لماذا يحتفل المشاهير باليوم العالمي لفصل الكهرباء؟

GettyImages-1465318386 A rear view of a man as he reaches up and connects two power cords together isolated on a light green background.
عام 2023 هو أول عام تخرج فيه فكرة "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" إلى العالمية (غيتي)

أعلن عدد من المشاهير، عبر تطبيق إنستغرام، انقطاعهم عن جمهورهم، وإغلاقهم هواتفهم، احتفالا بـ"اليوم العالمي لفصل الكهرباء" (Global Day of Unplugging).

وزاد فضول المتابعين بعدما انضمت للحملة بطلة التنس سيرينا وليامس، وعالمة الأعصاب ميايم بياليك التي اشتهرت بدورها في مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" (The Big Bang Theory).

ما "اليوم العالمي لفصل الكهرباء"؟

يوافق "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" العطلة الأسبوعية الأولى (أول سبت وأحد) من مارس/آذار، ويقتصر الاحتفال به على إغلاق الهاتف والحاسوب والتلفاز لمدة 24 ساعة، تبدأ من غروب الشمس إلى الغروب الذي يليه، مع فرصة للمشاركة بساعة واحدة للمبتدئين، وذلك من أجل محاربة التعاسة الناجمة عن إدمان الهواتف، والتشجيع على مراقبة أولى لحظات سطوع الشمس، بدلا من رفع درجة سطوع الشاشة.

لذلك، أسست مجموعة شركات غير ربحية موقعا للحملة، وتعني تلك الشركات المستقلة بالرفاهية الرقمية، والأمان الرقمي، والصحة العقلية. وأعلنوا تنظيم فعاليات في 9 دول، ومن بينها كندا، وأميركا، والمكسيك، وبريطانيا، وسويسرا.

تتضمن الاحتفالات أنشطة غير متصلة بالإنترنت، لمساعدة المنضمين الجدد على اكتشاف عالم جديد من التواصل وجها لوجه، والاستمتاع بالطبيعة، والتعرف على فنانين مستقلين. ولن تُصور تلك الاحتفالات، ولن يتم بثها بشكل مباشر، أو في وقت لاحق.

وأعلن موقع الحملة أن الشرارة الأولى لتلك الفكرة كانت في عام 2009، بعدما ظهرت أبحاث أكاديمية وسريرية بشأن التأثير الطويل المدى لاستخدام الهواتف الذكية على الصحة العقلية والنفسية.

حينئذ شعر أعضاء مؤسسة "ريبوت" (Reboot) الأميركية للثقافة والفنون بمدى "ضرورة إبطاء الحياة في عالم محموم"، فبدأ الشباب بدعوة أصدقائهم لعشاء على الساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث يمتنع جميعهم عن استخدام الهاتف خلال التجمع، ثم اتبع الفكرة آلاف من الفنانين والتقنيين حول العالم، ونظموا احتفالات بلا هواتف، وعاما بعد عام لم يعد الأمر اليوم مجرد مبادرة أميركية.

يوم العالمي لشد الفيشة المصدر موقع جمعية: Unplug Collaborative
شعار الحملة من موقع جمعية "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" (Unplug Collaborative)

مشاهير ينضمون للحملة

يعد 2023 أول عام تخرج فيه فكرة "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" إلى العالمية بفضل شراكات عدة، كان على رأسها شركة "معامل إكسبوجر" (Exposure Labs)، المنتجة لفيلم "المعضلة الاجتماعية" (The Social Dilemma)، الذي جمع التائبين من منشئي ومطوري الوسائط الاجتماعية، وعرض العواقب غير المقصودة لاختراعاتهم.

بالإضافة إلى ذلك، زادت أعداد النشطاء في حملة "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" تدريجيا، وتنوعت جنسياتهم واهتماماتهم، فأعلن موقع الحملة عن انضمام تريسي دينيس تيواري، أستاذ علم النفس والأعصاب بجامعة مدينة نيويورك، والمخرجة تيفاني شلاين مؤلفة كتاب "24/6: التخلي عن الشاشات يوما في الأسبوع لزيادة الوقت والإبداع".

وكانت راندي زوكربيرغ، مؤسسة شركة "زوكربيرغ ميديا" (Zuckerberg Media)، وشقيقة مارك زوكربيرغ، أهم من انضم لحملة "اليوم العالمي لفصل الكهرباء" عام 2014، وحينها نشر موقع "هافينغتون بوست" حوارا معها، حكت خلاله عن دافعها بوصفها أمًا جديدة لإيلاء اهتمام بطفلها وقضاء يوم كل أسبوع مع أسرتها الصغيرة.

كما أعلن المنتج والمغني ستيفن مارلي، الحاصد لـ8 جوائز غرامي، عن سلسلة حفلات لن يتم تصويرها، تحت عنوان "جولة مع الروح"، احتفالا بـ"اليوم العالمي لفصل الكهرباء".

لماذا ينبغي علينا المحاولة؟

لا يمكننا الاختلاف حول عيشنا في بيئة رقمية جعلت من الحياة بدون إنترنت أمرا مستحيلا تقريبا، فالإنترنت يساعدنا في التعلم والتواصل، لكنه يتصدر قائمة الأسباب الرئيسية للإجهاد المزمن. ويربط مركز "بيو" للأبحاث بين سبب ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي بالتوتر ورغبتنا في امتلاك شبكة ضخمة من الأصدقاء، وغيرتنا من حياتهم التي يعرضونها، وحاجتنا إلى مواكبة آخر أخبار العائلة والأصدقاء.

كذلك استطلعت الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA) الآراء حول مستوى التوتر عند استخدام الهاتف، وأشارت النتائج إلى أن أكثر من 8 من كل 10 أشخاص يتفقدون هواتفهم معظم الوقت، بحثا عن إشعارات جديدة.

خلال جائحة كورونا واجهت الأسر والمنظمات والأفراد مشاكل في الاتصال بالإنترنت، لكن المفاصل الاساسية لشبكة الإنترنت ظلت متماسكة في غالب الأمر.
يتصدر الإنترنت قائمة الأسباب الرئيسية للإجهاد المزمن (بيكسابي)

كما أن هناك أخطارا تفوق الإجهاد والتوتر، على رأسها "الخرف الرقمي"؛ وهو مصطلح صاغه عالم الأعصاب الألماني مانفريد سبيتزر عام 2012، ليصف سلسلة من الانهيارات العصبية الناجمة عن استخدام الهاتف، والحاسوب، لفترات طويلة.

ويعاني الشخص المصاب بـ"الخرف الرقمي" أعراضا مماثلة للخرف، مع فارق وحيد بينهما، ففي حين يصيب الخرف الأشخاص مع تقدمهم في العمر، يصيب "الخرف الرقمي" الأشخاص في كل الأعمار.

وتظهر أولى أعراض "الخرف الرقمي" مبكرا، وتشمل النسيان المتكرر، وتشوش الأفكار، وسرعة الانهيار العصبي.

المصدر : مواقع إلكترونية