كبد البط المسمن.. فوائده ولماذا الجدل حوله؟
ما كبد البط المسمن؟ وما فوائده وأضراره؟ وما تفاصيل المعركة القانونية التي تشهدها حاليا مدينة نيويورك حياله؟
ما كبد البط المسمن؟
كبد البط المسمن (Foie gras) غني بالدهون والفيتامينات والمعادن، حيث يعمل الكبد عضو تخزين للعديد من العناصر الغذائية، وفقا لتقرير في هيلث لاين.
المكونات الغذائية في كبد البط المسمن
بشكل تقريبي تحتوي أوقية واحدة من كبد البط المسمن (28 غراما) على:
- 130 سعرا حراريا.
- 3 غرامات من البروتين.
- غرام واحد من الكربوهيدرات.
- 12 غراما من الدهون.
هل كبد البط المسمن صحي؟
بسبب محتواه العالي من الدهون، يجب استهلاك كبد البط المسمن باعتدال، إذ إن حصة واحدة من كبد الأوز توفر ما يقرب من 20% من القيمة اليومية الموصى بها للدهون. يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالدهون -خاصة الدهون المشبعة- إلى عدد من المضاعفات الصحية، بما في ذلك تصلب الشرايين وأمراض القلب.
كيف يتم الحصول على كبد البط المسمن؟
يتمثل جزء رئيسي من إنتاج كبد البط المسمن في التغذية الإجبارية. ويعتمد هذا النظام الغذائي على الذرة، وهو غذاء شديد التسمين، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بسرعة وتراكم الدهون في أكباد البط وحولها.
وعملية التسمين هي ما تجعل هذا النوع من الكبد لذيذا. وفي الواقع، تؤدي عملية التغذية القسرية إلى تكبير كبد الطيور بنسبة تصل إلى 10 مرات.
وتتم تغذية البط بالقوة من سن 3 أشهر باستخدام آلات ضغط مزودة بأنابيب بلاستيكية وأخرى ترسل الحبوب الممزوجة بالماء إلى حوصلات الدواجن.
فوائد كبد البط المسمن
تحتوي أوقية واحدة من كبد البط المسمن على أكثر من حاجتك اليومية من فيتامين ب 12، وهو عنصر غذائي رئيسي يساعد جسمك على بناء خلايا الدم الحمراء الصحية والحفاظ على مستويات الطاقة لديك.
ويعد هذا الكبد مصدرًا جيدًا لفيتامين إيه، مما يساعد على منع مشاكل الرؤية ويعزز نمو الخلايا في الجسم. ويحتوي على معادن النحاس والحديد، وهما مهمان في استقلاب الطاقة وإنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون.
معظم الدهون الموجودة في كبد البط أحادية غير مشبعة، وهي شديدة مضادات الالتهاب، وقد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
مشاكل كبد البط المسمن
- كبد البط المسمن باهظ الثمن.
- تم حظر كبد البط المسمن في العديد من الأماكن لأن إطعام الطيور قسرًا لتكبير أكبادها يعد أمرًا غير إنساني.
ما تفاصيل المعركة القانونية التي تشهدها حاليا مدينة نيويورك حيال كبد البط المسمن؟
هي معركة قانونية محتدمة محورها كبد البط المسمن تتواجه فيها بلدية نيويورك، مدعومة من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، مع مربّي البط وعدد من أصحاب المطاعم، بعد قرار سلطات المدينة منعه.
فقد بات القضاء هو الفيصل في مصير كبد البطّ المسمّن في نيويورك، وهو منتج يُصنع حصريا في هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة بعدما توقفت فرنسا عن تصديره إلى الولايات المتحدة.
وعلى غرار ولاية كاليفورنيا، وبعد ضغوط من مجموعات الرفق بالحيوان، صادق رئيس بلدية نيويورك في ذلك الوقت بيل دي بلازيو في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 على قانون محلي يحظر البيع والخدمة وحتى الاحتفاظ بكبد الأوز.
كان من المفترض أن يدخل هذا النص -الذي يحظر هذا الطبق "الفاخر" المحضّر عن طريق التغذية القسرية للبط- حيز التنفيذ بعد 3 سنوات من اعتماده، أي نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ولاية نيويورك بمواجهة المدينة
لكن في سبتمبر/أيلول الماضي، استحصلت المزرعتان الرئيسيتان لتربية البط وإنتاج الكبد المسمّن في ولاية نيويورك، وهما "هدسون فالي فوا غرا فارم" و"لا بيل فارم"، من المحكمة العليا المحلية على حكم قضى بتعليق الحظر الصادر عن البلدية.
حتى أن أصحاب المطاعم ومربي الدواجن حصلوا في نهاية عام 2022 على دعم وزارة الزراعة وأسواق الأغذية بولاية نيويورك، والتي تطعن في شرعية الأمر الصادر عن بلدية المدينة.
وشنّت بلدية نيويورك هجوما مضادا في المحكمة في يناير/كانون الثاني الماضي. ولم ترد البلدية -التي يقودها منذ 2022 الديمقراطي إريك آدامز الذي يقول إنه نباتي- على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية.
ويبدي المربي ومنتج الـ"فوا غرا" (البط المسمن) ماركوس هينلي ثقته في أنه على حق في قضيته، ويقول إنه يجني من هذا النشاط التجاري 25 مليون دولار سنويا، وسيخسر ربع هذه الإيرادات في حال تطبيق قرار الحظر الجديد.
وتحت حظائر متداعية ضخمة تنبعث منها رائحة كريهة من تربية الدواجن، تتم تغذية البط بالقوة من سن 3 أشهر باستخدام آلات ضغط مزودة بأنابيب بلاستيكية وأخرى ترسل الحبوب الممزوجة بالماء إلى حوصلات الدواجن.
في مواجهة هذه الممارسة -التي تثير الصدمة بشكل متزايد في أوروبا وأميركا- يؤكد ماركوس هينلي بصفته "مزارعا" أن هذه الممارسة "لا تسبب معاناة للحيوانات"، إذ إن الحويصلة لديها بشكل طبيعي -حسب قوله- وظيفة تخزين، ويشدد المزارع على ضرورة عدم إغفال "الاختلاف بين البشر والحيوانات".
غير أن براين بيز -محامي جمعية "المصوتون من أجل حقوق الحيوان" الذين عملوا على القانون في نيويورك- يرفض هذه الحجة.
ويقول المحامي لوكالة الصحافة الفرنسية "تعتقد الأغلبية العظمى من الناس أن جميع الحيوانات تستحق المعاملة الإنسانية، حتى تلك التي تتم تربيتها من أجل الغذاء؛ ولهذا السبب هناك المزيد من القوانين التي تستهدف ممارسات تربية الحيوانات الوحشية"، مبديا اقتناعه بأن "فوا غرا" سيُحظر في نيويورك "خلال بضعة أشهر".