أعراض فيروس نيباه.. هل حظرت مصر استيراد اللحوم من ولاية كيرالا الهندية بسببه؟

لا يوجد حاليا علاج لفيروس نيباه

تناقلت مواقع إعلامية خبرا عن حظر وزارة الزراعة المصرية استيراد اللحوم من ولاية كيرالا الهندية بعد تسجيل وفاة طفل بفيروس نيباه "Nipah Virus" فما التفاصيل؟ وهل تستورد القاهرة لحوما من ولاية كيرالا؟ وما أعراض نيباه؟ وما مضاعفاته؟

البداية مع موقع روسيا اليوم -الذي نقل عن موقع "القاهرة 24″– تأكيد مصدر مسؤول أن وزارة الزراعة اتخذت قرارا بحظر استيراد اللحوم الهندية ومنتجاتها، تحسبا من انتقال فيروس نيباه إلى البلاد، كما شددت وزارة الزراعة من إجراءاتها.

بعدها صرح الدكتور أحمد عبد الكريم رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى موقع فيتو، أن الهيئة تحركت بمجرد صدور التقارير العلمية المؤكدة لظهور "نيباه" في الولاية الهندية، وقررت بعد دراسة الأمر حظر عمليات الاستيراد تلك، وذلك نظرا لخطورة هذا الفيروس الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان.

أعراض فيروس نيباه

وأشار إلى أن الإجراءات -التي تم اتخاذها احترازيا بوقف استيراد اللحوم من كيرالا- جاءت بناء على التتبع المستمر للموقف الوبائي لكل الدول التي تستورد منها القاهرة الأغذية المختلفة، عبر الحجر البيطري.

وكانت الهند قد اكتشفت أعراض "نيباه" لدى 11 شخصا في كيرالا، وصفت حالتهم بأنها مستقرة، وأن جميعهم خالطوا طفلا عمره 12 عاما توفي بهذا الفيروس، وقد شرع أطباء الولاية بفحص 251 شخصا خالطوه.

"لم نشترِ لحوما من كيرالا"

من جهتها أكدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة المصرية –في تصريح لبوابة أخبار اليوم القاهرية- أنه لم يتم استيراد أي حيوانات أو لحوم من كيرالا أو المناطق المجاورة لها نهائيًا.

وأشارت الهيئة إلى أن هناك عملية تتبع لهذا المرض من خلال خريطة لمعرفة الدول التي تظهر بها أي إصابات لإضافتها إلى قائمة البلدان التي يتم حظر التعامل معها باستيراد الحيوانات أو اللحوم أو الطيور.

حظر الاستيراد من أي دولة يظهر بها الفيروس

أوضحت الخدمات البيطرية المصرية في تصريحها لأخبار اليوم أنه "تقرر حظر استيراد لحوم أو دواجن من أي دولة يظهر بها فيروس نيباه بجانب أنه يتم فحص أي حيوانات داخل المحاجر الحدودية لحماية الثروة الحيوانية في مصر".

كما أوضح الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة -في تصريحات لموقع الوطن– أن مصر لا تستورد أي لحوم من أي دولة يظهر فيها هذا الفيروس، مشيرا إلى أن بلاده لا تستورد من كيرالا الهندية لحوما من الأساس.

وبين أن الجهات المعنية بوزارة الزراعة كانت تتخذ إجراءات احترازية قبل واقعة وفاة الطفل الهندي، مؤكدا تشديد الرقابة على كل الواردات التي تأتي من الخارج، بالإضافة لمنع وصول أي طيور أو حيوانات حية من المناطق المصابة بهذا الفيروس منذ ظهوره بداية العام.

وأكد الدكتور محمود تشديد الفحص الدوري على المنتجات في معهد بحوث صحة الحيوان ولم تتثبت إصاباتها، بالإضافة إلى فحص الخفافيش الموجودة في مصر وتم التأكد من عدم وجود هذا الفيروس في البلاد حتى الآن.

مصر خالية من نيباه

ومن جانبه، قال الدكتور هاني حسن مدير معهد بحوث التناسليات بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة إن بلاده خالية تماما من فيروس نيباه.

وأضاف الدكتور حسن -في تصريحات لموقع القاهرة 24– أنه تم فحص الخفافيش الموجودة في البلاد بالتعاون مع وزارة البيئة، وثبت أنها خالية تمامًا من فيروس نيباه.

كما أشار إلى أن مصر خالية تمامًا من فيروس نيباه ولم تُسجل أي حالات، مؤكدًا أن وزارة الزراعة على أتم الاستعداد لفحص الفيروسات بسبب توافر كل الإجراءات التقنية بمعهد بحوث صحة الحيوان.

وأوضح مدير معهد بحوث التناسليات "هناك بعض البلاد البديلة التي نقوم باستيراد اللحوم منها بدلا من الهند، مثل كولومبيا فنزويلا وأورغواي بالإضافة إلى الدول الأوروبية".

نقيب الفلاحين يعلق

من جهته قال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام "مصر تستورد ما يقارب 700 ألف طن سنويا من اللحوم وتستورد نصف هذه الكمية تقريبا من البرازيل والهند" لافتا إلى أن حظر استيراد اللحوم من البرازيل بعد ظهور مرض جنون البقر بها، وحظر استيراد اللحوم من الهند بعد ظهور مرض نيباه، قد يؤدي لارتفاع أسعار اللحوم" وفق موقع الدستور.

