الإفراط بمشاهدة التلفزيون ضار بالطفل
اكتشف الباحثون أنه كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام التلفزيون أثر ذلك سلبا على لياقتهم العضلية وزاد حجم الخصر مع اقترابهم من مرحلة المراهقة.
وقالوا إن الآباء يستخدمون التلفزيون بدرجة متزايدة كـ"جليس أطفال إلكتروني" وقد يعرضون بذلك صحة أطفالهم للخطر على المدى الطويل.
وأوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم مشاهدة الأطفال دون سن الثانية للتلفزيون وضرورة تقييد فترة المشاهدة للأطفال الأكبر سنا بساعتين يوميا.
وقد كشف البحث الكندي الذي نُشر في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني أن كل ساعة قُضيت في مشاهدة التلفزيون كل أسبوع للأطفال في سن الـ29 شهرا قللت المسافة التي يمكن أن يقفز فيها الطفل، وهو المعيار القياسي للياقة العضلية، وزادت محيط الخصر.
ووجد فريق البحث من جامعة مونتريال أن الطفل الذي شاهد التلفزيون لمدة 18 ساعة في سن 4.5 سيكون في سن العاشرة لديه 7.6 ملليمترات زائدة بالخصر بسبب عاداته.
وقالت الدكتورة كارولين فيتيزباتريك من جامعة نيويورك -التي قادت البحث في معهد أبحاث مستشفى جامعة مونتريال- إن "التلفزيون عامل نمط حياة قابل للتعديل والناس بحاجة لإدراك أن عادة المشاهدة عند الطفل قد تؤثر في صحته البدنية لاحقا. والمزيد من الدراسة سيساعد في تحديد ما إذا كان مقدار التعرض للتلفزيون مرتبط بأي مؤشرات إضافية لصحة الطفل فضلا عن صحة القلب والأوعية الدموية".
وأضافت أنه "إذا لم يعتقد الأطفال أنهم يستطيعون النجاح في الألعاب الرياضية في المدرسة فقد يؤثر ذلك في كيفية نشاطهم طوال حياتهم. فإن ممارسة الأطفال للألعاب الرياضية يتوقف جزئيا على كفاءتهم الرياضية المدركة. كما أن الاستعدادات السلوكية يمكن أن تترسخ أثناء الطفولة لأنها فترة حرجة لتطوير العادات والنشاطات المفضلة. ومن ثم فإن القدرة على الأداء الجيد أثناء الطفولة قد تشجع على المشاركة في الأنشطة الرياضية في سن البلوغ".
وقالت الدكتورة ليندا باغاني -معدة مشاركة في الدراسة- "خلاصة القول هي أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون، فوق المقادير الموصى بها، ليس بالأمر الجيد. فقد كان هناك زيادات كبيرة في الوزن غير الصحي للأطفال والكبار على حد سواء في العقود الأخيرة. ومستوى معيشتنا قد تغير أيضا بفضل الأطعمة السريعة التحضير والمليئة بالسعرات الحرارية وكذلك الممارسات الساكنة. والمشاهدة الزائدة للتلفزيون لا تزيح فقط الأشكال المختلفة من أنشطة وقت الفراغ التثقيفية والحركية بل إنها تعرضها أيضا لخطر تعلم معلومات خاطئة عن الأكل السليم".
وأضافت أن "هذه النتائج تدعم الشكوك التحليلية بأن المزيد من وقت المشاهدة يساهم عموما في ارتفاع الوزن الزائد للسكان وبالتالي توفير أدلة أساسية لطرق فعالة للقضاء عليه".