تكتشف طبيعة الصوت".

وأوضح بيريز أن "كل لغة تتميز بمجموعة متنوعة من النظم السمعية. وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه خلال حياتها مع البشر، ترصد أدمغة الكلاب الانتظام السمعي للغة التي تتعايش معها".

ووفقا لقائد الدراسة أتيلا أنديكس فإنها "أظهرت لأول مرة أن الدماغ غير البشري يمكنه التمييز بين لغتين. وهو أمر مثير، لأنه يكشف أن القدرة على التعرف على النظم اللغوية لا تقتصر على الإنسان. مع ذلك، لا نعرف ما إذا كانت الكلاب فقط تتميز بهذه القدرة عن غيرها من المخلوقات".