تعرف على أبرز الأحزاب السياسية في الهند

VADODARA, INDIA - MAY 16: A banner showing BJP leader Narendra Modi is seen during a speech by Modi after his landslide victory in elections on May 16, 2014 in Vadodara, India. Early indications from the Indian election results show Mr Modi's Bharatiya Janata Party was ahead in 277 of India's 543 constituencies where over 550 million votes were made, making it the largest election in history. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
ملصق انتخابي لحزب بهاراتيا جاناتا (غيتي)

يقوم النظام السياسي في الهند على مبدأ التعددية الحزبية، وينشط في الساحة السياسية العديد من الأحزاب، بعضها ممتد في أرجاء البلاد، مثل "المؤتمر القومي الهندي" و"حزب بهاراتيا جاناتا"، وبعضها إقليمي أصغر حجما.

وحسب لجنة الانتخابات (ديسمبر/كانون الأول 2016 ومايو/أيار 2017)، بلغ عدد الأحزاب المسجلة 1851، سبعة منها نشط في أرجاء وطنه، و49 منها إقليمية، و1785 غير معترف بها.

ولكي يحظى الحزب في الهند باعتراف الدولة، يجب أن يكون له نشاط سياسي لخمس سنوات على الأقل، وأن يمثّل بنسبة 4% على الأقل في مجلس الشعب (لوك سابها)، أو 3.33% من أعضاء الجمعية التشريعية التابعة للدولة.

فإذا استوفى الحزب الشروط المذكورة في أربع ولايات هندية أو أكثر، اعترفت لجنة الانتخابات به "حزبا وطنيا"، وإلا يعد "حزبا إقليميا".

ولتعدد الأحزاب في الهند، من النادر أن يحصل حزب بمفرده على الأغلبية في "لوك سابها" أو في مجلس الولايات (راجيا سابها)، ولذلك تتحالف الأحزاب الوطنية الكبيرة مع أخرى إقليمية صغيرة.

وفيما يلي أبرز الأحزاب  في الساحة السياسية بالهند:

حزب بهاراتيا جاناتا
بدأ حزب بهاراتيا جاناتا يحقق صعودا ثابتا منذ انتخابات 1986 ونجح في نشر أجنحته عبر الهند، وباستثناء الإقليم الشمالي الغربي ظهر بهاراتيا جاناتا حزبا تصعب هزيمته، لكن جذور الحزب تعود إلى ما قبل ذلك، ففي عام 1977 تشكل حزب يسمى جاناتا (الشعب) وكان تحالفا لأحزاب المعارضة التي سعت لهزيمة حزب المؤتمر القومي وإلغاء حالة الطوارئ التي أعلنتها رئيسة وزراء الهند آنذاك أنديرا غاندي عام 1975.

وبعد الفوز في انتخابات 1977 وإلغاء قوانين الطوارئ تفكك التحالف عام 1979.

انبثق عن جاناتا حزبان، هما: جاناتا دال (حزب الشعب) وهو حزب علماني اشتراكي يتوجه للطبقات الفقيرة والمسلمين. وحزب بهاراتيا جاناتا الذي يؤكد على القومية الهندية ويدعم الأهداف الاقتصادية الاشتراكية.

جاء تميز بهاراتيا جاناتا في انتخابات عام 1996 عندما ظهر ليكون أكبر حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان، ودعي زعيمه أتال بيهاري فاجبايي لتشكيل الحكومة، لكنه لم ينجح الحزب في حشد الدعم وقدم فاجبايي استقالته، فكانت الدعوة لانتخابات جديدة في عام 1998.

خاض بهاراتيا جاناتا انتخابات 1998 باستراتيجية جديدة، مشكلا تحالفات مع عدد من الأحزاب الإقليمية، وفاز التحالف بـ 266 مقعدا، لكن سرعان ما نشب الخلاف بين مكوناته حول بعض المناصب الوزارية. وفي عام 1999 خاض الانتخابات شريكا أساسيا في التحالف الوطني الديمقراطي الذي ضم معه 13 حزبا.

