عقار الديكساميثازون ينقذ حياة مليون شخص من الموت بفيروس كورونا

توصّلت دراسة إلى أن عقارا للحساسية قد أنقذ حياة حوالي مليون إنسان عالميا من الوفاة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فما هو؟ وماذا أظهرت دراسة حديثة عن لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca) المضاد لكورونا واحتمالية الجلطات؟ الإجابات وتفاصيل أخرى في هذا التقرير.

نبدأ من بريطانيا، حيث قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا -اليوم الثلاثاء- إنه تم اكتشاف أن دواء ديكساميثازون (Dexamethasone) يعتبر علاجا فعالا لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، وقد عالج ما يقرب من مليون شخص على مستوى العالم، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية وصحيفة الغارديان (the guardian).

ويستخدم دواء ديكساميثازون الذي يعالج الحساسية الشديدة والأمراض الجلدية والغثيان والتورم وأمراض المناعة الذاتية، لعلاج مرضى فيروس كورونا في المستشفيات منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.

وجاءت النتائج بعد تجربة بقيادة علماء من جامعة أكسفورد في بريطانيا، في دراسة تسمى "ريكفري" (recovery)، إذ تبين أن هذا الدواء يمكن أن يحدّ من وفيات مرضى كوفيد-19 في المستشفيات الذين هم بحاجة للأكسجين ويعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي.

وبحسب دراسة منفصلة أجراها قسم نافيلد للطب في أكسفورد، فإنه يقدر أن هذا الدواء قد عالج 22 ألف مريض في بريطانيا، و958 ألفا في جميع أنحاء العالم حتى الآن.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية سيمون ستيفنز: "بفضل العمل الاستثنائي لباحثينا وموظفي هيئة الخدمات الصحية والمرضى، ربما تم إنقاذ حوالي مليون شخص في جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "الأبحاث التي تستغرق سنوات في العادة، أسفرت عن حلول في وقت قياسي، بنتائج تردد صداها في جميع أنحاء العالم".

وتابع: "مثلما انتشر الفيروس عبر الحدود، يجب كذلك أن تكون العلاجات واللقاحات بمثابة إستراتيجية خروج مشتركة للبشرية من هذه الجائحة".

ما الديكساميثازون؟

والديكساميثازون (Dexamethasone) هو كورتيكوستيرويد (Corticosteroids) يشبه الهرمون الطبيعي الذي تنتجه الغدد الكظرية في الجسم، وغالبا ما يتم استخدامه لاستبدال هذه المادة الكيميائية عندما لا ينتج الجسم ما يكفي منها، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة.

والكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) هي نوع من الهرمونات تنتج في الغدة الكظرية، كما توصف أدوية.

كيف يعمل الديكساميثازون؟

يعمل الديكساميثازون على تخفيف الالتهاب في الجسم، ويشمل هذا تخفيف التورم والحرارة والاحمرار والألم. ويستخدم في علاج أشكال معينة من التهاب المفاصل، واضطرابات الجلد والدم والكلى والعين والغدة الدرقية والأمعاء (مثل التهاب القولون) والحساسية الشديدة والربو، كما يستخدم في علاج أنواع معينة من السرطان.

في حالات معينة يمكن أن يتسبب الالتهاب في فرط نشاط الجهاز المناعي، مما قد يقود إلى تلف في أنسجة الجسم. ويساعد الديكساميثازون على منع استجابة جهاز المناعة للالتهاب، مما يساعد على منع هذا الضرر.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، توصل باحثون إلى أن الديكساميثازون خفّض معدلات الوفاة بحوالي الثلث بين مرضى الحالات الحرجة المصابين بكوفيد-19 في المستشفيات، ووقتها قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "هذا أول علاج يظهر أنه يخفض معدل الوفيات في مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى أكسجين أو لجهاز تنفس صناعي"، وأضاف "هذا خبر عظيم، وأوجّه التهنئة لحكومة المملكة المتحدة وجامعة أكسفورد والكثير من المستشفيات والمرضى في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الإنجاز العلمي المنقذ للحياة".

إنفوغراف ما احتمالية حدوث جلطة لدى من تلقوا لقاح أسترازينيكا-أكسفورد

 

لقاح أسترازينيكا بريء من الجلطات براءة الذئب من دم يوسف

توصلت المرحلة الثالثة من دراسة على لقاح أسترازينيكا أن فعاليته تبلغ 79% في الوقاية من أعراض مرض كوفيد-19، وأنه فعال بنسبة 100% ضد الإصابة بالحالات الشديدة من المرض، كما لم يظهر أي خطر متزايد لتجلط الدم مع استعمال اللقاح.

