محمود بسيوني.. رائد القانون الجنائي الدولي

الموسوعة - Egyptian-born war crimes expert and Chair of the International Commission of Inquiry, Cherif Bassiouni is pictured before the presentation of his report on alleged violations of international human rights law in Libya, to the Human Rights Council at the United Nations in Geneva June 9, 2011. REUTERS/Denis Balibouse (SWITZERLAND - Tags: POLITICS CRIME LAW)

خبير أممي في جرائم الحرب، وأحد أبرز فقهاء القانون الجنائي الدولي، حاصل على العديد من المناصب الفخرية والجوائز والأوسمة لإسهاماته المتميزة في مجال القانون الدولي، ساهم بدور كبير في نشر ثقافة حقوق الإنسان، فضلا عن كونه أحد أهم القانونيين الدوليين الذين أسسوا نظام المحكمة الجنائية الدولية.

المولد والنشأة
ولد محمود شريف بسيوني في 19 ديسمبر/كانون الأول عام 1937 بمدينة القاهرة.

الدراسة والتكوين
حصل بسيوني على العديد من الشهادات والدرجات العلمية من بينها شهادة ليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة، وليسانس في الحقوق من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية، وماجستير في الحقوق من كلية جون مارشال، ودكتوراه العلوم القضائية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، كما حصل أيضا على شهادات دكتوراه فخرية في القانون والآداب الإنسانية من جامعات بأيرلندا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات
تقلد بسيوني خلال العقود الثمانية التي عاشها العديد من الوظائف خصوصا في المجالات ذات الصلة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.

ومن أبرز الوظائف والمسؤوليات التي شغلها الراحل ما يلي:
عمل في أواخر سبعينيات القرن الماضي مستشارا لوزارتي الخارجية والعدل الأميركيتين في مشروعات تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، وأصبح في العام 1970 أستاذا للقانون الجنائي الدولي في مؤسسة فولبرايت-هايز في جامعة فرايبرغ بألمانيا، وفي العام الموالي عمل أستاذا زائرا للقانون في كلية الحقوق بجامعة نيويورك، ثم باحثا زائرا في مركز وود ويلسون الدولي للباحثين في واشنطن العاصمة خلال العام 1972.

وتقلد في العام 1988 منصب رئيس المعهد الدولي للدراسات العليا في العلوم الجنائية في سيراكوزا بإيطاليا، ثم أصبح في العام الموالي رئيسا ثم رئيسا شرفيا للجمعية الدولية لقانون العقوبات، فرئيسا لمعهد قانون حقوق الإنسان الدولي في العام 1990.

وأصبح في العام 1996 أستاذا غير متفرغ للقانون الجنائي في جامعة القاهرة، كما أنه عمل خلال العقود الماضية محاضرا زائرا في عدد من الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية وخارجها.
وترأس العديد من لجان التحقيق الدولية منها لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الأمن الدولي في البوسنة والهرسك في يوغوسلافيا السابقة مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وكان لنتائج ومسارات عمل لجنة التحقيق التي ترأسها أثرها البارز في تأسيس المحكمة الدولية المتخصصة في الجرائم ضد الإنسانية في يوغسلافيا السابقة، والتي مهدت لميلاد المحكمة الجنائية الدولية.

اختاره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العام 2011 لرئاسة لجنة تقصي الحقائق المعنية بالتحقيق في جميع الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في ليبيا والوقوف على حقائق وظروف هذه الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت وتحديد هوية المسؤولين عنها.

كما ترأس لجنة تحقيق شكلتها ومولتها حكومة البحرين منتصف العام 2011 للتحقيق في أي جرائم ارتكبت خلال الاضطرابات التي بدأت يوم 14 فبراير/شباط 2011. وقد عملت اللجنة على مدى خمسة أشهر على دراسة نحو خمسة آلاف شكوى، واستمعت إلى ثمانية آلاف شاهد حول الأحداث الدامية التي قتل فيها نحو أربعين شخصا واعتقل المئات.

وتركز عمل اللجنة على التحقيق في أسباب سقوط قتلى وجرحى خلال الاحتجاجات، وحالات الاعتقالات التعسفية والتعذيب، إضافة إلى الفصل من العمل وطرد الطلاب من الجامعات وحملات التشويه الإعلامية ومنع السفر وتدمير الممتلكات الخاصة.

وتوصلت اللجنة إلى أن السلطات الأمنية استعملت القوة المفرطة وغير المبررة ضد المحتجين، وأن اعترافات المحتجزين انتزعت بالقوة وأن معتقلين تعرضوا للتعذيب. في حين قبِل الملك حمد بن عيسى آل خليفة تقرير اللجنة وتعهد بمحاسبة المتجاوزين.

المؤلفات
ألف بسيوني ونشر عددا من الكتب التي أثرت المكتبة العالمية في مجالات القانون الجنائي الدولي، والقانون الجنائي المقارن، ونشر أيضا أكثر من 200 مقال متخصص في عدد من أبرز الدوريات العلمية المتخصصة، ونشرت مقالاته ودراساته تلك بلغات متعددة من بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية.

الجوائز
حصل بسيوني على العديد من الجوائز والأوسمة من بينها نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى في مصر عام 1956، على خلفية مشاركته في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ووسام الاستحقاق العلمي درجة أولى من مصر عام 1984، ووسام الاستحقاق من إيطاليا برتبة قائد عام 1976، ثم وسام الاستحقاق من إيطاليا رتبة الضابط الأعظم عام 1977، ووسام الاستحقاق رتبة الصليب الأعظم من ألمانيا عام 2003، ووسام لنكولن من إلينوي في الولايات المتحدة عام 2001 وغيرها.

كما حصل على جائزة أدلاي ستيفنسون من رابطة الأمم المتحدة في العام 1993، وجائزة سانت فنسنت دي بول الإنسانية من جامعة دي بول في العام 2000، وجائزة لاهاي للقانون الدولي في العام 2007.

الوفاة
توفي بسيوني في 27 سبتمبر/أيلول 2017 بعد صراع مع المرض.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية