"مونجارو".. هل تفوق على "أوزمبيك" و"ويغوفي" في المساعدة على فقدان الوزن؟

حظي عقار "مونجارو" (Mounjaro) المستخدم في علاج مرض السكري، باهتمام خاص مؤخرا؛ إذ لجأ إليه البعض في إنقاص الوزن، بعدما خلصت بعض الأبحاث إلى أن أثره يفوق أثر عقاري "أوزمبيك" (Ozempic) و"ويغوفي" (Wegovy).

فما "مونجارو"؟ وكيف يعمل؟ وهل تم اعتماده دواءً لخفض الوزن؟ وكم فقد الأشخاص الذين استعملوه من أوزانهم؟

أشار تقرير نشرته صحيفة "ذا نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية، إلى أن دراسة وجدت أن تناول مادة "تيرزيباتيد" -المكون النشط في "مونجارو"- أدى إلى انخفاض حاد في مستويات السكر في الدم وفقدان أكبر للوزن، مقارنة بالأدوية الأخرى.

ورغم ذلك، اعترف الدكتور دين شيلينغر -أستاذ الطب وخبير مرض السكري في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو- بصعوبة المقارنة بين جرعات مختلفة من "سيماغلوتايد" (Semaglutide)- المادة الفعالة في "أوزمبيك" و"ويغوفي"- وبين تيرزيباتيد، وتحديد كيفية عمل كل نوع من هذه الأدوية.

مونجارو Mounjaro

ما "مونجارو"؟

"مونجارو" (Mounjaro) هو عقار يعطى في صورة حقنة أسبوعية تمت الموافقة عليها من قِبل "إدارة الأغذية والعقاقير" (FDA) لاستخدامها لخفض نسبة السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ولا يُستخدم في علاج مرضى السكري من النوع الأول.

"مونجارو" هو الاسم التجاري، أما الاسم العلمي فهو "تيرزيباتيد" (Tirzepatide).

ويجب استخدام "مونجارو" مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة. وقد ثبت أيضا في التجارب السريرية، أن العقار مفيد في إنقاص الوزن، إلا أنه ليس معتمدا حاليا على أنه أحد أدوية إنقاص الوزن لدى إدارة الأغذية والعقاقير وفق موقع "دراغز" (Drugs).

ويأتي "مونجارو" كمحلول (سائل) في قلم جاهز للحقن تحت الجلد في البطن أو الفخذ أو العضد. وعادة ما يتم إعطاؤه مرة واحدة في الأسبوع مع أو بدون وجبات في أي وقت من اليوم.

ومن المحتمل أن يبدأ طبيبك بجرعة منخفضة ويزيد جرعتك تدريجيا، ليس أكثر من مرة واحدة كل 4 أسابيع.

كيف يعمل "مونجارو"؟

يعمل "مونجارو" على خفض مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة إنتاج الأنسولين وتقليل كمية السكر التي يصنعها الكبد. كما أنه يبطئ من معدل مرور الطعام عبر جسمك مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.

يحاكي "تيرزيباتيد" نوعين من الهرمونات ينتجان بشكل طبيعي في الجسم؛ "الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاغون" (GLP-1)، و"الببتيد الموجه للأنسولين المعتمد على الغلوكوز" (glucose-dependent insulinotropic polypeptide).

ويعتقد الباحثون أن "تيرزيباتيد" قد يكون فعالا للغاية في خفض مستويات السكر في الدم وفقدان الوزن.

كم من الوزن يفقد مستخدمو "مونجارو"؟

قالت الدكتورة جانيس جين هوانغ، رئيسة قسم أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، إن "تيرزيباتيد" يبطئ إفراغ المعدة، ما يجعل الناس يشعرون بالشبع لفترة أطول. ويعمل عقار "تيرزيباتيد" أيضا على تثبيط إشارات الجوع في الدماغ، ما يؤدي إلى تثبيط الشهية.

وقد أظهرت الأبحاث التي تم تقديمها في مؤتمر جمعية السكري الأميركية الصيف الماضي، أن المشاركين الذين تناولوا "تيرزيباتيد" فقدوا ما يصل إلى 22.5% من وزن الجسم بعد 72 أسبوعا، وهو انخفاض كبير يكاد يكون بنفس فعالية جراحة إنقاص الوزن، كما قال الدكتور روبرت غاباي، كبير المسؤولين العلميين والطبيين بالجمعية.

هل من الآمن تناول "مونجارو" لفقدان الوزن؟

أظهر "مونجارو" أنه يساعد في إنقاص الوزن لدى المرضى الذين يعانون من السمنة، لكنه لم يعتمد بعد كعقار لإنقاص الوزن، إذ لا يزال في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لدى البالغين.

يقول الدكتور أكشايا سريكانث بهاغافاثولا، الذي يدرس "تيرزيباتيد"، إن تناول "مونجارو" قد يؤدي إلى آثار جانبية أكثر خطورة من "أوزمبيك" و"ويغوفي"، فضلا عن فقدان الوزن بشكل أكبر؛ فعادة ما يعاني الأشخاص الذين يستخدمون الدواء من الغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة. وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تناول الدواء إلى الفشل الكلوي والتهاب البنكرياس ونقص السكر في الدم ونزيف الجهاز الهضمي.

ولا يوجد بحث قوي يدرس كيف يمكن أن يؤثر "تيرزيباتيد" على الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري أو السمنة، "فليس لدينا ما يكفي من معلومات لتحديد مدى المجازفة التي يقوم بها المرضى (الذين يستخدمون العقار لإنقاص الوزن)" وفق الدكتور شيلينغر.

أما الدكتور أندرو كرافتسون، الأستاذ المشارك في قسم التمثيل الغذائي والغدد الصماء والسكري في ميشيغان ميديسن، فقال إن الذين يتناولون الدواء يحتاجون إلى إشراف طبي دقيق، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود خطر من أن يؤدي الافتقار الشديد للشهية إلى سوء التغذية واضطراب الأكل، "لا نريد أن نجعل الناس يعانون من فقدان الشهية.. الهدف ليس التخلص من كل الجوع".

جرعات "مونجارو"

تبلغ جرعة البدء الموصى بها من "مونجارو" 2.5 مليغرام، تحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيا. ولا تكفي هذه الجرعة للسيطرة على نسبة السكر في الدم، لكن يُنصح بها لبدء العلاج.

بعد 4 أسابيع، تزيد الجرعة إلى 5 مليغرامات تحقن تحت الجلد مرة أسبوعيا.

وفي حال اقتضت الحاجة المزيد من التحكم في نسبة السكر في الدم، فقد يوصي الطبيب بزيادة الجرعة بمقدار 2.5 مليغرام بعد 4 أسابيع على الأقل من الجرعة الحالية.

الجرعة القصوى من "مونجارو" هي 15 مليغراما تحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيا.

ما الآثار الجانبية لـ"مونجارو"؟

قد يسبب "مونجارو" آثارا جانبية. أخبر طبيبك إذا كانت أي من هذه الأعراض شديدة أو لا تختفي:

  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • فقدان الشهية.
  • القيء.
  • الإمساك.
  • اضطراب المعدة.

بعض الآثار الجانبية يمكن أن تكون خطيرة، مثل:

  • ألم في المعدة لا يزول (وقد ينتشر في الظهر) مع القيء أو بدونه.
  • قد يسبب "مونجارو" نقص السكر في الدم (انخفاض السكر في الدم). قد تشمل علامات وأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم الدوخة أو الدوار أو عدم وضوح الرؤية أو القلق أو التهيج أو تغيرات المزاج أو التعرق أو تداخل الكلام أو الجوع أو الارتباك أو النعاس أو الارتعاش أو الضعف أو الصداع أو سرعة دقات القلب أو الشعور بالعصبية.

وقد يسبب مونجارو "ورم الغدة الدرقية سي" (thyroid C-cell tumors). أخبر طبيبك إذا كان لديك تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو حالة تسمى "متلازمة الورم الصماوي المتعدد" (Multiple Endocrine Neoplasia (MEN) syndrome)، وهي متلازمة تؤدي إلى ظهور الأورام في الغدد الصماء.

إذا واجهت أيا من الأعراض التالية، فاتصل بطبيبك على الفور:

  • تورم في رقبتك.
  • بحة في الصوت.
  • صعوبة في البلع.
  • ضيق في التنفس.
المصدر : الجزيرة + وكالات + نيويورك تايمز