علامات على أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي.. كيف تميزه عن الخجل أو الانطوائية؟

الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يشعرون بالتعرق البارد والرعشة وتصلب العضلات (شترستوك)

هناك العديد من العلامات التي تسمح لنا بالتعرف على الرهاب الاجتماعي وتمييزه عن الخجل أو حتى الانطوائية.

تقول الكاتبة بالوما راي، في تقرير نشرته مجلة "بسيكولوجيا إيمنتي" (psicologiaymente) الإسبانية، إن الشعور بالتوتر أو القلق في بعض المواقف الاجتماعية المعقدة يعد أمرًا طبيعيّا، خاصة عندما يتعين علينا التعامل مع أشخاص لا نعرفهم أو تجمعنا بهم معرفة سطحية، كما هي الحال عند الموعد الأول مع الشريك أو الامتحان الشفوي بالجامعة.

رهاب اجتماعي أم خجل؟

أولئك الذين يظهرون ميلًا للخجل يكونون أكثر قلقًا بشأن صورتهم في نظر الآخرين، وهو أمر يسبب أحيانًا مشاكل، لكن يمكن اعتباره شكلا إيجابيا في بعض الثقافات.

وتبين الكاتبة أن هناك حالات يصل فيها توليد التوتر والقلق أمام الآخرين إلى الحد الأقصى بحيث يعتبر مرضيًا، وفي مثل هذه الحالات لا يكون السياق ولا السمات الشخصية هما السبب الرئيسي لما يحدث.

فعندما يحدث هذا، نكون بصدد ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، وهو قلق يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير، ومع ذلك يمر أحيانا دون أن يلاحظه أحد لأنه يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال الخجل.

لهذا السبب، سنسلط الضوء على العلامات الرئيسية التي تسمح لنا باكتشاف الرهاب الاجتماعي، الذي يعد حالة تستدعي الذهاب إلى أخصائي الصحة العقلية وتلقي التشخيص والعلاج المناسب.

علامات للرهاب الاجتماعي

أوضحت الكاتبة أن الرهاب الاجتماعي يتميز بظهور القلق الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه ويصاحب الشخص في أي علاقة اجتماعية مع أشخاص مجهولين أو شبه مجهولين في حياتهم اليومية.

وفي مثل هذه الحالات، يشعر الشخص بخوف شديد مما "سيقوله الآخرون عنه"، أو خوف من الظهور بمظهر سيئ، أو أن يكون عرضة للسخرية أو النقد، وهو أمر يدفعه لمحاولة تجنب هذه التفاعلات أو الانسحاب في أسرع وقت ممكن بمجرد حدوث هذا الموقف.

وأشارت الكاتبة إلى أن المصاب بالرهاب الاجتماعي يظهر عليه قلق كبير عندما يكون في مواقف اجتماعية لا يثق فيها.

وتقول الكاتبة "في مثل هذه الحالة غالبًا ما يشعر الأشخاص بالتعرق البارد والرعشة وتصلب العضلات والنبض السريع وضعف التنفس، وتعد هذه العلامات رئيسية وتصاحب دائمًا الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي".

وتضيف "بمجرد تطور هذا الاضطراب، تظهر هذه الأعراض عند التعامل مع أشخاص لا تجمعنا بهم علاقة قوية. وعمومًا، تتشابه أعراض القلق بتلك التي تظهر لدى أولئك الذين يعانون ببساطة من الخجل".

 

تجنب الأماكن المزدحمة

يُعد تجنب الأماكن المزدحمة بشكل متكرر؛ حيث تقام مجموعة أو أحداث اجتماعية ضخمة من أي نوع، من العلامات الأخرى التي يمكن أن تنبهنا إلى حالة محتملة من الرهاب الاجتماعي. بهذه الطريقة يحاول المصاب تقليل احتمال مقابلة شخص مهتم ببدء محادثة أو تقديم أنفسنا لشخص ما.

فقدان العلاقات الاجتماعية

على المدى الطويل، تتدهور علاقات الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي بسبب عدم قدرتهم على الحفاظ على هذه العلاقات.

يحاول الأشخاص في هذه الحالة أن يتحكموا بما يمكنهم وما لا يمكنهم مقابلته، مما يجعل التفاعلات الاجتماعية العفوية أو الدعوات المفتوحة لأطراف ثالثة صعبةً.

رهاب اجتماعي أم انطوائية؟

يشترك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي ومن الانطوائية في عدد من الصفات، أبرزها الانعزال وتجنب الاختلاط بالآخرين.

وفي تقرير نشره موقع "إف بي ري" (fb.ru) الروسي، قالت ماروسيا كوت إنه غالبا ما يتم الخلط بين الرهاب الاجتماعي والانطوائية، ويعتقد الكثيرون أنهما مرادفان، غير أن الفرق بينهما كبير.

فالشخصية الانطوائية -بحسب الكاتبة- تكون أكثر تركيزًا على عالمها الداخلي، وأقل تفاعلًا مع العالم الخارجي، مع الميل إلى الانعزال.

والانطوائية من الصفات التي تتجلى مظاهرها منذ مراحل الطفولة المبكرة على غرار تفضيل ممارسة الأنشطة بشكل فردي، والانزعاج عند الانخراط في الأنشطة الجماعية أو عند التعرض للضوضاء.

كما لا يتحرّج الشخص الانطوائي من التصرف على طبيعته ودون تصنّع، ولا يجبر نفسه على الانفتاح على الآخرين إرضاءً لأحدهم أو لترك انطباع إيجابي.

أما الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي فيكون شديد القلق بشأن آراء الآخرين، فيتهرّب منهم ويتجنب التجمعات بأنواعها، وهو ما يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب.

كما أن الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي يكون حبيس دوامة من جَلد الذات والتفكير في عيوبه الشخصية.

وحتى يعود إلى التصرف بشكل طبيعي، ينبغي على هذا الشخص تلقي علاج نفسي للتخلص من تبعات الصدمات النفسية والعاطفية التي تعرض لها.

المصدر : آف بي ري + الجزيرة + مواقع إلكترونية