مادة مشعة تزرع داخل الورم للقضاء على سرطان البنكرياس

توصّل باحثون في جامعة دوك بالولايات المتحدة إلى علاج يعدّ الأكثر فعالية ضد سرطان البنكرياس في فئران المختبر حتى الآن.

ونشرت نتائج البحث في مجلة نتشر للهندسة الطبية (Nature Biomedical Engineering) في أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت (EurekAlert).

وخلايا سرطان البنكرياس من الصعب علاجها، لذلك يعدّ إيقاف نمو السرطان في التجارب على الفئران نجاحا كبيرا.

ويقوم العلاج الجديد بإزالة نحو 80% من الخلايا السرطانية بأنواعها المختلفة النامية في فئران المختبر، بما في ذلك الصعبة منها.

حقن مادة شبه هلامية

المقاربة الجديدة تقوم على استخدام العلاج الكيميائي بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي، ولكن هذه المرة من خلال إيصال العلاج الإشعاعي عن طريق حقن مادة شبه هلامية (Gel-like) تحتوي على النظير المشع لليود-131 (iodine-131) داخل الورم السرطاني، وبذلك يتم تجنب تعريض الجسم لمصدر إشعاع خارجي يكون عليه اختراق الخلايا السليمة والتسبب بأضرار لها قبل الوصول إلى الخلايا السرطانية.

واختبر الباحثون علاجهم الجديد على خلايا سرطان البنكرياس المعروفة بصعوبة علاجها، آملين في أن يتآزر حقن المادة المشعة داخل الورم السرطاني مع العلاج الكيميائي للقضاء عليه.

اختبار هذه المقاربة على النماذج ما قبل السريرية لا يزال في مراحله المبكرة، ولا يتوقع استخدامها لعلاج البشر قريبا.

ووفقا للباحثين، فإن الخطوة القادمة تهدف لاختبار هذه التقنية على عدد كبير من حيوانات المختبر، وإثبات إمكانية استخدامها بمساعدة الأدوات السريرية وأدوات التنظير المعروفة التي قد تدرب الأطباء على استعمالها. ويطمح الباحثون بعد ذلك لبدء المرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر.

يقول الباحث المشارك في الدراسة جيف شال إنه بعد الغوص عميقا فيما يزيد على 1100 علاج لسرطان البنكرياس في حيوانات الاختبار، فإنهم لم يجدوا أي علاج يقوم بإزالة الورم كليا. ويضيف أنه حينما نجد أن الأبحاث المنشورة تقول إن ما نراه في بحثنا غير موجود، فعلينا أن نعلم أننا الآن أمام شيء مثير للاهتمام.

وتقوم التقنية الجديدة على الجمع بين العلاج الكيميائي التقليدي الذي يقوم بإبقاء الخلايا السرطانية في الطور الذي تكون فيه سريعة التأثر بالإشعاع، مع تسليط مصدر للإشعاع عليها. وهذه التقنية لن تكون فاعلة ما لم يتخط الإشعاع عتبة معينة في الخلايا السرطانية. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي حدث في تشكيل وتوجيه العلاج الإشعاعي، فإنه من الصعب إيصال الإشعاع بالقدر الكافي دون آثار جانية تؤثر على الخلايا السليمة.

التيتانيوم

وقام العلماء بتجريب طريقة جديدة لإيصال الإشعاع إلى الخلايا من خلال زراعة مادة مشعة مغلفة بالتيتانيوم داخل الورم مباشرة، ولكن لأن التيتانيوم يعوق مرور كل الأشعة باستثناء أشعة غاما التي تنتقل بعيدا خارج الورم، فإنها تبقى لفترة قصيرة لا تكفي لهزيمة الخلايا السرطانية المجاورة لها.

ولتجنب مثل هذه العقبة ومثيلاتها، جرّب الدكتور شال طرقا شبيهة لزراعة الأشعة داخل الورم، لكن هذه المرة باستخدام متعدد الببتيدات المشابه للإلاستين "إي إل بي إس" (elastin-like polypeptides (ELPs)) والذي يتكون من مجموعة من الأحماض الأمينية المترابطة سويةً لتشكل مادة شبه هلامية مصممة للعمل كنظام إيصال بمواصفات مناسبة للواجب الذي ستقوم بتأديته.

تكون "إي إل بي إس" على شكل سائل عندما تحفظ في درجة حرارة الغرفة، لكنها تتحول إلى مادة هلامية عند دخولها للجسم ذي الحرارة الأكثر دفئاً. عند حقن الكتلة السرطانية بالمادة المشعة، فإن "إي إل بي إس" ستقوم بتغليفها. وقد قام الباحثون هذه المرة باستخدام نظير اليود المشع 131 الذي يستخدم بكثرة من قبل الأطباء في العلاج الإشعاعي ولمدة طويلة، كما أن فعاليته البيولوجية مفهومة بشكل جيد.

يقوم نظير اليود المشع بإطلاق أشعة من النوع بيتا (beta radiation)، تقوم باختراق المادة الهلامية لتفرغ طاقتها في الخلايا السرطانية المحيطة بها دون أن تتسبب بأضرار لخلايا الإنسان السليمة. مع مرور الوقت تبدأ "إي إل بي إس" بالتحلل والعودة إلى مكوناتها الأصلية، ولكن ليس قبل أن يتحول اليود المشع بالكامل إلى عنصر الزينون (xenon) الذي يعتبر مادة غير ضارة للجسم. وبالإضافة إلى هذه الأشعة، فقد تم علاج الفئران المصابة بدواء "باكليتاكسيل" (Paclitaxel) الذي يستخدم في علاج أنواع متعددة من السرطانات.

قام الباحثون بتجريب العلاج على خلايا سرطانية نمت تحت جلد الفئران كنتيجة لطفرات جينية متعدد، كما قاموا بتجريبه على أورام سرطانية نمت داخل البنكرياس، وهو ما يجعل علاجها أكثر صعوبة. وبالمحصلة حقق العلاج الجديد استجابة تامة في جميع النماذج التي جُرب لعلاجها مع إزالة كاملة للورم في معظم الحالات، ولم يظهر لهذا العلاج أعراض جانبية في الوقت الذي تلاه إلا ما تسبب به العلاج الكيميائي.

مركب طبيعي في العنب يحارب سرطان البنكرياس أفادت دراسة ألمانية حديثة بأن مركبًا طبيعيا في العنب يمكن أن يوقف نمو وانتشار خلايا سرطان البنكرياس، ويعد نقطة انطلاق واعدة لتطوير علاج فعال للمرض. 05.12.2018

المصدر : الجزيرة + وكالات + يوريك ألرت