ما أعراض الحمى النزفية التي أعلن العراق تسجيل حالات منها؟

من وزارة الزراعة العراقية، صورة لتقرير إنتشار الحمى النزفية في العراق، مهند فارس. تاريخ 19 يوليو 2021. فيما لا يزال العراق يتعافى من موجة الوباء الأخيرة ظهر فايروس الحمى النزيفية مرة أخرى مسبباً هلع بين الأوساط الشعبية, وسجلت وزارة الصحة ثلاث وفيات وثلاثة إصابات متوزعة بين بغداد وذي قار والإشتباه بحالات إصابة في محافظة الأنبار على مدى الإسبوعين الماضيين حسب تصريح الدكتور هيثم العبيدي مدير قسم تعزيز الصحة في دائرة الصحة العامة.
يجب الابتعاد عن حظائر الحيوانات التي تعد الوسط الممتاز لتكاثر الحشرات الناقلة لفيروس الحمى النزفية (الجزيرة)

بغداد– فيما لا يزال العراق يتعافى من موجة الوباء الأخيرة من كورونا؛ ظهر فيروس الحمى النزفية مرة أخرى مسببا هلعا بين الأوساط الشعبية، وسجلت وزارة الصحة 3 وفيات و3 إصابات متوزعة بين بغداد وذي قار، وكذلك الاشتباه بحالات إصابة في محافظة الأنبار على مدى الأسبوعين الماضيين، وفق ما أعلنت عنه دائرة الصحة العامة.

ويقول الدكتور أسامة إسماعيل -في تصريح للجزيرة نت- إن الحمى النزفية الفيروسية هي مجموعة أمراض معدية يمكن أن تتسبب في علة شديدة تهدد الحياة من خلال تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما يجعلها تنزف وتعيق قدرة الدم على التجلط، وهي عدة أنواع، منها حمى الضنك والإيبولا والحمى الصفراء.

وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية بلدغات الحشرات المصابة بالعدوى كالبعوض والقراد، أو عن طريق مخالطة الحيوانات المصابة أثناء ذبحها من دون استخدام الملابس الواقية والنظارات، وكذلك عبر تعرض الجروح لدم مصاب أو سوائل الجسم الأخرى كاللعاب.

وأضاف الدكتور أسامة "تعد الأخيرة أحد الأسباب الرئيسية لانتشار هذا المرض في الوقت الحالي ببلدنا؛ نظرا لقرب عيد الأضحى المبارك وتوجه المواطنين لشراء المواشي والتهيؤ لذبحها". وقد تنتشر بعض الأنواع بطريقة العدوى من أشخاص مصابين.

كما صرح أن العيش في المناطق الموبوءة بالفيروس أو السفر إليها، والعمل مع أشخاص مصابين، والتواجد في الأماكن الموبوءة بالفئران، ومشاركة الأبر الوريدية المستخدمة في حقن الأدوية؛ كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة.

من وزارة الزراعة العراقية، صورة لتقرير إنتشار الحمى النزفية في العراق، مهند فارس. تاريخ 19 يوليو 2021. فيما لا يزال العراق يتعافى من موجة الوباء الأخيرة ظهر فايروس الحمى النزيفية مرة أخرى مسبباً هلع بين الأوساط الشعبية, وسجلت وزارة الصحة ثلاث وفيات وثلاثة إصابات متوزعة بين بغداد وذي قار والإشتباه بحالات إصابة في محافظة الأنبار على مدى الإسبوعين الماضيين حسب تصريح الدكتور هيثم العبيدي مدير قسم تعزيز الصحة في دائرة الصحة العامة.
تحذيرات من انتشار الحمى النزفية بالعراق في حال تجاهل تعليمات الرقابة الصحية وعدم الالتزام بسبل الوقاية (الجزيرة)

مرض معدٍ معروف

ويوضح الدكتور أسامة إسماعيل أن الحمى النزفية مرض معدٍ معروف له عدة أنواع، وينتشر عادة في المناطق الاستوائية والبيئة التي تكثر فيها تربية المواشي والحيوانات؛ حيث تزداد فيها نواقل الأمراض مثل البعوض والقراد والقوارض.

وكان العراق قد سجل 3 وفيات فقط نتيجة للحمى النزفية سنة 2018 في محافظتي واسط والموصل بعد غياب لأكثر من 8 سنوات.

ما أعراض الإصابة بالحمى النزفية؟

يقول الدكتور أسامة إسماعيل "تختلف مؤشرات الحمى النزفية الفيروسية وأعراضها وفق نوع المرض؛ حيث يمكن أن تكون الأعراض الأولية بسيطة ويمكن أن تكون شديدة تهدد الحياة".

وتتضمن المؤشرات والأعراض المبكرة:

  • الحمى.
  • التعب.
  • الضعف العام.
  • آلام العضلات والعظام والمفاصل.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.

بينما تشمل الأعراض المهددة للحياة:

  • نزيف تحت الجلد وفي الأعضاء الداخلية والفم والعين والأذنين.
  • خلل وظيفي في الجهاز العصبي.
  • الغيبوبة.
  • الهذيان.
  • الفشل الكلوي.
  • الفشل التنفسي.
  • فشل الكبد.

من جهتها، تقول الصيدلانية لمى محمد "هذا لا يعني بالضرورة تفاقم الوضع الصحي إذا ما اتخذت الإجراءات الوقائية ومكافحة المسببات، حيث من الممكن أن تزول جميع أعراض الطور الأول من المرض بعد الإصابة ببضعة أيام والتعافي التام بعدها، كما يمكن استخدام أدوية وعلاجات مساندة وداعمة للمناعة".

الدكتور أسامة إسماعيل، ، صورة لتقرير إنتشار الحمى النزفية في العراق، مهند فارس. تاريخ 19 يوليو 2021. فيما لا يزال العراق يتعافى من موجة الوباء الأخيرة ظهر فايروس الحمى النزيفية مرة أخرى مسبباً هلع بين الأوساط الشعبية, وسجلت وزارة الصحة ثلاث وفيات وثلاثة إصابات متوزعة بين بغداد وذي قار والإشتباه بحالات إصابة في محافظة الأنبار على مدى الإسبوعين الماضيين حسب تصريح الدكتور هيثم العبيدي مدير قسم تعزيز الصحة في دائرة الصحة العامة.
الدكتور أسامة إسماعيل: الحمى النزفية الفيروسية يمكن أن تسبب تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الجزيرة)

هل سيشكل فيروس الحمى النزفية أزمة وبائية خطيرة في العراق؟

يرى الدكتور أسامة إسماعيل أن الاستمرار بتجاهل تعليمات الرقابة الصحية بما يتعلق بتربية وذبح الأضاحي وعدم الالتزام بسبل الوقاية وإهمال النظافة الشخصية؛ أمور من شأنها أن تسرع وتيرة انتشار المرض بشكل وبائي.

طرق الوقاية من المرض

يعتقد الدكتور أسامة إسماعيل أن الالتزام بارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه الشبيهة بملابس الوقاية من باقي الأمراض المعدية عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم مع الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلّص منها فورا؛ كلها وسائل كفيلة بالوقاية من المرض.

وأكد إسماعيل على الالتزام بالإرشادات الصحية اللازمة والنظافة والتعقيم، وخاصة بعد ملامسة الحيوانات، والتوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بالأعراض أو حصول أي نزيف.

وتقول الصيدلانية لمى محمد إن من الواجب الابتعاد عن حظائر الحيوانات التي تعد الوسط الممتاز لتكاثر الحشرات الناقلة للفيروس.

كما ينصح بطهي اللحوم بشكل جيد، حيث يموت الفيروس عند درجة الحرارة 60، وكذلك ينصح ببسترة الحليب ومشتقاته.

كما أن استخدام التعقيم وخاصة المحتوي على الكلور -عند مسح الأسطح- كفيل بالقضاء على الفيروس.

ما الواجب عمله لمكافحة الفيروس؟

يرى الطبيب الزراعي حامد السوداني وجوب البدء بتحصين الحيوانات بلقاحات مكافحة البراغيث ومكافحة الآفات المسببة للأمراض الحيوانية في البيئة الزراعية.

ويعزو أسباب انتشار المرض في جنوب البلاد للإهمال الحاصل لمناطق الأهوار والحقول الزراعية المحيطة بها، وكذلك الحال بالنسبة لغابات الموصل التي شهدت إصابة أحد المواطنين سنة 2018.

وقال إنه يجب رش الحقول ومناطق الانتشار بالمياه الساخنة والمبيدات الحشرية المتوافقة مع البيئة، وهو النظام المعمول به ضمن مناطق انتشار الفيروس في أستراليا، وكذلك يجب منع نقل المواشي خارج المحافظات المصابة وهذا كفيل بمنع انتشار المرض والقضاء عليه.

وصرحت وزارة الزراعة العراقية -عبر موقعها الرسمي- بمباشرتها رش الحظائر وتغطيس الحيوانات في مختلف مناطق محافظة ذي قار، مشيرة إلى أن العراق من أقل دول العالم إصابة بهذا الفيروس.

وأفادت مصادر رسمية للجزيرة نت عن استعداد وزارة الصحة العراقية لمواجهة الأزمة الطارئة؛ حيث قال المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- "إن الوباء مشابه في بعض جوانبه لفيروس كورونا، وقد نجحت الوزارة في القضاء على موجته الأخيرة".

من جهتهم، شكك بعض المواطنين بهذا الاستعداد، بسبب ما واجهته الوزارة من انتقادات بخصوص فاجعة مستشفى الحسين في محافظة ذي قار.

المصدر : الجزيرة