"ساعد" و"إفطار صائم".. مبادرات إنسانية لإعانة السوريين في شهر رمضان

طقوس رمضانية في دمشق_ مواقع التواصل الاجتماعي_
طقوس رمضانية في دمشق التي شهدت أسعار معظم السلع خلال شهر رمضان الفضيل ارتفاعا غير مسبوق (مواقع التواصل الاجتماعي)

دمشق- تنشط عدة منظمات وجمعيات خيرية في مناطق سيطرة النظام خلال شهر رمضان المبارك، بهدف تقديم الدعم والمعونة من أغذية وملابس ووجبات للشرائح الأكثر فقرا واحتياجا.

ومع تفاقم الأزمة المعيشية والارتفاع الهائل في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، تبدو أعداد المبادرات التي أطلقتها المنظمات في رمضان هذا العام أقل بشكل ملحوظ مما كانت عليه في السنوات السابقة.

يقول رامي (25 عاما) -وهو أحد منسقي المبادرات الرمضانية في جمعية "سوريا بتجمعنا"- للجزيرة نت عن عدم إطلاق المبادرة هذا العام "لم نطلق مبادرتنا الرمضانية هذا العام لعدة أسباب أبرزها تداعيات الزلزال التي ترافقت مع قدوم الشهر الفضيل وهو ما جعل الدعم يتوجه إلى متضرري الزلزال، إلى جانب غياب الدعم من قبل بعض الجهات المانحة التي آثرت تقديم معوناتها لأولئك المتضررين قبل بداية رمضان".

بينما تمكنت جمعيات ومنظمات أخرى من إطلاق مبادرات رمضانية هذا العام في عدد من المحافظات عبر مبادرات أقامت من خلالها موائد إفطار للصائمين ووزعت السلال الرمضانية (أغذية ومشروبات) عليهم.

مطبخ ساعد_ مواقع التواصل الاجتماعي_
متطوعون يعملون في مطبخ تابع لجمعية ساعد الخيرية (مواقع التواصل الاجتماعي)

وجبات وملابس وحليب أطفال

وأطلقت جمعية ساعد الخيرية حملتها الرمضانية "مطبخ ساعد" في 3 محافظات هي دمشق وحلب وطرطوس، وبلغ عدد الوجبات التي أعلنت عن توزيعها في محافظة دمشق وريفها فقط نحو ألف وجبة إفطار يوميا.

وتمكنت الجمعية من تنظيم حملة لجمع تبرعات في مقاطعة شمال الراين في ألمانيا، تبرع من خلالها سوريون ولبنانيون مهاجرون بمواد غذائية وحليب أطفال وملابس نقلتها 5 قوافل كمساعدات لمتضرري الزلزال في رمضان.

تقول لمياء (30 عاما) -وهي متطوعة في جمعية ساعد- للجزيرة نت "أطلقنا حملة لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال في رمضان، وتمكنا -والحمد لله- من جمع مقدار 5 قوافل من المساعدات، بفضل مشاركة الكثير من المهاجرين الذين كانوا متعاطفين مع متضرري الزلزال وغيرهم نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة".

وجبات إفطار من مطبخ نور الغد_ مواقع التواصل
وجبات إفطار رمضانية من مطبخ تابع لجمعية نور الغد (مواقع التواصل الاجتماعي)

وتشير المتطوعة في جمعية ساعد إلى أن المبادرة تمكنت من الوصول إلى شرائح من "المعدمين" ومن الوافدين إلى دمشق عقب الزلزال، ووزعت عليهم سلالا تحوي مواد غذائية ضمت الزيت والرز والعدس والمعلبات، ولمتضرري الزلزال بشكل خاص تم توزيع -إضافة إلى الأغذية- معونات تشتمل على الملابس وحليب الأطفال والحفاضات والمنظفات.

ويعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام مؤخرا من أزمة حليب أطفال أدّت إلى ارتفاع أسعاره بنحو الضعف، وإلى انقطاع أنواع معينة في مختلف المناطق.

وإلى جانب ساعد تنشط جمعية "نور الغد الخيرية لرعاية ذوي الإعاقة" في توزيع وجبات الإفطار على الصائمين، حيث تواصل الجمعية تقديم وجبات مختلفة من الأطباق الجاهزة كالكبسة والبازيلاء وورق العنب والمحاشي، على عشرات العائلات يوميا في دمشق وريفها.

ومن جهتها أطلقت وزارة الأوقاف في حكومة النظام مبادرة "مشروع إفطار صائم" التي قدمت عبرها عددا من وجبات الإفطار "الغنية باللحم والدجاج"، تم توزيعها على الشرائح الأكثر فقرا إلى جانب الأيتام ومتضرري الزلزال.

ودعت الوزارة، تزامنا مع إطلاق مبادرتها، التجار إلى تخفيض أرباحهم أو البيع بدون أرباح في الشهر الفضيل نظرا لسوء الأحوال الاقتصادية.

"بحصة تسند جرة"

وتعد هذه المبادرات، وما تقدمه من أطعمة وملابس وحاجيات أطفال عاملا مساندا لشرائح واسعة من السوريين لقضاء صيامهم، وسط غلاء المعيشة والانهيار المتسارع لسعر صرف الليرة أمام الدولار الذي تخطى حاجز 7500 ليرة، وما استتبع ذلك من ارتفاع في أسعار مختلف السلع الغذائية والاستهلاكية.

وشهدت أسعار معظم السلع في مناطق سيطرة النظام خلال شهر رمضان الفضيل ارتفاعا غير مسبوق، وأشار تقرير لصحيفة قاسيون المحلية إلى أن متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية مع بداية شهر رمضان بلغ نحو 5.6 ملايين ليرة شهريا (نحو 746 دولارا)، في حين يبلغ متوسط الرواتب في القطاعين العام والخاص في مناطق سيطرة النظام نحو 150 ألف ليرة (20 دولارا) منذ عام 2019.

وعن دور السلال الرمضانية في مساندة المحتاجين، يقول مجد (42 عاما) -وهو أحد المستفيدين من المبادرات- للجزيرة نت "المعونة كالبحصة التي تسند جرة كما يقولون، فقد بتنا نضع الخطط ونحسب الحسابات ألف مرة قبل أن نشتري لتر زيت، أو أوقية من اللحم لنعد وجبة تسند أبداننا".

ويضيف "احتوت السلة التي استلمتها على الزيت والرز والشاي والسكر والعدس والمرتديلا وغيرها من السلع التي يصل سعرها في السوق إلى 200 ألفا (26 دولار) وهي قيمة راتبي".

وأشار بيان لبرنامج الأغذية العالمي، مطلع فبراير/شباط الماضي، إلى أن 70% من السوريين ربما لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الطعام لعائلاتهم، وأن 2.9 مليون سوري معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي