مبادرة لزراعة مليون شجرة.. رئة جديدة لقطر تستهدف جودة الحياة والاستدامة

المبادرة تنفذها "البلدية والبيئة" و"الأشغال العامة" لتحقيق تنمية مستدامة وفق رؤية 2030 (الجزيرة)

قبل عام 2022 ستكون هناك مليون شجرة جديدة في قطر تتم زراعتها حاليا بموجب مبادرة تعكف على تنفيذها عدد من المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة البلدية والبيئة في البلاد.

المبادرة التي أطلقت عام 2019 -خلال معرض قطر الزراعي الدولي السابع ومعرض قطر البيئي الدولي الأول، بميزانية تصل إلى مليار ريال (الدولار يساوي 3.65 ريالات قطري)- تهدف إلى دعم الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية.

وتهدف أيضا إلى استدامة الموارد المائية واستخدام المياه المعالجة في الري والتقليل من هدر الموارد المائية. بالإضافة إلى تعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين جودة الهواء، وزيادة الرقعة الخضراء، وتقليل انبعاثات الغازات.

وتشارك في تنفيذ المبادرة، مع وزارة البلدية والبيئة، هيئة الأشغال العامة التي تعمل على تشجير الطرق السريعة ومشاريع البنى التحتية بمشاركة مفتوحة لكافة أفراد المجتمع والمؤسسات والجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات والمدارس والمؤسسات التعليمية، والمراكز الشبابية والأندية الرياضية، وعموم المواطنين والمقيمين.

أنواع الأشجار

وتركز المبادرة على زراعة وغرس شتلات أشجار من البيئة المحلية القطرية، ومنها: سدر، غاف، سمر، وذلك في مواقع مختلفة تم اختيارها لهذا الغرض كمواقع تجميع مياه الأمطار ومداخل المدن والبلديات والحدائق العامة والمدارس والمجمعات السكنية.

ومنذ العام الماضي رصدت الحكومة مليار ريال لتنفيذ خطة تنتهي عام 2022 لتخضير الطرق والشوارع وتجميل أماكن الإنشاءات الحديثة، ولا يتوقف الأمر عند ذلك إنما تتولى "البلدية والبيئة" دعم أصحاب المنازل لتشييد مزارع وحدائق منزلية وصولا لتوجه الدولة بتحقيق تنمية مستدامة وفق رؤية 2030.

المبادرة تجوب الدولة بشكل يومي لإحداث تفاعل مجتمعي
زيارات يومية لإحداث تفاعل مجتمعي (الجزيرة)

وتعمل وزارة البلدية والبيئة على السعي لمشاركة كافة قطاعات المجتمع في هذه المبادرة من خلال زياراتها إلى المدارس والنوادي الرياضية، وصولا إلى البعثات الدبلوماسية لتنفيذ هذه المبادرة في الوقت المحدد.

زيادة المساحات الخضراء

وأوضح مدير إدارة الحدائق العامة بوزارة البلدية والبيئة محمد علي الخوري أن مبادرة زراعة مليون شجرة تهدف بالدرجة الأولى إلى تحسين التنوع النباتي من زيادة المساحات الخضراء والأشجار والمناظر الجميلة من جهة، وإلى تحسين المناخ من خفض درجة الحرارة وتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون للحد من التلوث من جهة أخرى.

ويضيف الخوري، في حديث للجزيرة نت، أن هذه المبادرة تأتي تأكيدا على اهتمام وزارة البلدية والبيئة بزيادة التشجير وتنمية الغطاء النباتي والمحافظة على البيئة من خلال التعاون مع هيئة الأشغال العامة وعدد من الجهات الحكومية والمدارس والقطاعات الخاصة في تفعيل المبادرة.

وأشار إلى أن المبادرة ذات أهمية ثقافية وحيوية، وقد أسهمت في تحقيق عدد من الأهداف أهمها توعية وتثقيف المجتمع للمحافظة على النباتات وأهمية زراعة الأشجار، كما أكد على أن هذا المبادرة مسؤولية وشراكة مجتمعية تهم كل الجهات والأفراد في المجتمع، وهي ضرورة لإيجاد بيئة طبيعية وصحية.

مواصفات التشجير

عوامل عدة دعا الدكتور سيف الحجري رئيس "برنامج شجرة بلادي" إلى ضرورة توافرها خلال عملية التشجير، مشددا على أن تكون الأشجار من الأنواع المعمرة التي لها مقدرة عالية على تحمل الظروف البيئية المحلية.

زراعة مليون شجرة قبل عام 2022
مليار ريال لتنفيذ خطة تخضير الطرق والشوارع وتجميل أماكن الإنشاءات الحديثة قبل عام 2022 (الجزيرة)

وطالب الحجري، في حديث للجزيرة نت، أن تكون الأشجار ذات مقاومة عالية للإصابة بالآفات الزراعية، وأن تكون سريعة وكثيفة النمو وذات تفرع غزي، ودائمة الخضرة، وأن يتناسب طبيعة نموها وشكل تاجها وارتفاعها مع المكان الذي تزرع فيه والغرض من زراعتها.

وثمن الحجري هذه المبادرة التي تتماشى مع رؤية قطر 2030 بأن تتناسب الرقعة الخضراء مع التطور العمراني الذي تشهده قطر خلال الفترة الحالية، داعيا إلى تكاتف جميع المؤسسات والأفراد وتعاونهم في هذه المبادرات حتى تحقق الهدف المنشود منها.

ضوابط زراعة الأشجار

وتحدث الحجري عن مجموعة من الضوابط يجب توافرها عند زراعة الأشجار داخل المدن منها:

  • أن تتلاءم طبيعة نمو النباتات وحجمها مع نسبة حجم الشارع وطبيعته.
  • يُزرع كل شارع بنوع واحد من الأشجار وذلك لسهولة إجراء عمليات الصيانة.
  • عدم زراعة الأشجار الشوكية على الأرصفة الجانبية.
  • تجنب زراعة الأشجار المثمرة على الأرصفة الجانبية لأنها تتلوث بالغبار وغاز ثاني أكسيد الكربون.
  • عدم زراعة الأشجار الكبيرة الحجم في تقاطع الطرق.
المصدر : الجزيرة