بعد انقطاع عامين.. عودة الحياة للمخيمات الربيعية في الكويت

عادت الحياة من جديد إلى المخيمات الربيعية في الكويت بعد عامين من الحظر لانتشار فيروس كورونا

سوق الخيام ومعدات التخييم عاد للعمل بعد انقطاع عامين (الجزيرة)

الكويت- بعد عامين قاسيين قلبا الكوكب رأسا على عقب، وأجبرا البشرية جمعاء على ملازمة المنازل تحت وطأة حظر جزئي وآخر كلي، وبين منع سفر وإغلاق لكافة الأنشطة التجارية والترفيهية ومختلف الفعاليات، ها هي المياه تعود رويدا رويدا إلى مجاريها.

ومع انحسار الإصابات بفيروس كورونا، دخلت الكويت مرحلة "ما بعد الجائحة"، خاصة في ظل السماح بالسفر مع تطبيق الاشتراطات الصحية وعلى رأسها تلقي التطعيم المضاد لفيروس كورونا، واستئناف الأنشطة الترفيهية. إلا أن الإعلان الرسمي عن عودة المخيمات الربيعية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كان له طعم خاص ومميز جدا للكثيرين في الكويت.

وسبق أن أعلنت بلدية الكويت أن موسم التخييم بدأ من يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على أن يكون موعد نهاية المخيمات الربيعية يوم 15 مارس/آذار المقبل.

ولطالما كانت المخيمات الربيعية في دول الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص، ملجأ ومهربا للعديد من الناس الذين يفضلون المساحات الترابية الشاسعة، والهواء الطلق بعيدا عن روتين المدن الإسمنتية الخانقة والمجمعات التجارية المغلقة. إذ إن مناخ الكويت الحار والجاف معظم أيام السنة لا يسمح للناس بالتجول في الأماكن المفتوحة إلا في 4 أشهر تنكسر فيها حرارة الشمس اللاهبة في واحدة من أكثر المناطق المأهولة سخونة حول العالم.

مساحة مناسبة للترفيه عن الأطفال بعيدا عن المجمعات المغلقة (الجزيرة)

ضالة رافضي التطعيم

يقول بدر الزيد، وهو مواطن كويتي ثلاثيني يرفض مع أفراد أسرته تلقي التطعيم ضد كوفيد-19، إنه يعول على موسم التخييم ليرفه عن عائلته وأطفاله، إذ إنهم في ظل رفضهم القاطع لتلقي التطعيمات، لا يسمح لهم بارتياد المجمعات التجارية أو الجلوس في صالات المطاعم ولا حتى السفر إلى خارج البلاد أو ممارسة أي نشاط في الأماكن المغلقة، لتكون بذلك المخيمات غير الممنوعة على رافضي التطعيم المساحة شبه الوحيدة المتاحة لهذه الفئة.

وكانت الحكومة الكويتية أصدرت خلال الأشهر القليلة الماضية حزمة قرارات لتنظيم دخول ومغادرة البلاد، بدأ تطبيقها منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، حيث نصت هذه القرارات على عدم السماح بسفر المواطنين الذين لم يتلقوا جرعتين من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المعتمدة في دولة الكويت.

كما قصرت الحكومة الدخول إلى صالات المطاعم والمقاهي والأندية الصحية والرياضية والصالونات والمجمعات التجارية، على من تلقى جرعتي اللقاح فقط بداية من 27 يونيو/حزيران الماضي.

وفي حين قضت الدائرة الإدارية في المحكمة الكلية بعدم قبول الدعوى المطالبة بإلغاء قرار مجلس الوزراء القاضي بمنع  سفر المواطنين غير المطعمين بلقاح فيروس كورونا، أوضح مصدر قضائي أن منطوق الحكم جاء بعدم قبول الدعوى لا برفضها، مبينا أن ذلك يعني أن المحكمة قضت بعدم قبولها من حيث الشكل لا من حيث الموضوع، نظرا لخطورة عدم تلقي التطعيمات على صحة الناس.

ركوب الدراجات والخيل أنشطة تنعش المخيمات الربيعية (الجزيرة)

من جانبها، تقول نيرمين مصطفى -في تصريح للجزيرة نت- إنها وأفراد عائلتها جميعا تلقوا التطعيم مبكرا، وإن من يرفض أخذ التطعيم يعرض حياته وحياة عائلته للخطر، كما أن الإصرار على هذا الأمر يحرم رافضي التطعيم من ممارسة حياتهم الطبيعية، معتبرة أن من حق الحكومة الكويتية اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي كل من يعيش على أرضها.

الابتعاد عن الضغوط

وأضافت نيرمين أن التخييم فرصة مثالية للهروب في عطلة نهاية الأسبوع من زحمة المدن، مشيرة إلى أن المخيمات تتيح لمرتاديها الابتعاد عن كل ضغوط العمل المزعجة وممارسة أنشطة عدة، منها: الشواء والرياضات الجماعية وركوب الخيل وغيرها.

بدوره، أبدى أبو مشعل -وهو مالك أحد المخيمات في منطقة كبد- سعادته الكبيرة بعودة نشاط المخيمات إلى سابق عهده.

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار أبو مشعل إلى أن إغلاق المخيمات في الفترة الماضية تسبب بضائقة مالية كبيرة لمئات الأسر التي تعيش من مردود هذا القطاع، مبينا في الوقت نفسه أن الطلب على المخيمات كبير للغاية.

وفي حين ذكر أن أسعار المخيمات الصغيرة (الخيم ومرافقها من حمامات وأدوات للطبخ والشواء وكهرباء وغيرها من المستلزمات الأخرى) تتراوح بين 30 و50 دينارا (100 و160 دولارا) في اليوم الواحد، ولفت إلى أن أسعار المخيمات الكبيرة قد تصل إلى 120 دينارا (أكثر من 400 دولار) بحسب مستوى الخدمة والمرافق الخاصة بكل مخيم.

المصدر : الجزيرة