جيولوجي مصري: تعمير الصحراء بالزراعة لم يعد واردا

ضيوف محاضرة "تعمير الصحراء" التي عقدها المجلس الأعلى للثقافة مساء السبت

الجيولوجي رشدي (يمين) أكد أهمية عدم هدر المياه الجوفية بالصحراء لأنها غير متجددة (الجزيرة نت)

عمرو مجدي-القاهرة

قال الجيولوجي المصري الأستاذ بالجامعات العالمية رشدي سعيد إن تعمير الصحراء بزراعتها لم يعد مطروحا لأسباب علمية وموضوعية، ورأى أن معظم مشروعات تعمير الصحراء بمصر فشلت ولم تكن مؤسسة على رؤية علمية ومستقبلية صحيحة، وأن الحل هو إعادة بناء قاعدة إنتاجية صناعية في الصحراء.

وحذر المستشار الجيولوجي -في محاضرة عقدها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة مساء أمس- من أن اكتظاظ وادي النيل بالسكان لا يعوق التنمية فقط، بل ربما يتسبب على المدى البعيد في الاشتباكات والحروب الأهلية.


خسرنا كثيرا
وقال سعيد "خسرنا كثيرا في الصحراء"، مشيرا إلى أن "الأراضي التي أعطيت للتنمية الزراعية حوالي 20 مليون فدان، على أساس استصلاح 5 مليون فدان للزراعة"، وتساءل "أين المياه الكافية لاستصلاح كل هذه الأراضي؟".

وتطرق لمشاريع امتدادات المدن في الصحراء مثل 6 أكتوبر ومدينة العاشر من رمضان ومدينة العبور، مؤكدا أنها لم تستطع اجتذاب السكان، "فمثلا مدينة العاشر من رمضان مليئة بالمصانع لكن العمال لا يقطنون في المدينة، لأنها لم توجد حلا لمشكلة الإسكان الشعبي وهو ما أدى لظهور المناطق العشوائية".


جانب من الحضور (الجزيرة نت)
جانب من الحضور (الجزيرة نت)

المياه الجوفية
وذكر سعيد أن تعمير الصحراء بإنشاء طرق أو "ممرات تنمية" كان طريقا ناجحا في تعمير أميركا، حيث استوطن الأهالي حول الطرق والسكك الحديدية حيثما وجدوا ثروات طبيعية، لكنه استدرك أن هذه الطريقة لا تصلح في مصر والحل هو العكس "أن نوجد ثروات ثم ننشئ الطرق لها".

وطالب باستغلال الثروات التي وجدت حديثا وأهمها المياه الجوفية، مشيرا إلى أن تلك المياه "غير متجددة بعكس ما كان يعتقده العلماء سابقا".

وأوضح أن "هناك نموذجا رياضيا يحسب كمية المياه التي نستطيع أن نستخرجها من هذا الخزان الجوفي بحيث يعيش معنا 100 سنة، يهبط بعدها منسوب المياه إلى أقل من 150 مترا تحت سطح البحر، وتصبح كمية المياه التي يمكن استخراجها غير اقتصادية".

وأضاف "وجد أن هذا الحساب هو مليار متر مكعب في السنة، ونحن نستخدم هذا المليار في زراعة الأراضي حاليا بالفعل"، "وهذا الاكتشاف جعل الآمال الكبيرة المعلقة على تعمير الصحاري تتضاءل"، فـ"لأنها محدودة يصعب تصور تخضير الصحراء".


الحل في الصناعة
وخلص سعيد إلى أنه من الخطر ضخ كل هذه المياه في الصحراء، والأفضل الاحتفاظ بها واستخدامها في الصناعة، حيث تعطي مردودا أكبر، مؤكدا أنه لا بد من بناء صناعة، إذ القاعدة الإنتاجية توجد المجتمع السليم مع تخصيص أراضي الدلتا العالية الخصوبة للزراعة وإدخال الآليات الحديثة فيها.

المصدر : الجزيرة