وشملت التجربة 32 ألفا و449 مشاركا، وقد أظهر أيضا فعالية عند 80% في المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة وما فوق. ونشرت نتائج الدراسة على موقع شركة أسترازينيكا.

وأظهرت النتائج أن اللقاح كان جيد التحمل، ولم تحدد لجنة مراقبة سلامة البيانات المستقلة (independent data safety monitoring board) أي مخاوف تتعلق بسلامته. وأجرت اللجنة مراجعة محددة للأحداث الخثارية (الجلطات) (thrombotic events)، وكذلك تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (cerebral venous sinus thrombosis) بمساعدة طبيب أعصاب مستقل. ولم تجد اللجنة أي خطر متزايد للتخثر أو الأحداث التي تتميز بتجلط الدم بين 21 ألفا و583 مشاركا تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، ولم يعثر البحث المحدد عن (CVST) على أي أحداث في هذه التجربة.

وقالت آن فولسي أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة روتشستر بالولايات المتحدة، وهي الباحثة الرئيسية المشاركة في التجربة: "تؤكد هذه  المعطيات النتائج السابقة التي لوحظت في التجارب عبر جميع السكان البالغين، ولكن من المثير رؤية نتائج فعالية مماثلة لدى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما لأول مرة. ويثبت هذا التحليل صحة لقاح أسترازينيكا ليكون خيار تطعيم إضافيا تشتد الحاجة إليه، مما يوفر الثقة في أن البالغين من جميع الأعمار يمكنهم الاستفادة من الحماية ضد الفيروس".

جدول يقارن بين لقاحات كورونا الموجودة حاليا من حيث السعر والفعالية والجرعات ودرجة حرارة التخزين

 

دراسة: الحوامل اللاتي تلقين اللقاح ينقلن الأجسام المضادة لأطفالهن

تظهر الأبحاث المبكرة أن الأمهات الحوامل اللاتي تلقين اللقاح ينقلن الأجسام المضادة لفيروس كوفيدـ19 إلى أطفالهن، عن طريق حليب الأم وفي الرحم.

وقال الكاتب غوستاف كيلاندر في تقريره الذي نشرته صحيفة "ذي إندبندنت" (independent) البريطانية، إن العديد من الدراسات الأولية تُظهر أن الحوامل اللاتي حصلن على لقاح "آر إن إيه المرسال" (messenger RNA vaccine)، مثل لقاحات فايزر (Pfizer) ومودرنا (Moderna)، كان لديهن أجساما مضادة لفيروس كوفيدـ19 في دم الحبل السري. ووجدت دراسة أخرى أجساما مضادة في لبن الأم، مما يعني أنه يمكن نقل بعض المناعة إلى الأطفال أثناء الحمل وبعد الولادة.

وقالت برينا هيوز نائبة رئيس قسم التوليد في جامعة ديوك، لصحيفة "واشنطن بوست" (washingtonpost) إن بعض الأوراق البحثية التي لم تتم مراجعتها من قبل الأقران هي "أول ما أظهر ما كنا نأمل أن يكون صحيحا، وهو أن هذه اللقاحات يمكن أن تكون وقائية من خلال نقل الأجسام المضادة إلى الجنين". وأضافت أن "المخاوف من المخاطر والأذى المحتمل قد ثبت أنها غير صحيحة. في الواقع، قد يتم إثبات أن اللقاحات توفر بالفعل الحماية للجنين في طور النمو".

وذكر الكاتب أن عاملة رعاية صحية في جنوب فلوريدا تلقت اللقاح قبل 3 أسابيع من إنجاب فتاة تحمل أجساما مضادة لفيروس كوفيدـ19، حسبما ذكرته شبكة "سي بي إس نيوز" (CBS news).

وكتب الدكتور بول غيبلرت والدكتور تشاد رودنيك في دراسة بنسختها الأولية أن "الأجسام المضادة يمكن اكتشافها في عينة دم الحبل السري لحديثي الولادة بعد جرعة واحدة فقط من لقاح مودرنا ضد فيروس كوفيدـ19. وبالتالي، هناك إمكانية للحماية وتقليل مخاطر العدوى من فيروس كورونا عند تطعيم الأم".

المصدر : الألمانية + الجزيرة + مواقع إلكترونية