بالفيديو.. شهر رمضان متنفس لبعض الشباب الأردنيين من خلال بيع العصائر بالطرقات

أكد أبو سعد على تلاشي ثقافة العيب في المجتمع الأردني، في ظل تدهور الظروف الاقتصادية في البلاد.

شرق العاصمة الأردنية عمّان، يفرش نديم أبو سعد (29 عاما) بسطته في الشارع الرئيسي بمنطقة ضاحية الياسمين، كي يبيع العصائر الرمضانية المتعارف عليها، مثل الكركديه والتمر الهندي والليمون والنعناع.

لا يحتاج بيع العصير إلى لباس تقليدي وإبريق نحاسي كما في السابق. وبحسب نديم، "الحاجة أم الاختراع"، فبعد أن أصبح من دون وظيفة على إثر جائحة كورونا، لم يدخر جهدا في البحث عن وظائف مؤقتة خارج مجال دراسته (إدارة الفنادق)، ليكسب قوت يومه ويساعد في مصروف عائلته.

نديم أبو سعد يجهز العصائر الرمضانية للبيع ومنها الكركديه والتمر الهندي والليمون والنعناع (الجزيرة)

مهن وحرف مؤقتة

يضيف أبو سعد للجزيرة نت، أن معظم أصدقائه من حمَلة الشهادات فقدوا وظائفهم بسبب الجائحة، وجميعهم يعملون بمهن وحرف مؤقتة، في محاولة منهم لسد حاجتهم للمال وتدبير شؤون حياتهم.

ويقول أبو سعد "الشغل مش عيب"، مدافعا عن فكرة وقوفه على بسطة في الشارع العام بالرغم من كونه متعلما، ويؤكد على تلاشي ثقافة العيب في المجتمع الأردني، في ظل تدهور الظروف الاقتصادية في البلاد.

العصائر الرمضانية المتعارف عليها مثل الكركديه والتمر الهندي والليمون والنعناع مصدر رزق للشباب (الجزيرة)

بسطة محلل رياضي

ويحلم أبو سعد بحصوله على وظيفة في مجال التحليل الرياضي، فقد برع بتقديم التحليلات الرياضية في استضافات القنوات المحلية، وعبر صفحته الشخصية في الفيسبوك.

ولا يختلف الثلاثيني يوسف أبو عوض عن أبو سعد، فهو الآخر يفرش بسطته قبل أذان المغرب بـ3 ساعات ليبيع العصائر، ويضيف لها أنواعا جديدة وطبيعية، مثل كوكتيل الفراولة وعصير اللوز المحبب لدى بعض الصائمين.

أبو سعد يقول إن"الشغل مش عيب" مدافعا عن فكرة وقوفه على بسطة في الشارع العام رغم  كونه متعلما (الجزيرة)

ويتابع أبو عوض بأن الظروف الاقتصادية دفعته للعمل في 3 مهن خلال الشهر الكريم، لتأمين قوت عياله الخمسة، ويؤكد أن بيع العصائر في هذا الشهر باب رزق سهل ومُيسر، وهو غير مُكلف، إذ يستطيع معظم الشباب تنفيذ هذا المشروع وتحقيق الربح اليسير منه.

وحول تضرر الحالة المعيشية بسبب كورونا وتخلي الشركات الكبيرة والصغيرة عن ثلثي موظفيها، يقول إن "بلدنا بخير وعلى الجميع السعي للبحث عن وسائل جديدة لكسب الرزق"، مؤكدا على ضرورة تحفيز الشباب وعدم الاتكال والتسليم للظروف الراهنة.

القطايف الرمضانية

وليس ببعيد عن الشابين أبو سعد وأبو عوض، تعمل إسراء الأطرش (26 عاما) في صناعة القطايف الرمضانية والعصائر أمام باب محلها في منطقة جبل النصر، بعد أن كانت تبيع الحمّص والفول والفلافل فيه قبل شهر رمضان.

رولا عصفور- القطايف- قطايف من الحجم العصافيري والمتوسط مسكوبة بالطريقة الآلية الحديثة الجزيرة..
صناعة القطايف الرمضانية مصدر رزق للشابة إسراء الأطرش (الجزيرة)

إسراء كانت قد فتحت المطعم بعد أن باعت سيارتها على إثر فقدانها وظيفتها في دولة خليجية بسبب جائحة كورونا، بسبب فترة الإغلاقات التي حالت بينها وبين السفر إلى هناك، لكنها لم تستسلم للظروف التي فرضها الفيروس، واستطاعت النهوض من جديد بحسبها.

وتضيف إسراء بأنها الفتاة المعيلة لذويها باعتبارها الابنة الكبرى، ولا يشكل عملها في هذه المهنة حرَجا لها كونها تحمل شهادة جامعية.

وبالرغم من تعرضها للكثير من الانتقادات والتنمر بسبب نظرة بعض الرجال لها على أنها تزاحمهم في عملهم، تقول "لا يزيدني ذلك إلا إصرارا على مواصلة تحقيق أحلامي".

المصدر : الجزيرة