ليونيل ميسي ثلاثي الأبعاد.. لماذا تريد شركة "آبل" الاستثمار في الرياضة؟

اقتحام ابل عالم الرياضة
آبل حصلت على حقوق بث العديد من البطولات كدوري السلة الأميركي ودوري كرة القدم الأميركية (مواقع التواصل)

في ظل التحول الذي يشهده مجال حقوق بث البطولات الرياضية خلال الفترة الحالية اقتحمت شركة التقنية "آبل" الفضاء الرياضي العام، معتبرة أن استقطاب الجمهور الرياضي أصبح ضرورة حتمية يفرضها الواقع.

وأعلنت "آبل" خلال السنوات الأخيرة عن اتخاذها بعض الخطوات الجدية في هذا الاتجاه، بدأتها بإنتاج مسلسل "تيد لاسو" الرياضي، ثم تبعتها بإطلاق تطبيق جديد يسمى "آبل سبورتس"، وهو تطبيق مجاني يسمح لمستخدمي آيفون بمتابعة نتائج المباريات وتحديثاتها بشكل فوري ومستدام.

وضمن هذا المسعى حصلت الشركة على حقوق بث العديد من البطولات كدوري السلة الأميركي، ودوري كرة القدم الأميركية، ودوري البيسبول، وبطولة الفنون القتالية المختلطة "يو إف سي"، وبطولات التنس الكبرى "الماسترز"، إضافة إلى بطولات سباق السيارات "فورمولا 1".

وفي هذا الصدد قال إيدي كيو، نائب رئيس آبل "إن إنشاء التطبيق يهدف في البداية إلى منح عشاق الرياضة تجربة مشاهدة ممتعة وخاصة، على اعتبار أن التطبيق يسمح للجماهير بالوصول إلى النتائج والإحصائيات سريعا".

وأضاف أن الأمر لن يقتصر على كرة القدم فقط، بل سيدخل العديد من الرياضات حيز التطبيق مع مرور الوقت.

لكن ما المميزات التي تجعل من تجربة المشاهدة على تطبيق "آبل" جديدة ومختلفة عن التطبيقات الموجودة بالفعل؟

شيء ما يحدث

يقدم التطبيق إمكانية متابعة المباريات "بشكل مباشر" من خلال دمج خدمة "آبل تي في" داخل التطبيق الجديد بشكل بسيط وسلس، في صورة زر واحد، بمجرد الضغط عليه يتم تشغيل البث.

كيو ضرب خلال لقاء تلفزيوني، مثالا بمتابعته لكرة السلة، فعندما يفتح التطبيق ليطالع نتائج فريقه المفضل يتمكن من الذهاب لمشاهدة المباراة مباشرة عبر زر "آبل تي في".

تلك التحديثات في منهجية "آبل" في التعامل مع الرياضة، أضحت تمثل تحديا خطيرا لشركات الإعلام القديمة والتطبيقات الرياضية المدعومة بالإعلانات مثل "آي إس بي إن" البقرة الحلوب لشركة ديزني التي تمتلك "حقوق البث للرياضات المختلفة" بشكل كامل، في ظل انعدام كامل للمنافسة.

وعليه فإن دخول أبناء آبل إلى مضمار المنافسة سيسحب من رصيد باقي المنصات تلقائيا، مستغلة قدرتها الخارقة على تسويق منتجاتها، وميزانيتها الضخمة.

بعض الخبراء يرى أن الشركات المتخصصة في هذا المجال لم يعد أمامها إلا أن ترفع الراية البيضاء، بل ومن الأفضل لها أن تعمل على دمج تطبيقاتها مع تطبيق آبل الجديد، خاصة أن اندماج أجهزة الشركة البالغ عددها ملياري جهاز حول العالم، إلى جانب جمهور أكبر شركة رياضية رقمية في العالم "آي إس بي إن" والبالغ عدده 105 ملايين زائر شهريا، سيكون بلا شك مزيجا تجاريا قويا.

وهنا قد يتساءل البعض: إذا كانت أكبر شركة منافسة في مجال الرياضة لا تعتني بتطبيقاتها بشكل كامل، بل وعلى استعداد للتخلص منها أو دمجها في حالة وجود منافس أقوى، إذن فما الطائل من دخول آبل لتلك المنافسة من الأساس.

البداية كانت مع تيد لاسو

بدأت الشركة التقنية في استقطاب جمهور الرياضة منذ عدة سنوات، وتحديدا مع إطلاقها لخدمة "آبل تي في"، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كشركة إنتاج فني تقدم خدمات البث الحي والفيديو حسب الطلب، وتستعيض عن وجود الإعلانات، بالاشتراكات الشهرية أو السنوية.

قامت الشركة في عام 2019 بتوسيع الخدمة لتشمل العديد من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة منافسة لآبل مثل أندرويد وويندوز، إضافة إلى أجهزة التلفاز، "أندرويد تي في"، وأجهزة "كروكاست".

ومنذ اللحظات الأولى، صدرت هذه المنصة نفسها للعامة، باعتبارها منافسا مباشرا لمنصات أخرى لها التخصص نفسه، مثل منصة "نتفليكس"، حيث أعلنت عن أول إنتاجاتها في 14 أغسطس/آب 2020، بمسلسل تيد لاسو، وهو مسلسل رياضة كوميدي، وقد اعتبر هذا المسلسل معبرا عن المنحى الذي ستتوجه له الشركة، خاصة مع استقطاب المدرب الإسباني بيب غوارديولا، كضيف شرف في آخر حلقات المسلسل.

بعد عام واحد فقط من عرض المسلسل، بدأت الشركة في اتخاذ بعض الخطوات الأعمق، حيث وصلت في النهاية إلى عقد صفقة رعاية كبرى مع الدوري الأميركي لكرة القدم، تكون فيها "آبل تي في"، المنصة الرقمية الوحيدة في العالم المنوط بها عرض كافة المباريات ولمدة 10 سنوات تبدأ مع بداية موسم 2023.

كما كان للشركة دور فعال في استقطاب ليونيل ميسي إلى الدوري الأميركي، بعدما قامت بعقد شراكة مع اللاعب قيمته 2.5 مليار دولار، تكون فيها الشركة ملزمة بإنتاج سلسلة أفلام وثائقية مع "آبل تي في" عن قصة حياته، مع التركيز على دوره في كأس العالم كثابت تدور حوله الأحداث.

في خدمة التقنية

تعتبر منصة "آبل تي في" وتقنياتها ومزاياها مع دمجها بتقنية أخرى مهمة، السبب الرئيسي في دخول آبل لعالم الرياضة.

وهذا يعني أن هناك احتمالية كبيرة لمشاهدة مباريات الدوري بتقنية ثلاثية الأبعاد، وأن تشعر أنك في الملعب حقا وسط اللاعبين.

وبما أن ميسي أصبح موجودا في هذا الدوري، وعلى هذه المنصة بالتبعية، لعبت الشركة في حملتها الدعائية على ثيمة تزيد من خلالها مبيعات المنتج الجديد "آبل فيجين برو"، وما على المشاهد سوى دفع 3500 دولار مرة واحدة، لمشاهد النجم الأرجنتيني وجها لوجه كل أسبوع.

وهذا يعني أيضا أن كل تلك الأموال التي استثمرتها "آبل" في مجال الرياضة، قد تكون ذات أهداف دعائية لمنتجات الشركة الجديدة وتقنياتها.

المصدر : الجزيرة