وفي مايو/أيار 2014 اكتسح حزب بهاراتيا جاناتا الانتخابات التشريعية التي شارك فيها قرابة 845 مليون ناخب، ففاز في 274 دائرة من إجمالي 543، مطيحا بذلك بأسرة نهرو-غاندي التي حكمت الهند لـ 30 عاما في أكبر ديمقراطيات العالم.

وفي 20 أبريل/نيسان 2015 قال قادة حزب "بهاراتيا جاناتا" إنه أصبح الحزب السياسي الأكبر في العالم، إذ تجاوز عدد أعضائه مئة مليون بعد حملة تسجيل استمرت ستة أشهر.

وحقق الحزب في مارس/آذار 2017 فوزا كاسحا في أوتار براديش أهم ولايات الهند، حيث حصد 312 من إجمالي مقاعد الولاية الشمالية ومجموعها 403 مقاعد، وهو ما يعني أنه فاز بأكبر أغلبية حققها حزب في الولاية منذ عام 1977.

المؤتمر القومي الهندي
والمؤتمر القومي أقدم حزب سياسي في الهند حيث تأسس عام 1885، وقاد كفاح الهند نحو الاستقلال. وضمت عضويته شخصيات بارزة مثل غاندي ونهرو.

وقدم الحزب -باستثناءات قليلة- رؤساء الوزراء للدولة حتى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ويركز الحزب على النهج العلماني للدولة والطابع الديمقراطي، ومنذ عام 1948 رفع شعار الاشتراكية، وإن كان الحزب قد انتهج منذ أوائل التسعينيات سياسة الإصلاح الاقتصادي.

أدت حالة الطوارئ التي أعلنتها أنديرا غاندي عام 1975 إلى مولد العديد من الأجنحة المعارضة للمؤتمر. وفي عام 1984 اغتيلت غاندي، واستغل راجيف غاندي موجة التعاطف الواضحة واكتسح الانتخابات التي أجريت في العام نفسه. وقاد اغتياله هو الآخر إلى عودة المؤتمر للسلطة في عام 1991، وكان ناراسيما راو رئيسا للوزراء. لكن شعبية الحزب تدهورت مع تورط قادته -بمن فيهم راو نفسه- في شراء الأصوات أثناء اقتراع للثقة واتهامات أخرى بالفساد.

وفي مايو/أيار 2014 مني حزب المؤتمر القومي بخسارة كبيرة في الانتخابات البرلمانية، حين عجز مع حلفائه عن تخطي حاجز الستين مقعدا، حيث حصلوا على 58، وهي أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب الذي هيمن على حكم البلاد منذ الاستقلال عن الاستعمار الإنجليزي عام 1947.

الحزب الشيوعي الماركسي الهندي
يحظى الحزب الشيوعي (الماركسي) الهندي بدعم العمال في الريف والحضر. وكان الحزب قد تأسس عام 1964 عقب انقسام في الحزب الشيوعي الهندي، واستطاع أن يؤسس قواعد تصويت قوية في كيرلا والبنغال الغربي وتريبورا وآندرا براديش وآسام. ومع مرور الزمن خفف الحزب من نبرة أيديولوجيته الماركسية وخاض الانتخابات متحالفا مع أحزاب يسارية أخرى.

في البنغال الغربي أصبحت حكومة الجبهة اليسارية بقيادة الحزب الشيوعي الماركسي في السلطة منذ عام 1977، وفي كيرلا تدخل الجبهة السلطة وتخرج. ويشترك الحزب مع حزب المؤتمر في النظر إلى بهاراتيا جاناتا باعتباره حزبا طائفيا.

الحزب الشيوعي الهندي
تأسس الحزب في 26 ديسمبر/كانون الأول 1925 وبدأ العمل قانونيا منذ يوليو/تموز 1942 عندما رفع الحظر عن الحزب. ويعتمد الحزب على منظمات جماهيرية لأنشطته، ويلقى دعما في البنغال الغربي وكيرلا وتريبورا.

يختلف الحزب عن الحزب الشيوعي الماركسي في أولويات سياسته حيث يفضل الالتزام بأيديولوجيته، وهو ما يظهر في موقفه المعارض لبهاراتيا جاناتا رغم التغير في علاقاته بالأحزاب الأخرى.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية