تحت غطاء "تكتيك" رعته روسيا، وحمل اسم "عملية المصالحة"؛ انتهى في سبتمبر/أيلول 2021 آخر وجود للمعارضة المسلحة في جنوبي سوريا، وعاد جيش النظام وأجهزته إلى درعا وكل المحافظات التي تمردت عليه منذ عام 2011 في وسط البلاد -وضمنها العاصمة دمشق- وغربها وجنوبها.
وباستثناء قطاع في ريف درعا الشرقي، يسيطر عليه المعارض السابق أحمد العودة قائد اللواء الثامن، الذي أسسته القيادة الروسية ومولته منذ عام 2016 ضمن ما عُرف بالفيلق الخامس؛ أنهت أكثر من 50 بلدة وناحية وقرية -بين السادس من سبتمبر/أيلول و25 سبتمبر/أيلول الماضي- تسوية أوضاع ما بين 7500 و8000 شخص. من بينهم 3 آلاف عسكري فارّين، أو مطلوبين للخدمة العسكرية، حسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، كما فاقت أعداد قطع السلاح المصادَرة 3500 قطعة فردية ومتوسّطة.
وحصل مسلحو المعارضة مقابل ذلك على ما تعرف ببطاقة "تسوية" تتيح لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية قبل الحرب، من دون ملاحقات أمنية. وفي حين خرج المقاتلون الرافضون إلى محافظة إدلب (أقصى الشمال) انتشر الجيش السوري مع عناصر القوى الأمنية، في أغلب النقاط الأساسية والمفصليّة في عموم محافظة درعا.