تعكس موروثاتهم وتحفظ ثقافتهم.. تعرف على أهم الرموز التي يفتخر بها الماليزيون

يجمع الماليزيين بأطيافهم المختلفة رموز وطنية يعتزون بها، ويسطرون بها سردياتهم ورواياتهم التاريخية، ويعبرون بها عن موروثاتهم الشعبية، ويحفظون بها ثقافتهم المستوحاة من طبيعة البلاد الاستوائية.

وتظهر تلك الرموز على الشعارات الوطنية والعملة والطوابع البريدية وأعلام الدولة والولايات، كما تصنّع على شكل تذكارات توزع في المناسبات الوطنية وتباع للسياح والزائرين.

وعبرت هذه الرموز في غالبها عن فكرة التنوع التي تتميز بها البلاد، سواء كان ذلك في طبيعة السكان الذين ينحدرون من أعراق وثقافات وأديان مختلفة، أو تنوعها الجغرافي والبيئي الذي يضم عددا كبيرا من أنواع النباتات والزهور والحيوانات.

وتشير حفصة بنت محمد -التي تدير محلا لبيع المنتوجات السياحية- إلى أن هذه الرموز لها أهمية بالغة في حياة الماليزيين، خصوصا أنها غالبا ما ترتبط بتاريخ وثقافة السكان.

وتضيف في حديثها للجزيرة نت أنها تبيع العملات القديمة أو تلك التي أصدرت بكميات محدودة، وفي الغالب تكون مزينة بواحد أو أكثر من هذه الرموز، وتقول إن جمع هذه القطع يستهوي الماليزيين والسياح.

دولة مسلمة

يشير اللون الأزرق في علم ماليزيا إلى الاتحاد، أما النجمة والهلال فيرمزان إلى أنها دولة مسلمة الهوية، وللنجمة 14 ضلعا تشير إلى عدد الولايات بالإضافة إلى العاصمة كوالالمبور، كما تشير إلى ذلك الخطوط البيضاء والحمراء.

زهرة الهيبسكس

تعتبر زهرة الهيبسكس (hibiscus) رمز الدولة الأبرز، ويطلق عليها بونغرايا بالماليزية، وتعني الزهرة الكبيرة، وقد اختيرت من قبل تنكو عبد الرحمن أول رئيس وزراء، ويرجع السبب في ذلك إلى كونها دائمة الخضرة وتزهر طوال العام.

كما ترمز للتعدد العرقي، وهي موجودة في كل أنحاء البلاد من شرقها إلى غربها بألوان متعددة، ولذا تم اختيارها لترمز إلى كل البلاد، واختير الأحمر منها ليرمز للديمومة والاستقرار السياسي والاقتصادي.

أما بتلات الزهرة الخمسة فتعني الأركان الوطنية التي يجب المحافظة عليها، وهي الإيمان بالله والولاء للوطن والملك، والسيادة للدستور واحترام القانون والتعايش وحسن الخلق.

نمر الملايو

ويرمز نمر الملايو (Malayan tiger) للقوة والشجاعة، وقد اختير شعارا وطنيا، ويسمونه "بك بيلانغ" أي العم المخطط، وكثيرا ما يدخل في قصصهم وأساطيرهم الفولكلورية.

وهذا النمر الذي تعتبر ماليزيا موطنه الأصلي من الحيوانات المهددة بالانقراض، ولم يتبق منه سوى 300 نمر، وهو الوحيد من نوعه في العالم الذي يستطيع السباحة كما أنه قد يلتهم فيلا كاملا.

الطائرات الورقية

كان المزارعون في ولاية كلانتان يستخدمون الطائرات الورقية (Malaysian moon-kite) لطرد الطيور عن محاصيل الأرز، من ثم انتقلت لباقي البلاد بأشكال مختلفة.

وتعد الطائرات الورقية جزءا من الفلكلور الماليزي، وهناك احتفال خاص بها، كما توجد حدائق خاصة لممارسة تلك الهواية، وغالبا ما تصنع هذه الطائرات يدويا ويتم الرسم عليها وتزينها، وقد اتخذتها خطوط الطيران الماليزي شعارا.

الرينصاروس هورن بيل

ويسمى طائر ماليزيا الوطني الرينصاروس هورن بيل (Rhinoceros horn bill) ويمتاز بشكله الأسطوري الجميل، له منقار كبير وقرن في أعلى الرأس، وريش ملون، وهو من أكبر طيور الهورن بيل، وبلغ طوله 90 سم، أما جناحاه فيبلغ طولهما 1.5 متر.

وكان الويكس، وهم سكان جزيرة بورنو الأصليون، يعتقدون بقدسية هذا الطائر وأنه صلة الوصل والرسول بين الحياة الدنيا والآلهة، أما اليوم فهو رمز لماليزيا الحديثة وجزء من الموروث الحضاري لها.

السونغ كيت

السونغ كيت (Songket) نوع من المنسوجات، وكان يرمز في الماضي للأسرة الحاكمة والطبقة الأرستقراطية، لكنه اليوم في متناول الجميع يلبسونه في مناسباتهم الخاصة كنوع من الملابس التقليدية التي يولونها أهمية خاصة.

وهذه المنسوجات تكون إما من القطن أو الحرير، وتدخل الخيوط ذات الألوان المعدنية كجزء من تركيبة هذا القماش مما يكسبه لمعانا.

وهذا النوع معروف بأسعاره المرتفعة، لأنه يحتاج لثماني خطوات في إنجازه ويستغرق وقتا طويلا، أما النقوش والزخارف المستخدمة فكل عرق من أعراق ماليزيا يستخدم رموزا روحانية خاصة به، فالملايو يستخدمون الزخارف الإسلامية وطبعات الورود، كما أن نقوشه تدخل في خلفيات العملات الورقية.

رفليجيا

تعد رفليجيا (Rafflesia) أكبر زهرة في العالم، وتعد من الزهور النادرة ويوجد منها في ماليزيا ثمانية أنواع من أصل 20 نوعا، وينسب اسمها للكولونيل البريطاني ستام فورد أثناء فترة استعمار بلاده لماليزيا.

وتشبه رائحة اللحم، لذا كان الماليزيون يعتقدون في خرافاتهم أنها تبتلع الناس، وهي من الزهور التي يحرص السياح على مشاهدتها وتعتبر ثروة وطنية لا يجوز اقتلاعها.

برجا بتروناس التوأم

ويعتبر بناء برجي بتروناس التوأم (Petronas Twin Towers) أيقونة في فن العمارة الحديثة، وهما الأعلى في العالم (كانا أطول برجين منذ عام 1998 وحتى 2004) وهما من تصميم المهندس المعماري الأرجنتيني سزار بيلي.

ويمزج البرجان بين الحداثة والفن الإسلامي، فواجهاتهما الخرسانية والزجاجية مصممة لتشبه الزخارف الإسلامية، وقد استوحي البناء من منارة قطب الإسلامية في الهند.

استغرق بناء هذه التحفة المعمارية نحو سبع سنوات، وقد افتتحه الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء السابق وصانع نهضة ماليزيا. ويوجد أسفل البرجين مركز ضخم للتسوق، وهو مقصد المواطنين والزائرين على حد سواء، بالإضافة لقاعة بتروناس للموسيقى.