الشيخة موزا: العاملون في القطاع الصحي هم النجوم الذين يجدر بالشباب الاقتداء بهم

انطلق اليوم الأحد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" (World Innovation Summit for Health – WISH)، والذي يعقد في الفترة من 15-19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وذلك على منصة ثلاثية الأبعاد في أجواء استثنائية، تحت عنوان "صحتنا في عالم واحد".

ومؤتمر "ويش" هو إحدى المبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويهدف إلى توفير السبل وتشجيع روح الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم.

وتعتبر قمة ويش التي تعقد كل سنتين في جوهرها واحدة من أبرز المنصات العالمية التي تجمع صانعي السياسات الصحية والممارسين والناشطين والباحثين ومبتكري الأفكار. ففي عام 2018، بلغ عدد الحضور في الدوحة 2500 من 100 دولة.

وهذه هي النسخة الخامسة من ويش، وتنظم في شكلٍ افتراضي ثلاثي الأبعاد تماشيا مع الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، ولكن في شكلٍ تفاعلي، يتيح للمشاركين فرصة التفاعل مع المتحدثين.

فرسان اللحظة

وقالت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر، إن "جائحة كورونا قد أثبتت أن صحة جميع القطاعات، اقتصادية وتعليمية واجتماعية وغيرها، تتأثر بأحوال القطاع الصحي، وما كان لنا بالطبع أن ننتظر جائحة لنولي قطاع الطب أهميته المركزية في البنية التحتية والتنمية الشاملة".

وأضافت أنه في هذا السياق تأتي أهمية هذا المؤتمر في تبادل الأفكار والأبحاث والاكتشافات واختبار الحلول وتعزيز التجارب الناجحة والسياسات التي تنمي القطاع الصحي.

وحيّت الشيخة موزا العاملين بالقطاع الصحي في قطر والعالم أجمع، وثمنت جهودهم لمكافحة الفيروس (كورونا المستجد) وحماية الأرواح والإسهام في بناء عالم ينعم بصحة أفضل.

وأكدت أنه في الأحداث الكبرى تُصنَع البطولات ويبرز الفرسان، ولا شك أن العاملات والعاملين في القطاعِ الصحي هم فرسان هذه اللحظة التاريخية، وهم النجوم الذين يجدر بالشباب الاقتداء بهم في التضحية والعطاء.

بدوره، قال البروفيسور اللورد دارزي أوف دينهام، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، خلال كلمته، إن "مهمتنا في مؤتمر ويش هو أن نأتي بالناس ونجمعهم معا ونعزز وننشر ونشجع الابتكارات التي من شأنها أن تحول عالمنا" للأفضل.

وأضاف أن "مبتكري هذه الاختراعات قد اجتمعوا مجددا لتشارك الأفكار والاحتفال بالنجاحات ومشاركة أفكارنا الجماعية، وذلك بفضل رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مؤسسة قطر، والدعم المتواصل لسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، ولهم شكرنا على الدوام".

والبروفيسور اللورد دارزي أوف دينهام
اللورد دينهام: قطر نجحت في أن تحقق أحد أدنى معدلات الوفيات بفيروس كورونا المستجد (مواقع التواصل)

نجاح قطري

وأضاف اللورد دينهام أن قطر نجحت في أن تحقق أحد أدنى معدلات الوفيات بفيروس كورونا المستجد وذلك على مستوى العالم، وذلك نتيجة جودة الرعاية الصحية التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب، مشيدا أيضا بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية.

وأوضح أن هناك حصارا غير قانوني مفروضا على قطر برا وبحرا وجوا من قبل جيرانها، وهو ما زال موجودا، وبرغم هذا الحصار بقيت قطر وبقيت الدوحة مفتوحة على جميع أنحاء العالم.

وتحدث الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية في كلمته، موجها الشكر العظيم للشيخة موزا بنت ناصر على قيادتها ودعمها للصحة.

وقال إن جائحة "كوفيد-19" هي أزمة لا سابق لها تتطلب ردة فعل لا سابق لها وابتكارا لا سابق له، وأضاف أن هناك أكثر من 200 لقاح قيد التطوير لفيروس كورونا، وقد بدأنا بالحصول على النتائج الأولى من بعضها، وهو إنجاز مذهل في أقل من عام.

وشدد على أنه يجب أن نتأكد أن جميع الدول تحصل على منافع الابتكار، لذلك فإن منظمة الصحة العالمية وشركاءها أطلقوا مبادرة "تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19" (Access to COVID-19 Tools Accelerator)، وهي مبادرة لتوفير التوزيع العادل للقاحات والأدوات التشخيصية والعلاجات.

مدير عام منظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس
مدير عام منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: جائحة "كوفيد-19" هي أزمة لا سابق لها (مواقع التواصل)

قضايا الصحة

ومن المتحدثين الذين يشاركون في المؤتمر الممثل الحائز على جائزة أوسكار مورغان فريمان، ود. توم كاتينا رئيس مبادرة "أورورا" الإنسانية، والأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر حسن الذوادي، والمدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بيتر ساندز.

كما يتعاون مؤتمر "ويش" -الذي عقد 4 قمم سابقة بدءا من عام 2013- مع مؤسساتٍ محلية ودولية رائدة، لتقديم سلسلة جلسات، تسلط الضوء على مجموعة من قضايا الصحة، ومن هذه المؤسسات قطر الخيرية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، وكذلك مركز كارتر، ومنتدى الدوحة.

المصدر : الجزيرة