بالفيديو.. منشد سوري بالأردن لم تمنعه الجائحة من الإنشاد والمديح عبر خاصية البث المباشر

يقول الشاب السوري إن الإغلاق ومنع التجمعات بسبب كورونا حرمنا من الأجواء الروحانية، وأفقد رمضان أجواءه التي اعتدنا عليها منذ قدومنا إلى الأردن.

لم تمنع جائحة كورونا والحظر المفروض على سكان العاصمة الأردنية عمّان، الشاب السوري محمد محضر (30 عاما) من إحياء السهرات الرمضانية والإنشادية عبر خاصية البث المباشر، دون مخالفة قانون الدفاع الذي منع المصلين من التجمع في المساجد خوفا من تصاعد الوضع الوبائي بين المصلين كما في العام السابق.

قدم محضر إلى الأردن بداية عام 2013 عقب الثورة السورية، وهو خريج جامعة دمشق في تخصص الشريعة وأصول الفقه، وحاول العمل بمهن عديدة خلال السنوات الماضية، واكتسب خلالها خبرات في التصوير والمونتاج وهندسة الصوت، وعمل في قنوات محلية، لكن أزمة الإغلاق التي رافقت جائحة كورونا عالميا أفقدته وظيفته، وأقعدته عن العمل سنة كاملة إلى أن تعلم المحاسبة في إحدى الشركات وعمل فيها.

محمد محضر يعمل في التصوير وهندسة الصوت
محمد محضر مؤسس فرقة "رابطة يقين" كان يعمل في التصوير وهندسة الصوت قبل جائحة كورونا (الجزيرة)

تأسيس فرقة "رابطة يقين"

أسس محضر الفرقة بداية عام 2014 وأسماها فرقة "رابطة يقين" وفتح باب الانضمام لمنشدين جدد، جميعهم لاجئون سوريون، وللمفارقة فإن أغلب أعضاء الفرقة يسكنون في نفس الحي جنوب عمّان، مما يساعدهم على إقامة الأمسيات في منزل محضر وبثها عبر خاصية البث المباشر على صفحة الفرقة.

يقول محضر "كان رمضان بالنسبة للفرقة شهر الابتهالات والفعاليات الإنشادية، ولا يخلو يوم قبل الجائحة من فعالية إفطار لأيتام أو استضافة في مسجد ما للإنشاد بين صلاة التراويح، لكن فرض الإغلاق ومنع التجمعات حرمنا من هذه الأجواء الروحانية وأفقد رمضان أجواءه التي اعتدنا عليها منذ قدومنا إلى الأردن".

محمد محضر يعمل في التصوير وهندسة الصوت
كان رمضان بالنسبة لفرقة"رابطة يقين" شهر الابتهالات والفعاليات الإنشادية (الجزيرة)

إنشاد إلكتروني

ويتابع محضر قائلا للجزيرة نت إن خاصية البث المباشر مكنت أعضاء الفرقة من استرجاع هذه الأجواء، وتذكير الناس بالإنشاد الرمضاني والمدائح النبوية، مؤكدا على ضرورة مواكبة وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على الساحة الإنشادي وتحويل الفعاليات من المساجد إلى "الإلكتروني" (الأونلاين) كأسلوب حياة إلى أن تزول الجائحة.

ويضيف محضر أن جميع أعضاء الفرقة يعملون في مهن وحرف مؤقتة بسبب فقدانهم وظائفهم، وبحسبه فإن السوريين تضرروا أكثر من غيرهم بسبب خصوصية وضعهم كلاجئين.

اعضاء الفرقة يفتقدون اجواء الشهر الفضيل قبل الجائحة
أعضاء الفرقة يفتقدون أجواء رمضان قبل الجائحة (الجزيرة)

نفحات إيمانية غيبتها الجائحة

يقول المنشد مصطفى القلعة أحد أعضاء الفرقة إن "المنشد الإسلامي متعلق بهوية هذا الشهر ونفحاته الإيمانية، لكن دخول الشهر الفضيل وللسنة الثانية في ظل موجة الإغلاقات منعني من التعبير عن نفسي من خلال الإنشاد في المساجد وإقامة الاحتفالات الدينية".

ويتابع القلعة الذي درس الصحافة والإعلام، ويعمل حاليا "معلم شاورما"، بأن الفرقة تشكل مصدر رزق متواضع له من خلال إقامة الاحتفالات في المناسبات الدينية على مدار العام، مثل إحياء مناسبة المولد النبوية وليلة الإسراء والمعراج وغيرها الكثير من المناسبات التي لم يستطع المشاركة فيها وأضر ذلك به اقتصاديا.

ويختم القلعة حديثه بدعاء يرتجي من خلاله زوال فيروس كورونا عن الأردن والعالم أجمع، كي يستطيع استرجاع تلك النفحات الإيمانية والابتهالات الرمضانية التي اعتاد عليها.

المصدر : الجزيرة