المياه المعدنية أم ماء الصنبور النقي؟ إليك الفروق والفوائد

تحتوي مياه الصنبور على معادن مضافة، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وقد تحتوي أيضا مياه الصنبور غير المنقاة على نسبة عالية من المعادن، والتي يعتبرها البعض أكثر صحة.

يمكن أن تكون كل من المياه المعدنية المعبأة ومياه الصنبور مصدرا للمغنيسيوم (بيكساباي)

تحتاج جميع الكائنات الحية إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، وليس فقط لمقاومة الظمأ والشعور بالارتواء، لكن ما ينبغي أن نعرفه عن الماء أنه يوفر أيضا العناصر الغذائية الحيوية التي لا ينتجها الجسم بمفرده.

لكن هل فكرت من قبل في معرفة مصدر الماء في زجاجة المياه المعدنية؟ وهل تعرف أن هناك اختلافا بين المياه المعدنية ومياه الينابيع، والماء النقي والارتوازي، إلى جانب مياه الصنابير المعالجة؟ فأي تلك الأنواع أفضل لصحتك؟

سواء كنت من هؤلاء الذين يفضلون اختيار المياه المعدنية المعبأة في زجاجات أو أنك تستخدم مياه الصنبور، فعليك التعرف إلى المميزات والفروق التي تتمتع بها أنواع المياه التي تشربها يوميا.

جولة في عالم مياه الشرب

إذا أردت المقارنة بين المياه العادية والمعدنية، فهناك عدة أدلة ناتجة عن تحليل عدد هائل من أنواع المياه المختلفة تشير إلى أن الاختلافات ليست كبيرة جدا.

إذ يحتوي كلا النوعين على معادن، ويخضعان لشكل من أشكال المعالجة، ومع ذلك؛ يجب أن تحتوي المياه المعدنية على كمية معينة من المعادن، وفيما يلي بعض الاختلافات بين مياه الصنبور والمياه المعدنية.

كم دقيقة يحتاج الجسم لامتصاص كوب من الماء بعد شربه
تخضع جميع أنواع مياه الشرب لشكل من أشكال المعالجة (غيتي)

ماء الصنبور

تأتي المياه في الصنابير المنزلية إما من مصادر سطحية أو جوفية، وتخضع لعدة معايير بيئية للحد من الملوثات الموجودة في المياه التي يتم توفيرها للمنازل.

وينقل موردو المياه العموميون المياه من مصدرها إلى محطات المعالجة، حيث تخضع للتطهير الكيميائي. يتم توصيل المياه النظيفة في النهاية إلى المنازل من خلال نظام أنابيب تحت الأرض.

وتحتوي مياه الصنبور على معادن مضافة، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وقد تحتوي أيضا مياه الصنبور غير المنقاة على نسبة عالية من المعادن، والتي يعتبرها البعض أكثر صحة. ومع ذلك، فإن المعادن الموجودة في الماء العسر تشكل رواسب يمكن أن تؤدي إلى تآكل الأنابيب.

وعلى الرغم من الجهود المحلية في كل بلد لتطهير أنابيب مياه الشرب، فإن الملوثات وترسب المعادن قد يؤدي إلى صدأ الأنابيب وهو ما يتسرب بلا شك إلى مياه الشرب.

المياه المعدنية المعبأة

تأتي المياه المعدنية من الخزانات الجوفية الطبيعية، مما يمنحها محتوى معدنيا أعلى من مياه الصنبور.

ووفقا لهيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، يجب أن تحتوي المياه المعدنية على 250 جزءا على الأقل في المليون من إجمالي المواد الصلبة الذائبة. وتحظر هيئة الغذاء والدواء الأميركية شركات تعبئة المياه من إضافة المعادن إلى منتجاتها.

وتشمل المعادن -الموجودة غالبا في المياه المعدنية- الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والحديد، والزنك.

وعلى عكس مياه الصنبور، يتم تعبئة المياه المعدنية من المصدر. ويفضل بعض الناس المياه المعدنية بسبب نقائها الملحوظ وعدم مرورها بمراحل التطهير الكيميائي.

ومع ذلك، قد تخضع المياه المعدنية لبعض المعالجة، ويمكن أن يشمل ذلك إضافة أو إزالة نسب من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) أو التخلص من المواد السامة مثل الزرنيخ.

