هجرة الطاجيك للعمل في روسيا تولد مشاكل اجتماعية

تعد مشكلة غياب الزوج أو الأب واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه الأسرة والمجتمع في طاجيكستان، وتتسبب بارتفاع ظاهرتي الطلاق والتفكك الأسري بالمجتمع.

وبحسب الأرقام فإن نحو مليون طاجيكي غادروا بلادهم، وذهبوا إلى روسيا بحثا عن فرص عمل وكسب قوتهم وقوة أسرهم، بينما تضطر الزوجات لتحمل مسؤولية تربية الأبناء، وفي كثير من الأحيان تبحث الزوجة عن عمل يساعد في تلبية حاجات الأسرة خاصة إذا كان ما يرسله الزوج من مال غير كاف.

وما يزيد من قساوة الوضع أنه في كثير من الأحيان يتخلى الرجال عن مسؤولياتهم تجاه عائلاتهم، ويتزوجون من فتيات روسيات ويقررون البقاء هناك.

سويحات طاجيكية تزوجت منذ 12 عاما ولها ثلاثة أبناء، لكنها لم تعرف حتى الآن معنى الحياة الأسرية الكاملة، فالزوج غائب بشكل شبه دائم بسبب العمل في روسيا، وهي تعيش مع أبنائها وأمها في منزل شقيقها، ولأن ما يرسله زوجها من مال ليس كاف فإنها ذهبت للعمل بمركز للخياطة سعيا لزيادة الدخل الشهري.

تقول المواطنة إن أبناءها يعرفون أباهم من خلال ألبوم الصور فقط، وبالصور وحدها يتابع الأب أبناءه ويراقبهم عن بعد وهم يكبرون.

أما غالب نزاروف، فهو يمثل النموذج الآخر الإيجابي بسلوك الطاجيك، فقد ذهب إلى روسيا خلال الحرب الأهلية أولا، وعمل هناك لسنوات وعندما تحسنت أوضاع طاجيكستان عاد ولكنه اضطر للذهاب مرة أخرى للمساعدة بتوفير نفقات زواج ابنته، وعندما جمع المال اللازم عاد لينعم بالحياة وسط الأبناء والأحفاد.

المصدر : الجزيرة