وأضاف النقيب "رغم أن مصر تستورد نحو نصف كميات اللحوم من دول أخرى فإن البرازيل والهند تشكلان السوق الأكبر والأقل بالتكاليف والأسعار، وأن حظر معظم الدول للاستيراد منهما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم بالدول المصدرة الأخرى".

وقد استغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخبر المتداول بسبب عدم المعرفة المسبقة لهم بإستيراد مصر لحوما من الهند، وفق ما رصدت وحدة "سند" للتحقق بشبكة الجزيرة.

وأضافت "سند" أن هذا ما دفع البعض للتدوين عن أهمية الاكتفاء المحلي من اللحوم تفاديا لنقل الأمراض.

وقال مغردون إن انتشار الخبر جاء لتبرير ارتفاع أسعار اللحوم، الذي وصفوه بأنه غير مفهوم على مدار الأيام الماضية، وإطلاق دعوات لضبط أسعار السوق.

ماذا تعرف عن نيباه؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن نيباه فيروس حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوانات إلى البشر) ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس.

وفي الأشخاص المصابين، يتسبب في مجموعة من الأمراض من العدوى غير المصحوبة بأعراض إلى أمراض الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.

ويقدر معدل الإماتة (نسبة الوفيات بين المصابين) بحوالي 40-75%.

يمكن أن ينتقل إلى البشر من الحيوانات (مثل الخفافيش أو الخنازير) أو الأطعمة الملوثة أو ينتقل مباشرة من إنسان إلى إنسان.

وخفافيش الفاكهة من فصيلة بتيروبوديدي (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه.

ولا يوجد علاج أو لقاح متاح للبشر أو الحيوانات، والعلاج الأساسي للبشر هو الرعاية الداعمة.

وتقول المنظمة: رغم أن "نيباه" تسبب في عدد قليل من حالات تفشي المرض المعروفة بآسيا فإنه يصيب مجموعة واسعة من الحيوانات ويسبب أمراضا خطيرة وموتا للبشر، مما يجعله مصدر قلق للصحة العامة.

متى ظهر لأول مرة؟

تم التعرف على "نيباه" لأول مرة عام 1999 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير بماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن حالات تفش جديدة في البلاد منذ عام 1999، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

كما تم الاعتراف بوجوده في بنغلاديش عام 2001، وحدثت فاشيات سنوية تقريبا في ذلك البلد منذ ذلك الحين. كما تم التعرف على المرض بشكل دوري شرق الهند.

قد تكون مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة، حيث تم العثور على دليل على الفيروس بالمستودع الطبيعي المعروف وهو خفافيش الفاكهة أو ما تسمى الثعالب الطائرة (Pteropus) والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى بعدد من البلدان، بما فيها كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلند.

كيف تحدث العدوى؟

خلال أول انتشار معترف به في ماليزيا، نتجت معظم الإصابات البشرية عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو أنسجتها الملوثة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

في الفاشيات اللاحقة في بنغلاديش والهند، كان استهلاك الفاكهة أو منتجاتها (مثل عصير النخيل الخام) الملوثة بالبول أو اللعاب من خفافيش الفاكهة المصابة هو المصدر الأكثر احتمالا للعدوى.

كما تم الإبلاغ عن انتقال "نيباه" من إنسان إلى آخر بين أفراد الأسرة، ومقدمي الرعاية للمرضى المصابين.

وخلال الفاشيات اللاحقة في بنغلاديش والهند، انتشر هذا الفيروس مباشرة من إنسان لآخر من خلال الاتصال الوثيق بإفرازات الناس.

فترة حضانة الفيروس

يعتقد أن فترة الحضانة (الفاصل الزمني من الإصابة إلى ظهور الأعراض) تتراوح بين 4 و14 يوما. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن فترة حضانة تصل إلى 45 يوما، وفقا لمنظمة الصحة.

ما الأعراض؟

لدى البشر، تتراوح الحالة من العدوى بدون أعراض إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة (خفيفة وشديدة) والتهاب الدماغ القاتل، وفقا لمنظمة الصحة.

يشعر المصابون في البداية بأعراض تشمل:

  • الحمى
  • الصداع
  • آلام العضلات
  • القيء
  • التهاب الحلق

يمكن أن يتبع ذلك:

  • دوار
  • نعاس
  • تغير في الوعي، علامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد.
  • يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من التهاب رئوي غير نمطي ومشاكل تنفسية حادة، بما في ذلك الضائقة التنفسية الحادة.
  • يحدث التهاب الدماغ والنوبات المرضية في الحالات الشديدة، وتتطور إلى غيبوبة في غضون 24 -48 ساعة.

يتعافى معظم الأشخاص الذين ينجون من التهاب الدماغ الحاد تماما، ولكن تم الإبلاغ عن حالات عصبية طويلة الأمد لدى الناجين.

وما يقرب من 20% من المرضى يعانون من عواقب عصبية متبقية، مثل اضطراب النوبات وتغيرات الشخصية.

وينتكس عدد قليل من الأشخاص الذين يتعافون لاحقا، أو يصابون بالتهاب الدماغ المتأخر.

ولا يوجد علاج أو لقاح متاح للبشر أو الحيوانات ضد فيروس نيباه. والعلاج الأساسي للبشر هو الرعاية الداعمة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة المصرية + مواقع إلكترونية