كما يساعد ثاني أكسيد الكربون على منع الأكسدة ويحد من نمو البكتيريا في المياه المعدنية التي تحصل بشكل طبيعي على ثاني أكسيد الكربون من المصدر، وقد يحاول بعض المصنعين أيضا ضخ ثاني أكسيد الكربون إلى المياه بعد الاستخراج.

مياه الينابيع

بحسب تعريف هيئة الغذاء والدواء الأميركية فإن مياه الينابيع "مشتقة من تكوين تحت الأرض، حيث يتدفق منه الماء بشكل طبيعي إلى سطح الأرض في مكان محدد، يسمى نبعا".

وتعتبر مياه الينابيع عديمة الطعم تقريبا مقارنة بالمياه المعدنية أو مياه الصنبور المعالجة تجاريا، ولذلك يفضلها الكثيرون لميزة أن لا طعم لها، معتقدين أنها نقية وخالية من الملوثات بجميع أنواعها.

ومع ذلك، فإن مدى نظافة زجاجة مياه الينابيع ترجع إلى مصدرها، وحرص الجهة المسؤولة عن التعبئة على نظافة زجاجات التعبئة.

المياه الارتوازية

المياه الارتوازية هي المياه المنتجة مما يطلق عليه بئر ارتوازي، وهو وحدة صخرية تحت السطح تحمل المياه وتنقلها تحت ضغط كافٍ لدفعها إلى أعلى البئر، لكن المياه الارتوازية ليس لها خصائص كيميائية أو طبية خاصة.

المياه النقية

المياه النقية (Purified water)، هي نوع آخر من الماء المعبأ، تمت تصفيته أو خضع لعملية تطهير باستخدام الأوزون، لكنها عملية تترك مذاقا غريبا في الماء، يشبه كثيرا ماء الصنبور في مطبخك.

تأتي المياه المعدنية أيضا من مصدر جوفي محمي جيولوجيا، ولكنها تختلف عن مياه الينابيع، لأن المياه المعدنية تحتوي على "مستوى ثابت من المعادن عند نقطة الخروج من المصدر"، وهذا هو السبب في اختلاف مذاق الأنواع المختلفة من المياه المعدنية قليلا.

تأتي المياه المعدنية أيضا من مصدر جوفي محمي جيولوجيا (بيكسابي)

فوائد المياه المعدنية

يمكن أن تكون كل من المياه المعدنية المعبأة ومياه الصنبور مصدرا للمغنيسيوم؛ إذ يلعب هذا العنصر دورا أساسيا في تنظيم ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

ويمكن أن تتراوح كمية المغنيسيوم في الماء من 1 مليغرام لكل لتر إلى أكثر من 120 مليغراما في اللتر، ويشار إلى أن المعدل اليومي الموصى به من المغنيسيوم 310-320 مليغراما للإناث البالغات و400-420 مليغراما للذكور البالغين.

وقد يتسبب نقص المغنيسيوم في فقدان الشهية والشعور بالإعياء وتشنجات العضلات، وتغيرات في المزاج، وعدم انتظام ضربات القلب.

مخاطر المياه المعدنية

المياه المعدنية آمنة للشرب بشكل عام، ولكن تشير القليل من الأبحاث إلى الآثار الصحية السلبية المرتبطة بشرب المياه المعدنية العادية.

حيث قد تحتوي المياه المعدنية والمياه المعبأة الأخرى على بعض الملوثات، إذ لا يمكن أن تخضع المياه المعدنية لعملية التطهير نفسها مثل مياه الصنبور، لأنها معبأة في المصدر، وبالتالي يمكن أن تختلف نسبة الميكروبات بها.

وقد تحتوي العديد من الحاويات البلاستيكية على ثنائي "الفينول أ" أو "بيسفينول أ"، إلى جانب اللدائن الدقيقة، إلا أن الباحثين قد أكدوا أن تلك النسبة لا تشكل خطرا على السلامة.

وربما تحتوي المياه الغازية على درجة حموضة أقل من الماء العادي، مما يجعلها حمضية قليلا، وفقًا لدراسة حديثة. وعلى جانب آخر؛ فإن المياه الفوارة (المضاف إليها كربونات الصودا) تقلل بشكل كبير من صلابة المينا على الأسنان، لكن ليس بنفس القدر مثل المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية.

المصدر : مواقع إلكترونية